شرح نهج البلاغه

ابن ابی الحدید معتزلی

نسخه متنی -صفحه : 614/ 452
نمايش فراداده

خطبه 176-درباره حكمين

الشرح:

الملا: الجماعه و يجعجعا: يحبسا نفوسهما و آرائهما عند القرآن، جعجعت، اى حبست، اخذت عليهما العهد و الميثاق ان يعملا بما فى القرآن و لايتجاوزاه.

فتاها عنه، اى عدلا، و تركا الحق على علم منهما به.

و الداب: العاده، و (سوء رايهما) منصوب، لانه مفعول (سبق)، و الفاعل (استثناونا).

ثم قال: (و الثقه فى ايدينا)، اى نحن على برهان و ثقه من امرنا، و ليس بضائر لنا ما فعلاه لانهما خالفا الحق، و عدلا عن الشرط و عكسا الحكم.

و روى الثورى، عن ابى عبيده، قال: امر بلال بن ابى برده و كان قاضيا، بتفريق بين رجل و امراته، فقال الرجل: يا آل ابى موسى، انما خلقكم الله للتفريق بين المسلمين! (كتاب معاويه الى عمرو بن العاص و هو على مصر) كتب معاويه الى عمرو بن العاص و هو على مصر، قد قبضها بالشرط الذى اشترط على معاويه: (اما بعد، فان كتب معاويه الى عمرو بن سوال اهل الحجاز و زوار اهل العراق كثروا على، و ليس عندى فضل عن اعطيات الحجاز، فاعنى بخراج مصر هذه السنه).

فكتب عمرو اليه: معاوى ان تدركك نفس شحيحه فما مصر الا كالهبائه فى الترب و ما نلتها عفوا و لكن شرطتها و قد دارت الحرب العوان على قطب و لو لا دفاعى الاشعرى و رهطه لالفيتها ترغو كراغيه السقب ثم كتب فى ظاهر الكتاب- و رايت انا هذه الابيات بخط ابى زكريا يحيى بن على الخطيب التبريزى رحمه الله- معاوى حظى لاتغفل و عن سنن الحق لاتعدل اتنسى مخادعتى الاشعرى و ما كان فى دومه الجندل الين فيطمع فى غرتى و سهمى قد خاض فى المقتل فالمظه عسلا باردا و اخبا من تحته حنظلى و اعليته المنبر المشمخر كرجع الحسام الى المفصل فاضحى لصاحبه خالعا كخلع النعال من الارجل و اثبتها فيك موروثه ثبوت الخواتم فى الانمل وهبت لغيرى وزن الجبال و اعطيتنى زنه الخردل و ان عليا غدا خصمنا سيحتج بالله و المرسل و ما دم عثمان منج لنا فليس عن الحق من مزحل فلما بلغ الجواب الى معاويه لم يعادوه فى شى ء من امر مصر بعدها.

بعث عبدالملك روح بن زنباع و بلال بن ابى برده بن ابى موسى، الى زفر بن الحارث الكلابى بكلام، و حذرهما من كيده، و خص بالتحذير روحا.

فقال: اميرالمومنين، ان اباه كان المخدوع يوم دومه الجندل لا ابى، فعلام تخوفنى الخداع و الكيد.

فغضب بلال و ضحك عبدالملك.