يصف انسانا من اهل الضلال غير معين، بل كما تقول: رحم الله امرا اتقى ربه و خاف ذنبه، و بئس الرجل رجل قل حياوه، و عدم وفاوه، و لست تعنى رجلا بعينه.
و يهوى: يسقط.
و السبيل القاصد: الطريق الموديه الى المطلوب.
و الامام: اما الخليفه، و اما الاستاذ، او الدين، او الكتاب، على كل من هولاء تطلق هذه اللفظه.
فاعل (كشف) هو الله تعالى، و قد كان سبق ذكره فى الكلام، و انما كشف لهم عن جزاء معصيتهم بما اراهم حال الموت من دلائل الشقوه و العذاب، فقد ورد فى الخبر الصحيح انه: (لايموت ميت حتى يرى مقره من جنه او نار).
و لما انفتحت اعين ابصارهم عند مفارقه الدنيا، سمى ذلك (ع) استخراجا لهم من جلابيب غفلتهم، كانهم كانوا من الغفله و الذهول فى لباس نزع عنهم.
قال: (استقبلوا مدبرا)، اى استقبلوا امرا كان فى ظنهم و اعتقادهم مدبرا عنهم، و هو الشقاء و العذاب.
(و استدبروا مقبلا) تركوا وراء ظهروهم ما كانوا خولوه من الاولاد و الاموال و النعم، و فى قوه هذا الكلام ان يقول: عرفوا ما انكروه و انكروا ما عرفوه: و روى: (احذركم و نفسى هذه المزله) مفعله، من الزلل، و فى قوله: (و نفسى) لطافه رشيقه، و ذلك لانه طيب قلوبهم بان جعل نفسه شريكه لهم فى هذا التحذير، ليكونوا الى الانقياد اقرب، و عن الاباء و النفره ابعد، بطريق جدد لاحب.
و المهاوى: جمع مهواه، و هى الهوه يتردى فيها.
و المغاوى: جمع مغواه، و هى الشبهه التى يغوى بها الناس، اى يضلون.
يصف الامور التى يعين بها الانسان ارباب الضلال على نفسه، و هى ان يتعسف فى حق يقوله، او يامر ب ه، فان الرفق انجح، و ان يحرف المنطق فان الكذب لايثمر خيرا، و ان يتخوف من الصدق فى ذات الله، قال سبحانه: (اذا فريق منهم يخشون الناس كخشيه الله)، فذم من لايصدق و يجاهد فى الحق.
قوله: (و اختصر من عجلتك)، اى لاتكن عجلتك كثيره، بل اذا كانت لك عجله فلتكن شيئا يسيرا.
و تقول: انعمت النظر فى كذا، اى دققته، من قولك: انعمت سحق الحجر، و قيل: انه مقلوب (امعن).
و النبى الامى: اما الذى لايحسن الكتابه، او المنسوب الى ام القرى، و هى مكه.
و لا محيص عنه: لامفر و لا مهرب، حاص، اى تخلص من امر كان شب فيه.
قوله: (فان عليه ممرك) اى ليس القبر بدار مقام، و انما هو ممر و طريق الى الاخره.
و كما تدين تدان، اى كما تجازى غيرك تجازى يفعلك و بحسب ما عملت، و منه قوله سبحانه: (انا لمدينون) اى مجزيون، و منه الديان فى صفه الله تعالى.
قوله: (و كما تزرع تحصد) معنى قد قاله الناس بعده كثيرا، قال الشاعر: اذا انت لم تزرع و ادركت حاصدا ندمت على التقصير فى زمن البذر و من امثالهم: (من زرع شرا حصد ندما).
فامهد لنفسك: اى سو و وطى ء.
(و لاينبئك مثل خبير) من القرآن العزيز، اى و لايخبرك بالامور احد على حقائقها كالعارف بها العالم بكنهها.