شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الشرح:

جعل القرآن آمرا و زاجرا، لما كان خالقه- و هو الله سبحانه- آمرا زاجرا به، فاسند الامر و الزجر اليه، كما تقول: سيف قاتل، و انما القاتل الضارب، به و جعله صامتا ناطقا، لانه- من حيث هو حروف و اصوات- صامت، اذ كان العرض يستحيل ان يكون ناطقا لان النطق حركه الاداه بالكلام، و الكلام يستحيل ان يكون ذا اداه ينطق بالكلام بها، و هو من حيث يتضمن الاخبار و الامر و النهى و النداء و غير ذلك من اقسام الكلام، كالناطق، لان الفهم يقع عنده، و هذا من باب المجاز كما تقول: هذه الربوع الناطقه، و اخبرتنى الديار بعد رحيلهم بكذا.

ثم وصفه بانه حجه الله على خلقه، لانه المعجزه الاصليه.

اخذ سبحانه على الخلائق ميثاقه، و ارتهن عليه انفسهم، لما كان سبحانه قد قرر فى عقول المكلفين ادله التوحيد و العدل، و من جمله مسائل العدل النبوه، و يثبت نبوه محمد (ص) عقلا، كان سبحانه بذلك كالاخذ ميثاق المكلفين بتصديق دعوته، و قبول القرآن الذى جاء، و جعل به نفسهم رهنا على الوفاء بذلك، فمن خالف خسر نفسه، و هلك هلاك الابد.

هذا تفسير المحققين، و من الناس من يقول: المراد بذلك قصه الذريه قبل خلق آدم (ع)، كما ورد فى الاخبار، و كما فسر قوم عليه ا
لايه.

ثم ذكر (ع) ان الله تعالى قبض رسوله (ص)، و قد فرغ الى الخلق بالقرآن من الاكمال و الاتمام، كقوله تعالى: (اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتى)، و اذا كان قد اكمله لم يبق فيه نقص ينتظر اتمامه.

قال: فعظموا من الله ما عظم من نفسه، لانه سبحانه وصف نفسه بالعظمه و الجلال فى اكثر القرآن، فالواجب علينا ان نعظمه على حسب ما عظم نفسه سبحانه.

ثم علل وجوب تعظيمه، و حسن امره لنا بتعظيمه سبحانه بكونه لم يخف عنا شيئا من امر ديننا، و ذلك لان الشرعيات مصالح المكلفين، و اذا فعل الحكيم سبحانه بنا ما فيه صلاحنا، فقد احسن الينا، و من جمله صلاحنا تعريفنا من الشرعيات ما فعله لطف و مفض بنا الى الثواب، و هذا ابلغ ما يكون من الاحسان، و المحسن يجب تعظيمه و شكره.

قال: لم يترك شيئا الا و جعل له نصا ظاهرا يدل عليه، او علما يستدل به عليه اى اما منصوص عليه صريحا، او يمكن ان يستنبط حكمه من القرآن اما بذكره او بتركه فيبقى على البرائه الاصليه، و حكم العقل.

قوله: (فرضاه فيما بقى واحد) معناه ان ما لم ينص عليه صريحا، بل هو فى محل النظر، ليس يجوز للعلماء ان يجتهدوا فيه، فيحله بعضهم، و يحرمه بعضهم، بل رضا الله سبحانه امر واحد، و كذلك سخطه،
فليس يجوز ان يكون شى ء من الاشياء يفتى فيه قوم بالحل و قوم بالحرمه، و هذا قول منه (ع) بتحريم الاجتهاد، و قد سبق منه (ع) مثل هذا الكلام مرارا.

قوله: (و اعلموا انه ليس يرضى عنكم...)، الكلام الى منتهاه معناه انه ليس يرضى عنكم بالاختلاف فى الفتاوى و الاحكام، كما اختلف الامم من قبلكم، فسخط اختلافهم قال سبحانه: (ان الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا لست منهم فى شى ء).

و كذلك ليس يسخط عليكم بالاتفاق و الاجتماع الذى رضيه ممن كان قبلكم من القرون.

و يجوز ان يفسر هذا الكلام بانه لايرضى عنكم بما سخطه على الذين من قبلكم من الاعتقادات الفاسده فى التوحيد و العدل، و لا يسخط عليكم بما تعتقدونه من الاعتقادات الصحيحه التى رضيها ممن كان قبلكم فى التوحيد و العدل، فيكون الكلام مصروفا الى الاصول لا الى الفروع.

قال: (و انما تسيرون فى اثر بين)، اى ان الادله واضحه، و ليس مراده الامر بالتقليد، و كذلك قوله (و تتكلمون يرجع قول قد قاله الرجال من قبلكم)، يعنى كلمه التوحيد (لا اله الا الله) قد قالها الموحدون من قبل هذه المله، لاتقليدا، بل بالنظر و الدليل، فقولوها انتم كذلك! ثم ذكر انه سبحانه قد كفى الخلق موونه دنياهم، قال الحسن البصرى: ان الله تعالى كفانا موونه دنيانا، و حثنا على القيام بوظائف ديننا، فليته كفانا موونه ديننا، و حثنا على القيام بوظائف دنيانا.

قوله: (و افت
رض من السنتكم الذكر)، افترض عليكم ان تذكروه و تشكروه بالسنتكم، و (من) متعلقه بمحذوف دل عليه المصدر المتاخر، تقديره: (و افترض عليكم الذكر من السنتكم الذكر).

ثم ذكر ان التقوى المفترضه هى رضا الله و حاجته من خلقه، لفظه (حاجته) مجاز، لان الله تعالى غنى غير محتاج، و لكنه لما بالغ فى الحث و الحض عليها، و توعد على تركها جعله كالمحتاج الى الشى ء، و وجه المشاركه ان المحتاج يحث و يحض على حاجته، و كذلك الامر المكلف اذا اكد الامر.

قوله: (انتم بعينه)، اى يعلم احوالكم، و نواصيكم بيده، الناصيه: مقدم شعر الراس، اى هو قادر عليكم قاهر لكم، متمكن من التصرف فيكم، كالانسان القابض على ناصيه غيره.

و تقلبكم فى قبضته، اى تصرفكم تحت حكمه، لو شاء ان يمنعكم منعكم، فهو كالشى ء فى قبضه الانسان، ان شاء استدام القبض عليه، و ان شاء تركه.

ثم قال: ان اسررتم امرا علمه، و ان اظهرتموه كتبه، ليس على ان الكتابه غير العلم، بل هما شى ء واحد، و لكن اللفظ مختلف.

ثم ذكر ان الملائكه موكله بالمكلف، و هذا هو نص الكتاب العزيز، و قد تقدم القول فى ذلك.

ثم انتقل الى ذكر الجنه، و الكلام يدل على انها فى السماء، و ان العرش فوقها.

و معنى قوله: (اصطنعها لنفسه) اعظ
امها و اجلالها، كما قال لموسى: (و اصطنعتك لنفسى)، و لانه لما تعارف الناس فى تعظيم ما يصنعونه، ان يقول الواحد منهم لصاحبه: قد وهبتك هذه الدار التى اصطنعتها لنفسى، اى احكمتها، و لم اكن فى بنائها متكلفا بان ابنيها لغيرى، صح و حسن من البليغ الفصيح ان يستعير مثل ذلك فيما لم يصطنعه فى الحقيقه لنفسه، و انما هو عظيم جليل عنده.

قوله: (و نورها بهجته)، هذا ايضا مستعار، كانه لما كان اشراق نورها عظيما جدا نسبه الى بهجه البارى، و ليس هناك بهجه على الحقيقه، لان البهجه حسن الخلقه، قال تعالى: (و انبتنا فيها من كل زوج بهيج) اى من كل صنف حسن.

قوله: (و زوارها ملائكته) قد ورد فى هذا من الاخبار كثير جدا و رفقاوها: رسله، من قوله تعالى: (و حسن اولئك رفيقا).

و يوشك، بكسر الشين، فعل مستقبل ماضيه (اوشك)، اى اسرع.

و رهقه الامر بالكسر: فاجاه.

و يسد عنهم باب التوبه، لانه لاتقبل عند نزول الموت بالانسان من حيث كان يفعلها خوفا فقط، لالقبح القبيح، قال تعالى: (و ليست التوبه للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال انى تبت الان).

و انما قال: فى مثل ما سال اليه الرجعه من كان قبلكم، كقوله سبحانه: (حتى اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون، ل
على اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمه هو قائلها و من ورائهم برزخ الى يوم يبعثون).

و بنو سبيل: ارباب طريق مسافرون.

و اوذن فلان بكذا: اعلم.

و آذنته: اعلمته.

و قد تقدم لنا كلام بالغ فى التقوى و ماهيتها و تاكيد وصاه الخالق سبحانه و الرسول (ع) بها.

(نبذ و اقاويل فى التقوى) روى المبرد فى الكامل ان رجلا قال لعمر بن الخطاب: اتق الله يا اميرالمومنين، فقال له رجل: اتالت على اميرالمومنين! اى اتنتقصه!، فقال عمر: دعه، فلا خير فيهم اذا لم يقولوها، و لا خير فينا اذا لم تقل لنا.

و كتب ابوالعتاهيه الى سهل بن صالح- و كان مقيما بمكه: اما بعد، فانا اوصيك بتقوى الله الذى لاغناء بك عن تقاته، و اتقدم اليك عن الله، و نذكرك مكر الله فيما دبت به اليك ساعات الليل و النهار، فلا تخدعن عن دينك، فان ساعاتك اوقاتك ان ظفرت بذلك منك، وجدت الله فيك اسرع مكرا، و انفذ فيك امرا، و وجدت ما مكرت به فى غير ذات الله غير راد عنك يد الله، و لا مانع لك من امر الله، و لعمرى لقد ملات عينك الفكر و اضطربت فى سمعك اصوات العبر، و رايت آثار نعم الله نسختها آثار نقمه حين استهزى ء بامره، و جوهر بمعاندته.

الا ان فى حكم الله انه من اكرمه الله، فاستهان بامره،
اهانه الله.

السعيد من وعظ بغيره، لاوعظك الله فى نفسك! و جعل عظتك فى غيرك، و لاجعل الدنيا عليك حسره و ندامه، برحمته! و من كلام رسول الله (ص): (لا كرم كالتقوى، و لا مال اعود من العقل، و لا وحده اوحش من العجب، و لا عقل كالتدبير، و لا قرين كحسن الخلق، و لا ميراث كالادب، و لا فائده كالتوفيق، و لا تجاره كالعمل الصالح و لا ربح كثواب الله و لا ورع كالوقوف عند الشبهه، و لا زهد كالزهد فى الحرام، و لا علم كالتفكر، و لا عباده كاداء الفرائض، و لا ايمان كالحياء و الصبر، و لا حسب كالتواضع، و لا شرف كالعلم و لا مظاهره اوفق من المشوره، فاحفظ الراس و ما حوى، و البطن و ما وعى، و اذكر الموت و طول البلى).

/ 614