شرح نهج البلاغه

ابن ابی الحدید معتزلی

نسخه متنی -صفحه : 614/ 467
نمايش فراداده

خطبه 182-آفريدگار توانا

الشرح:

المنصبه، بالفتح و النصب: التعب و الماضى نصب بالكسره، و هم ناصب فى قول النابغه: كلينى لهم يا اميمه ناصب ذو نصب، مثل رجل تامر و لابن، و يقال: هو (فاعل) بمعنى (مفعول فيه) لانه ينصب فيه و يتعب، كقولهم: ليل نائم، اى ينام فيه، و يوم عاصف، اى تعصف فيه الريح.

و استعبدت فلانا: اتخذته عبدا.

و الضراء: الشده.

و معتبر: مصدر بمعنى الاعتبار.

و مصاحها: جمع مصحه (مفعله) من الصحه، كمضار جمع مضره.

وصفه سبحانه بانه معروف بالادله، لا من طريق الرويه كما تعرف المرئيات، و بانه يخلق الاشياء و لايتعب كما يتعب الواحد منا فيما يزاوله و يباشر من افعاله.

خلق الخلائق بقدرته على خلقهم، لابحركه و اعتماد.

(و اسبغ النعمه عليهم): اوسعها.

و استعبد الذين يدعون فى الدنيا اربابا بعزه و قهره.

و ساد كل عظيم بسعه جوده، و اسكن الدنيا خلقه، كما ورد فى الكتاب العزيز: (انى جاعل فى الارض خليفه).

و بعث رسله الى الجن و الانس، كما ورد فى الكتاب العزيز: (يا معشر الجن و الانس الم ياتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتى و ينذرونكم لقاء يومكم هذا).

قال: (ليكشفوا لهم عن غطاء الدنيا) اى عن عوراتها و عيوبها المستوره، و ليخوفوهم من مضرتها و غرورها المفضى الى عذاب الابد.

و ليضربوا لهم امثالها، كالامثال الوارده فى الكتاب العزيز، نحو قوله تعالى: (انما مثل الحياه الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض...) الايه.

قوله: (و ليهجموا عليهم)، هجمت على الرجل دخلت عليه بغته، يقول: ليدخلوا عليهم بما فى تصاريف الدنيا، من الصحه و السقم، و ما احل و ما حرم على طريق الابتلاء.

ثم قال: (و ما اعد الله سبحانه للمطيعين منهم و العصاه)، يجوز ان تكون (ما) معطوفه على (عيوبها)، فيكون موضعها نصبا، و يجوز ان يكون موضعها جرا، و يكون من تتمه اقسام ما يعتبر به، و الاول احسن.

ثم قال (ع): انى احمد الله كما استحمد الى خلقه، استحمد اليهم فعل ما يوجب عليهم حمده.

ثم قال: انه سبحانه جعل لكل شى ء من افعاله قدرا، اى فعله مقدرا محدود الغرض، اقتضى ذلك القدر و تلك الكيفيه، كما قال سبحانه: (و كل شى ء عنده بمقدار).

و جعل لكل شى ء مقدر وقتا ينتهى اليه و ينقطع عنده، و هو الاجل.

و لكل اجل كتابا، اى رقوما تعرفها الملائكه، فتعلم انقضاء عمر من ينقضى عمره، و عدم ما الطافهم فى معرفه عدمه.