ثـم اءقـبـل إبـن الحـرّ حتى دخل الكوفة فدخل على عبيد اللّه بن زياد بعد ثلاث ، وكان اشراف النـاس يـدخـلون عـليـه ويـتـفـقـدهـم ، فـلمـا رآى عـبـيـد اللّه بـن زيـاد ابـن الحـرّ قـال له : ايـن كـنـت ؟ قـال : كـنـت مـريـضـا قـال : مـريـض القـلب اءم مـريـض الجـسـد؟! قـال : اءمـّا قـلبـى فـلم يـمـرض قـط واءمـّا جـسـدى فـقـد مـن اللّه تـعـالى بـالعـافـيـة ! قـال عـبـيـد اللّه : قـد اءبـطـلت ! ولكـنـك كـنـت مـع عـدونـا قـال : لو كـنـت مـع عـدوك (يـعـنـى الحـسـيـن (ع ) لم يـخـف مـكـانـى قـال : اءمـّا مـعـنـا فـلم تـكـن ! قـال : لقـد كـان ذلك . ثـم استغفل ابن زياد و الناس عنده فاءنسلّ منه ثم خرج . (1364) قـال اءحـمـد بـن داءود الديـنـورى مـن اءصـحـاب العـسـكـرى (ع ) فـي كـتـاب الاخـبـار الطـوال :
ومـضـى عبيد اللّه بن الحرّنحو ارض الجبل مغاضبا لابن زياد واتبعه اناس من صعاليك الكوفة . (1365) فنزل المدائن وقال : لئن استطعت ان لا ارى له وجها لافعلن . (1366) ثم ان ابن الحرّ لم يزل يشغب بابن زياد وبالمختار بن اءبي عبيدة الثقفى وبمصعب بن الزبير إلى ان هلك عبيد اللّه بن زياد (1367) وولى المختار الكوفة ، وكتب إلى عبيد اللّه بن الحرّ الجعفى وكان بناحية الجبل يتطرف ويغير: انما خرجت غضبا للحسين ونحن ايضا ممن غـضـب له وقـد تـجـردنـا لنطلب بثاره فاءعنّا على ذلك . فلم يجبه عبيد اللّه إلى ذلك ، فركب المـخـتـار إلى داره بـالكـوفـة فهدمها، واءمر باءمراءته ام سلمه ابنة عمرو الجعفى فحبست في السـجـن ، وانـتـهـب جـمـيـع مـا كـان فـي مـنـزله ، وكـان اءلّذي تولى ذلك عمرو بن سعيد بن قيس الهـمـدانـى ، وبـلغ ذلك إلى عـبـيـد اللّه بـن الحرّ فقصد إلى ضيعة لعمرو بن سعيد بالماهين