القتال ، عالية شهامته ، غير مضطرب ولا متضعضع في ذلك المـجـال ، ثـم نـادى : يـا اءهـل الكـوفـة مـا راءيـت غـدر مـنـكـم قـبـحـا لكـم وتـعـسـالكـم الويـل ثـم الويـل ، اسـتـصـرخـتـمـونـا فـاءتيناكم ، واسرعتم إلى بيعتنا سرعة الذباب ، ولما اءتـيـنـاكـم تـهـافـتـم تـهـافـت الفـراش ، وسـللتـم عـليـنـا سـيـوف اعـدائنـا مـن غـيـر عـدل افـشـوه فـيـكـم ولا ذنـب مـنـا كـان اليـكـم ، الا لعـنـة اللّه عـلى الظـالمـيـن ، ثـم حمل عليهم وسيفه مصلت في يده وهو ينشد ويقول :
إلى اخر الابيت التى فذكرها انشاء اللّه تعالى . (606) وفـي كـتـاب حـليـة الاوليـاء لابـى نـعـيـم ، عـن مـحـمـد بـن الحـسـن ، لمـا نزل القوم بالحسين (ع )، وايقن انهم قاتلوه ، قال لاصحابه :
(قـد نـزل مـاتـرون مـن الا مـر! وان الدنـيـا قـد تـنـكـرت ، وتـغـيـرت ، وادبـر معروفها) إلى ان قـال (الا ترون ان الحق لا يعمل به ، والباطل لا يتناهى عنه ؛ ليرغب المؤ من في لقاء اللّه وانى لا ارى الموت الا سعادة والحيوة مع الظالمين الا برما) وانشاء لما قصد الطف متمثلا:
إلى اخر الابيات التى نذكرها في محلها. (607) وروى انـه (ع ) قـيـل له يـوم الطـف : انـزل عـلى حـكـم الامـيـر عـبـيـد اللّه بـن زيـاد؟! فقال :
(لا واللّه لا اعطيكم بيدى اعطاء الذليل ، ولا اقر لكم اقرار العبيد) ثم نادى باءعلى صوته :
(يا عباد اللّه انى عذت بربى وربكم من كل متكبر لا يؤ من بيوم الحساب ) ثم انشاء يقول :
إلى اخر ابياته (ع ).
وقـد روى جـمـاعـة مـن الطـرفـيـن فـي شـجـاعـتـه (ع ) وجـدّه فـي جـهـاد الا عـداء حـمـل يوم الطف على صفوف الاعداء، وهو في غاية العطش ، شق صفوفهم جميعا، ثم كرّ راجعا يشق الصـفـوف ويـقـتـل بـهـم ، حـتـى اذا رجـع إلى مـوضـعـه وقـد قتل منهم في تلك الحملة ازيد من الف نفس سوى المجروحين .
وفي كتاب حلية الاولياء، قال ونقل جماعة ممن حضر الواقعة : انه (ع ) ركب دابته ودعا بمصحف ، فـوضـعـه امـامـه ، فـدعـاهـم إلى البـراز وقـد كـان يـقـاتـلهـم مـع التـاويـل ، يـتـرك احـيـانـا بـعـض مـا يـقـع تـحـت سـيـفـه ، فـلم يـقـتـله ويـقـتـل غـيـره ، فـسـاءل ابـنـه عـلى بـن الحـسـيـن (ع ) عـن وجـه ذلك ؟ فقال (ع ) انه يعلم من علومه التى اعطاه اللّه عزوجل من كان في صلبه نطفة يولد منها مؤ من فلم يـقـتـله ، لكـى لا يـضـيـع ذلك ، كـمـا كان ابوه على بن اءبي طالب (ع ) في حروبه يقاتلهم مع التاءويل .
وقـد روى مـن طريق الخاصة ، حسن بن ابراهيم المعروف بابن اءبي الجمهور، في كتاب المجلى ، قـال وروى عـن الحـسـيـن بـن عـلى (ع ): انـه كـان يـوم الطـف اذا حـمـل عـلى عـسـكر بن زياد اللعين ، يقتل بعضا، ويترك اخرين مع تمكنه من قتلهم ، فسئله في ذلك ابنه السجاد؟ فقال :
(كـشـف عـن بـصـرى فـاءبـصرت النطف التى في اصلابهم فعرفت من يخرج من نطفته من هوا من اءهـل الايـمـان فـتـركـتـه ، عـن القتل لاستخلاص تلك الذرية ، وراءيت من لم يخرج من نطفته من هو صالح ،