في كتابه فقلت واين لعن اللّه يزيد في كتابه ؟ قال قوله تعالى :
(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ اءَنْ تُفْسِدُوا فِي الاَْرْضِ وَتُقَطِّعُوا اءَرْحَامَكُمْ اءُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللّهَُ فَاءَصَمَّهُمْ وَاءَعْمَى اءَبْصَارَهُمْ) (596) فهل يكون فساد اعظم من هذا القتل .
قـال ابـن الجـوزى صـنـف القـاضـى ابـويعلى كتابا، ذكر فيه بيان ما يستحق اللعن وذكر منهم يزيد، ثم ذكر حديث :
(من اخاف اءهل المدينة ظلما اخافه اللّه وعليه لعنة اللّه والملئكة والناس اجمعين ).
ولا خلاف ان يزيد غزا المدينة المنورة واخاف اهلها انتهى والحديث اءلّذي ذكره رواه مسلم ، ووقع من ذلك الجـيـش مـن القـتـل ، والفـسـاد العـظيم والسبى ، واباحة المدينة ماهو مشهور، حتى فض نحو ثـلثـمـائة بـكـر، وقـتـل مـن الصـحـابة نحو ذلك ، ممن قراء القران نحو سبعمائة نفسا، وابيحت المـديـنـة المـنـورة ايـامـا، وبـطـلت الجـمـاعـة مـن المـسـجـد النـبـوى ايـامـا، واخـتـفـت اءهل المدينة اياما، فلم يمكن اءحدا دخول مسجدها حتى دخلتها الكلاب ، ذئاب وبالت على منبره (ص ) تـصديقا لما اخبر به النبى (ص )، ولم يرض اءمير ذلك الجيش ، الا بان يبايعو ليزيد على انـّهـم خـول له ان شـاء بـاع وان شـاء اعـتـق ، فـذكـر له بـعـضـهـم البيعة على كتاب اللّه وسنة رسول اللّه (ص )، فضرب عنقه وذلك في قصة الحرة .
ثـم سـار جـيشه هذا إلى قتال ابن الزبير، فرموا الكعبة المكرمة بالمنجنيق ، واحرقوها بالنار فاءى شى ء اعظم من هذه القبايح التى وقعت في زمنه ناشية عنه .
وكانت سلطنة يزيد اللعين سنة ستين ، وهلك في اول سنة اربع وستين .
وان ابـنـه مـعـاويـة ابـن يـزيـد لمـا ولي العـهـد، صـعـد المـنـبـر فـقال : ان هذه الخلافة حبل اللّه تعالى ، وان جدى معاوية نازع الامر اهله ، ومن هو احق به منه على بن اءبي طالب (ع )، وركب بكم ما تعلمون حتى اتته المنية ، فصار في قبره رهينا بذنوبه .
ثـم قـلد اءبـي الامـر وكـان غـيـر اءهـل له ونـازع ابـن بـنـت رسـول اللّه (ص ) فـقـصـف عـمـره ، وانـبـتـر عـقـبـه ، وصـار في قبره رهينا بذنوبه ، ثم بكى وقـال : ان مـن اعـظـم الامـور عـليـنـا عـلمـنـا بـسـوء مـصـرعـه وبـئس مـنـقـلبـه وقـد قـتـل عـتـرة رسـول اللّه (ص )، وابـاح الخـمر، وخرّب الكعبة ، ولم اذق حلاوة الخلافة فلا اتقلد حـرارتـهـا فـشـاءنـكم في امركم ، واللّه لئن كانت الدنيا خيرا فقد نلنا منها حظاً، و ان كانت شرّا فكفى ذرية اءبي سفيان ما اصابوا منها، ثم تغيب في منزله حتى مات بعد اربعين يوما، وكانت مدة خـلافـتـه اربـعـيـن يـومـا، وقـيـل شـهـريـن ، وقـيـل ثـلاثـة اشـهـر، ومـات عـن احـدى وعـشرين سنة وقيل عشرين انتهى كلام ابن حجر في الصواعق . (597) وليكن هذا اخر ما اردنا ذكره في هذا المقام ، لكفاية في تبيان سخافة ما قد يتشبث به اعداء هؤ لاء الاجـلة الكـرام ، الّذيـن اعـمـى اللّه ابـصـارهـم ، عـن الحـق ، وجـعـل شـوبـهـم نـار الفـلق فـعـادوا اوليـائهـم ، ووالوا اعـدائهـم ، وقـاتـلوا اءهـل بـيـت نـبـيـهـم ، بـمـا امـكـنهم من السنان واللسان ، حتى ان فيهم من لم يقدر على انكار جلالة شـاءنـهـم ، شـرع فـي الاحيال بالتشكيك على الجهالة بما هو او هن من بيت العنكبوت ، كما اشرنا اليـه وهـذا اءلّذي ذكـرنـاه اقـل قـليـل مـمـا ذكره الفريقان ، وكفى هذا في رد كيد المنافقين واللّه الهادى إلى الصواب .
المجلس السابع فـى فـضـل الشـهـداء الذيـن قـتـلوا مـعـه وعـلة عـدم مـبـالاتـهـم بالقتل ، و بيان انه (ع ) كان فرحا لا يبالى بما يجرى عليه وفيه قصة شجرة العوسجة .
[فـي ] عـلل الشـرايـع ، للصـدوق ، والطـالقـانـى عـن الجلودى ، عن الجوهرى ، عن ابن عمارة عن