شرح نهج البلاغه نسخه متنی

This is a Digital Library

With over 100,000 free electronic resource in Persian, Arabic and English

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الشرح:

هذه خطبه خطب بها بعد قتل عثمان حين افضت الخلافه اليه.

قد طلع طالع، يعنى عود الخلافه اليه، و كذلك قوله: (و لمع لامع، و لاح لائح)، كل هذا يراد به معنى واحد.

و اعتدل مائل، اشاره الى ما كانت الامور عليه من الاعوجاج فى اواخر ايام عثمان، و استبدل الله بعثمان و شيعته عليا و شيعته، و بايام ذاك ايام هذا.

ثم قال: (و انتظرنا الغير انتظار المجدب المطر)، و هذا الكلام يدل على انه قد كان يتربص بعثمان الدوائر، و يرتقب حلول الخطوب بساحته، ليلى الخلافه.

فان قلت: اليس هو الذى طلق الدنيا، فاين هذا القول من طلاقها؟ قلت: انه طلق الدنيا ان يقبل منها حظا دنيويا، و لم يطلقها، ان ينهى فيها عن المنكرات التى امره الله تعالى بالنهى عنها، و يقيم فيها الدين الذى امره الله باقامته، و لا سبيل له الى النهى عن المنكر و الامر بالمعروف الا بولايه الخلافه.

(عقيده على فى عثمان و راى المعتزله فى ذلك) فان قلت: ايجوز على مذهب المعتزله ان يقال: انه (ع) كان ينتظر قتل عثمان، انتظار المجدب المطر، و هل هذا الا محض مذهب الشيعه! قلت: انه (ع) لم يقل: (و انتظرنا قتله) و انما انتظر الغير، فيجوز ان يكون اراد انتظار خلعه و عزله عن الخ
لافه، فان عليا (ع) عند اصحابنا كان يذهب الى ان عثمان استحق الخلع باحداثه، و لم يستحق القتل، و هذا الكلام اذا حمل على انتظار الخلع كان موافقا لمذهب اصحابنا.

فان قلت: اتقول المتعزله ان عليا كان يذهب الى فسق عثمان المستوجب لاجله الخلع؟ قلت: كلا! حاش لله ان تقول المعتزله ذلك! و انما تقول ان عليا كان يرى ان عثمان يضعف عن تدبير الخلافه، و ان اهله غلبوا عليه، و استبدوا بالامر دونه، و استعجزه المسلمون، و استسقطوا رايه، فصار حكمه حكم الامام اذا عمى، او اسره العدو، فانه ينخلع من الامامه.

ثم قال (ع): (الائمه قوام الله على خلقه)، اى يقومون بمصالحهم، و قيم المنزل: هو المدبر له.

قال: (و عرفاوه على عباده): جمع عريف، و هو النقيب و الرئيس، يقال: عرف فلان بالضم عرافه بالفتح، مثل خطب خطابه اى صار عريفا، و اذا اردت انه عمل ذلك قلت: عرف فلان علينا سنين، يعرف عرافه بالكسر، مثل كتب يكتب كتابه.

قال: (و لايدخل الجنه الا من عرفهم و عرفوه، و لايدخل النار الا من انكرهم و انكروه)، هذا اشاره الى قوله تعالى: (يوم ندعو كل اناس بامامهم)، قال المفسرون: ينادى فى الموقف: يا اتباع فلان، و يا اصحاب فلان، فينادى كل قوم باسم امامهم، يقول اميرالموم
نين (ع): لايدخل الجنه يومئذ الا من كان فى الدنيا عارفا بامامه، و من يعرفه امامه فى الاخره، فان الائمه تعرف اتباعها يوم القيامه، و ان لم يكونوا راوهم فى الدنيا، كما ان النبى (ص) يشهد للمسلمين و عليهم، و ان لم يكن راى اكثرهم، قال سبحانه: (فكيف اذا جئنا من كل امه بشهيد و جئنا بك على هولاء شهيدا) و جاء فى الخبر المرفوع: (من مات بغير امام مات ميته جاهليه)، و اصحابنا كافه قائلون بصحه هذه القضيه، و هى انه لايدخل الجنه الا من عرف الائمه، الا ترى انهم يقولون: الائمه بعد رسول الله (ص) فلان و فلان، و يعدونهم واحدا واحدا، فلو ان انسانا لايقول بذلك، لكان عندهم فاسقا، و الفاسق لايدخل الجنه عندهم ابدا، اعنى من مات على فسقه.

فقد ثبت ان هذه القضيه، و هى قوله: (ع): (لايدخل الجنه الا من عرفهم) قصه صحيحه على مذهب المعتزله، و ليس قوله: (و عرفوه) بمنكر عند اصحابنا، اذا فسرنا قوله تعالى: (يوم ندعو كل اناس بامامهم) على ما هو الاظهر و الاشهر من التفسيرات، و هو ما ذكرناه.

و بقيت القضيه الثانيه ففيها الاشكال، و هى قوله (ع): (و لايدخل النار الا من انكرهم و انكروه)، و ذلك ان لقائل ان يقول: قد يدخل النار من لم ينكرهم، مثل ان يكون انسان ي
عتقد صحه امامه القوم الذين يذهب انهم ائمه عند المتعزله، ثم يزنى او يشرب الخمر من غير توبه، فانه يدخل النار، و ليس بمنكر للائمه، فكيف يمكن الجمع بين هذه القضيه و بين الاعتزال! فالجواب ان الواو فى قوله (و انكروه) بمعنى (او) كما فى قوله تعالى: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى و ثلاث و رباع) فالانسان المفروض فى السوال و ان كان لاينكر الائمه الا انهم ينكرونه، اى يسخطون يوم القيامه افعاله، يقال: انكرت فعل فلان اى كرهته، فهذا هو تاويل الكلام على مذهبنا، فاما الاماميه فانهم يحملون ذلك على تاويل آخر، و يفسرون قوله: (و لايدخل النار)، فيقولون: اراد و لايدخل النار دخولا موبدا الا من ينكرهم و ينكرونه.

ثم ذكر (ع) شرف الاسلام، و قال: انه مشتق من السلامه، و انه جامع للكرامه، و ان الله قد بين حججه، اى الادله على صحته.

ثم بين ما هذه الادله، فقال: (من ظاهر علم، و باطن حكم) اى حكمه، ف(من) هاهنا للتبيين و التفسير، كما تقول: دفعت اليه سلاحا من سيف و رمح و سهم، و يعنى بظاهر علم و باطن حكم، و القرآن، الا تراه كيف اتى بعده بصفات و نعوت لاتكون الا للقرآن، من قوله: (لاتفنى عزائمه) اى آياته المحكمه.

و (براهينه العازمه) اى القاطعه ولا تنقضى عجائبه، لانه مهما تامله الانسان استخرج منه بكفر غرائب عجائب لم تكن عنده من قبل.

(فيه مرابيع النعم)، المرابيع الامطار التى تجى ء فى اول الربيع فتكون سببا لظهور الكلا، و كذلك تدبر القرآن سبب للنعم الدينيه و حصولها.

قوله: (قد احمى حماه، و ارعى مرعاه)، الضمير فى (احمى) يرجع الى الله تعالى، اى قد احمى الله حماه، اى عرضه لان يحمى، كما تقول: اقتلت الرجل، اى عرضته لان يقتل.

و اضربته، اى عرضته لان يضرب، اى قد عرض الله تعالى حمى القرآن و محارمه لان يجتنب و مكن منها، و عرض مراعاه لان يرعى، اى مكن من الانتفاع بما فيه من الزواجر و المواعظ لانه خاطبنا بلسان عربى مبين، و لم يقنع ببيان م
ا لانعلم الا بالشرع حتى نبه فى اكثره على ادله العقل.

/ 614