وقـال اءبـو مـخـنـف : خـطـب الحـسـيـن (ع ) اءصـحـابـه فـي الّليـلة العـاشـرة مـن المـحـرم فقال في خطبته : (وهذا الليل قد غشيكم ). الخ فقام اهله اولاً الخ ما سياءتى في المجلد الثاني .
ثم قام سعيد بن عبد اللّه الحنفى فقال : واللّه لا نخلّيك حتى يعلم اللّه اءنا قد حفظنا نبيّه محمدا (ص ) فـيـك ، واللّه لو عـلمـت إنـّى اءُقـتـل ، ثـم احـيـا، ثـم اُحـرق حـيـّا، ثـم اءذرى ، يـفـعـل بـى ذلك سـبـعـيـن مـرة مـا فـارقـتـك حـتـى اءلقـى حـمـامـى دونـك ، فـكـيـف لااءفعل ذلك وانّما هى قتلة واحدة ، ثم هى الكرامة الّتى لا إنقضاء لها ابدا. (997) وروى اءبـو جـعـفـر الطـبرى : ثم صلّوا الظهر، صلّى بهم الحسين (ع ) صلاة الخوف ثم اقتتلوا بـعـد الظـهـر فـاسـتـدّ قـتالهم ، ووصل إلى الحسين (ع ) فاستقدم الحنفي اءمامه ، فاستهدف لهم يـرمـونـه بـالنـبـل يـمـيـنـا و شـمـالا قـائمـا بـيـن يـديـه فـمـا زال يـرمـى حـتـى سـقـط (998) [وفـي الابـصـار] وهـو يـقـول : اللّهـم العـنـهـم لعن عاد وثمود، اللّهم اءبلغ نبيك عنى السلام ، واءبلغه ما لقيت من اءلم الجـراح فـاءنـى اءردت ثـوابـك فـي نـصـرة نـبـيـك (ص )، ثـم التـفـت إلى الحـسـيـن (ع ) فـقـال اوفـيـت يـابـن رسـول اللّه (ص )؟! قـال : (نـعـم اءنـت اءمامي في الجنة ). ثم فاضت نفسه النفيسة رضوان اللّه عليه . (999)
قال عليه الصلاة والسلام في الناحية :
(اَلسَّلامُ عـَلى بـِشْرِ بِنِ عَمْر والْحَضْرمي شَكَرَ اللّهُ لَكَ قَولُكَ لِلْحُسَيْن (ع ) وَقَدْ أَذِنَ لَكَ فى الا نصراف أ كَلتنى إِذَنْ السِّباعْ حَيّا إنْ فارَقْتُكَ وَأَساءلُ عَنْك الرُّكبانَ وَاءخْذُ لَكَ مَعَ قِلَّةِ الاَ عوان لايَكُون هذا اءبدا). (1000) اءقـول : قـال إبـن عـبـد البـر في الاستيعاب : بشر بن عمرو بن الاحدوث الحضرمي الكندى كان بـشـر مـن حـضـرمـوت وعـداده فـي كـنـدة وكـان تـابعيا، وله اءولاد معروفون بالمغازى والحروب . (1001) وقـال صـاحـب الحـدائق الورديـة : كـان بـشـر مـمـن جـاء الى الحـسـيـن (ع ) ايـام المـهـادنـة (1002).
قـال السـيـد فـي اللّهوف : لما كان ليلة العاشر من المحرم ، جمع الحسين (ع ) اءصحابه فحمد اللّه واثـنـى عـليه ، ثم اقبل عليهم ، فقال : (اما بعد فاءنى لا اعلم اصحابا خيرا منكم ). الخ ما سـيـاءتـى فـي مـحـله . و قـيـل لمـحـمـد بـن بـشـيـر الحـضـرمـى [لبـشـر بـن عـمـرو الحـضـرمـي ] (1003) فـي تـلك الحـال إنّ إبـنـك عـمـروا قـد اُسـر بـثـغـر الرّى ، فـقـال : عـنـد اللّه اُحـتسبه ونفسى ، ما كنت اءحب اءن يؤ سر واءن اُبقى بعده ! فسمع الحسين (ع ) مـقـالتـه ، فـقـال له : (رحـمـك اللّه ، اءنـت فـي حـلّ مـن بـيـعـتـي ، فـاذهـب واءعـمـل فـي فـكـاك ابـنـك ). فـقـال له : اءكـلتـنـى اذن السـبـاع حـيـّا ان اءنـا فـارقـتـك واءسـاءل عـنـك الركـبـان ، واءخـذ لك مـع قـلة الاعـوان ، لا يـكـون هـذا اءبـدا يـا اءبـا عـبـد اللّه فقال له الحسين (ع ):
(فاعط ابنك محمدا ـ و كان معه اثواب ـ هذه الاثواب البرود يستعين بها في فكاك اءخيه اءو فداء اءخيه ).
كما في بعض النسخ واءعطاه خمسة اثواب قيمتها الف دينار. (1004) وقـال السـيـد فـي كتاب ربيع الشيعة : وبات الحسين (ع ) واءصحابه تلك الليلة ، ولهم دوىّ كدوىّ النحل (1005) إلى آخر ما سياءتى في محله .
قـال اءهـل السـيـر: فلما شب القتال بين الفريقين : تقدم بشر بن عمرو الحضرمي إلى الحرب ، وقـاتـل حـتـى قـتـل فـي الحـمـلة الاولى مـع مـن قـتـل مـن اءصـحـاب الحـسين (ع ) رضوان اللّه عليه . (1006)
قال عليه الصلاة والسلام في الناحية :
(اَلسَّلامُ عـَلى يـَزيـدِ بـِنِ حـُصـَيـنِ الْهـَمـْدانـي اَلْمـَشـْرِقـي القـارِي اَلْمُجذَل ). (1007) اءقـول قـال : مـحـمـد بـن عـبـد اللّه الكـنجى في كتاب كفاية الطالب : يزيد بن حصين الهمدانى المـشـرقـى ، ـ وبـنـو مـشـرق بـطـن مـن هـمـدان ـ كـان رجـلا شـريـفـا، نـاسـكـا، بـطـلا مـن ابـطـال الكـوفـة ، وعابدا من عبادها وله ذكر في المغازى ، والحروب ، وكان من خيار الشيعة وممن بايع