ذخ‍ی‍ره‌ ال‍داری‍ن‌ ف‍ی‍م‍ا ی‍ت‍ع‍ل‍ق‌ ب‍م‍ص‍ائ‍ب‌ ال‍ح‍س‍ی‍ن‌ و اص‍ح‍اب‍ه‌ (ع‍ل‍ی‍ه‍م‌ ال‍س‍لام)

م‍ول‍ف‌: ع‍ب‍دال‍م‍ج‍ی‍د ب‍ن‌ م‍ح‍م‍درض‍ا ال‍ح‍س‍ی‍ن‍ی‌ ال‍ح‍ائ‍ری‌ ال‍ش‍ی‍رازی‌؛ ت‍ح‍ق‍ی‍ق‌ ب‍اق‍ر دری‍اب‌ ال‍ن‍ج‍ف‍ی‌؛ اع‍داد و ن‍ش‍ر م‍رک‍ز ال‍دراس‍ات‌ الاس‍لام‍ی‍ه‌ ل‍ل‍م‍ث‍ل‍ی‍ه‌ ال‍ول‍ی‌ ال‍ف‍ق‍ی‍ه‌ ف‍ی‌ ح‍رس‌ ال‍ث‍وره‌ الاس‍لام‍ی‍ه‌ - م‍دی‍ری‍ه‌ دراس‍ات‌ ع‍اش‍ورا

نسخه متنی -صفحه : 394/ 179
نمايش فراداده

اءخاه العباس فبعثه في ثلاثين قارسا وعشرين راجلا، وبعث معهم بعشرين قربة فجائوا حـتـى دنـوا مـن المـاء ليـلا واسـتـقـدم اءمـامـهـم بـاللّواء نـافـع بـن هـلال الجـمـلى المـرادى ، فـحـّس بـهـم عـمـرو بـن الحـجـاج الزبـيـدى وكـان حـارس المـاء، فـقـال : مـن الرجـل ؟ قـال : مـن بـنـي عـمـك . فـقـال : مـن اءنـت ؟ قـال : نـافـع بـن هـلال الجـمـلي . فـقـال : مـا جـاء بـك ؟ قـال :

جـئنـا، نـشـرب مـن هـذا المـاء اءلّذي حـلا تـمـونـا (1177) عـنـه . قـال : فـاشـرب هـنـيـئا. قـال : لا واللّه لا اشـرب مـنـه قـطـرة والحـسـيـن (ع ) عطشان ومن ترى من اءصـحـابـه ، فـطلعوا عليه فقالوا:

لا سبيل إلى سقى هؤ لاء، انّما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم المـاء، فـلمـا دنى اءصحابه منه قال لرجاله : املئوا قربكم ، فنزلوا المشرعة فملئوا قربهم فـثـار اليـهـم عـمـرو بـن الحـجـاج واءصـحـابـه ، فـحـمل عليهم العباس بن عليّ(ع ) ونافع بن هـلال الجـمـلي ، فـكـفوّهم ثم انصرفوا إلى رحالهم فقالوا: امضوا ووقفوا دونهم . فعطف عليهم عـمـرو بـن الحـجـاج الزبـيدى واءصحابه واطرد واقليلا، ثم انّ رجلا من صداء طعن من اءصحاب عـمـرو بـن الحـجـاج ، طعنه نافع بن هلال ، فظن انها ليست بشى ء، ثم انها انتقضت بعد ذلك ، فمات منها وجاء اءصحاب الحسين (ع ) بالقرب فادخلوها اليه (1178) قـال الطبرى : لما قتل عمرو بن قرظة الانصارى ، جاء اخوه على بن قرظة وكان مع عمر بن سعد، ليـاءخـذ بـثـاره فـهتف بالحسين (ع ) (1179) كما تقدم في ترجمة اخيه عمرو بن قرظة مفصلا، حمل عليه نافع بن هلال فضربه بسيفه ، واخذه اءصحابه فعولج فيما بعد وبرى ء قـال اءبـو مـخـنـف حـدثـنـى يـحـيـى بـن هـانـى بـن عـروة المـرادى ان نـافـع بـن هلال يقاتل يومئذ وهو يرتجز ويقول :


  • ان تنكروني فانا ابن الجملي ديني على دين حسين وعليّ

  • ديني على دين حسين وعليّ ديني على دين حسين وعليّ

فـخـرج اليـه رجـل يـقـال له مـزاحـم بـن حـريـث فـقـال له : اءنـا عـلى ديـن عـثـمـان فقال له : انت على دين شيطان . ثم حمل عليه بسيفه . فاراد ان يوّلى ولكن السّيف سبق ، فوقع مـزاحـم قـتـيـلا، فـصـاح عـمـرو بـن الحـجاج الزبيدى : يا حمقا اءتدرون من تقاتلون ؟! فرسان المـصـر، قـومـا مـسـتـمـيـتـيـن ، لا يـبـرزن لهـم مـنـكـم اءحـد فـاءنـّهـم قـليـل ، وقـلَّ مـا يـبـقـون ، واللّه لو لم تـرمـوهـم الاّ بـالحـجـارة لقـتـلتـمـوهـم ، فـقـال عـمـر بـن سـعـد اللعـيـن :

صـدقـت الراءى مـا راءيـت واءرسل الى الناس ‍ يعزم عليهم ان لا يبارز رجل منكم رجلا منهم (1180) قـال اءبـو مـخـنـف حـدثـنـى مـحـمـد بـن قـيـس قـال : كـان نـافـع بـن هـلال الجـمـلى قـد كـتـب اسـمـه عـلى افـواق نـبـله فـجـعـل يـرمـى بـهـا مـسـمـومـة وهـو يقول :


  • ارمى بها معلمة افواقها (1181)ا لتملاءن ارضها وساقها والنفس لا ينفعها اشفاقها

  • مسمومة تجرى بها اخفاقها والنفس لا ينفعها اشفاقها والنفس لا ينفعها اشفاقها

فـلم يـزل يـرمـيـهـم حـتـى فـنـيـت سـهـامـه ، ثـم ضـرب يـده إلى قـائم سـيـفـه فـاسـتـله وجعل يرتجز ويقول :


  • انا الغلام الجملى انا على دين عليّ

  • انا على دين عليّ انا على دين عليّ

فـقـتـل اثـنى عشر رجلا ما بين راكب و راجل من اءصحاب عمر بن سعد، سوى من جرح ، حتى كسرت عـضده واخذ اسيرا، فاءمسكه شمر بن ذى الجوشن ، ومعه اءصحابه يسوقونه نافعا، حتى اتى بـه عـمـر بـن سـعـد فـقـال له عـمـر: ويـحـك مـا حـمـلك عـلى مـا صـنـعـت بـنـفـسـك ؟، قـال : ان ربـى يـعـلم مـا اردت . فـقـال له رجـل مـن القـوم وقـد نـظـر الّدمـاء تـسيل على لحيته : أ ماترى ما بك ؟! قال : واللّه لقد قتلت منكم اثنى عشر رجلا سوى ما جرحت ، ومـا اءلوم نـفـسـى عـلى الجـهـد، ولو بـقـيـت لى عـضـد وسـاعـد مـا اسـرتـمـونـى ابـدا، فـقـال شـمـر بـن ذى الجـوشـن لابـن سـعـد: اقـتـله اصـلحـك اللّه قـال :

انـت جـئت بـه فـاءن شـئت فـاقـتـله ، فـانـتـضـى شـمـر سـفـيـه فـقـال نـافـع : اءمّا واللّه ان لو