شديد الساعد كثير الاعوان ! واللّه لو لم اكـن الا واحـدا ليـس لى نـاصـر لم ادفـعـه حـتـى امـوت دونـه ، فـاءخـذيـنـا شـده وهـو يـقـول : واللّه لا ادفـعـه اليـه اءبـدا سـمـع إبـن زيـاد ذلك فـقـال : ادنـوه مـنـى فـادنـوه مـنـه فـقـال : إبـن زيـاد واللّه لتـاءتينى به اءو لاضربن عنقك !
قـال : اذا تـكـثـر البـارقـة (1725) حـول دارك ، فـقـال : والهـفـا عـليـك اءبـا لبـارقـة تـخـوفـنـى ؟ وهـو يـظـن ان عـشـيـرتـه سـيـمـنـعـونـه ، فـقـال إبـن زيـاد: اءدنـوه مـنـى ، فـاءدنـوه فـاسـتـعـرض وجـهـه بـالقـضـيـب ، فـلم يـزل يـضـرب انـفـه وجبينه وخد، حتى كسر انفه وسيل الدماء على ثيابه ونثر لحم خديه وجبينه عـلى لحـيـتـه حـتـى كـسـر القـضـيـب ، وضـرب هـانـى بـيـده إلى قـائم سـيـف شـرطـى مـن تـلك الرجـال ، وجـاذبـه الرجـل ومـنـع فـقـال : عـبـيـد اللّه اءحرورى (1726) سائر اليوم ، اءحـللت بـنـفسك ، قد حل لنا قتلك ، خذوه ، فالقوه في بيت من بيوت الدار، واغلقوا عليه بابه واءجـعـلوا عـليـه حـرسـا، فـفـعـل ذلك بـه ، فـقـام اليـه اسـمـاء بـن خـارجـة فـقـال :
اءرسـل غـدرسـائر اليـوم ، اءمـرتـنـا ان نـجـيـئك بالرجل حتى اذا جئناك به واءدخلناه عليك ، هشّمت وجهه وسيلت دمه على لحيته ، وزعمت انك تقتله ؟! فـقـال له عـبـيـد اللّه : وإنـك لهـاهنا فاءمر به فَلُهِزَ وتُعْتَع (1727) به ثم ترك فجلس .
واءمـّا مـحمد بن الاشعث فقال : رضينا بما راى الا مير، لنا كان ام علينا، انّما الا مير مؤ دّب ، وبلغ عمرو بن الحجاج ان هانيا قد قتل ، لان روعة اخت عمرو بن الحجاج كانت تحت هانى بن عروة وهى ام يـحـيـى بـن هـانـى اءلّذي قـتـل بـالطـف مـع الحـسـيـن (ع ) فـي الحـمـلة الاولى ، فـاءقـبل في مذحج (1728) حتى اءحاط بالقصر، ومعه جمع عظيم ثم نادى : اءنا عمرو بن الحجاج ، هذه فرسان مذحج و وجوهها، لم نخلع طاعة ، ولم نفارق جماعة وقد بلغهم ان صاحبهم قـد قـتـل فـاعـظـمـوا ذلك ! فـقـيـل لعـبـيـد اللّه : هـذه مـذحـج بـالبـاب . فـقـال لشـريـح القـاضـى : ادخـل عـلى صـاحبهم فانظر اليه ، ثم اخرج فاءعلمهم انه حى لم يـقـتـل ، وانـك قـد راءيـتـه . فـدخـل اليـه شـريـح ، فـنـظـر اليـه . وقـال عـبـد الرحـمـن بـن شـريـح : سـمـعـت اسـمـعـيـل بـن طـلحـة يـحـدث ، قـال : دخـلت عـلى هـانـى فـلمـا راءنـى قـال : يـا للّه يـا للمـسـلمـيـن هـلكـت عـشـيـرتـى ، فـاءين اءهـل الديـن واءيـن اءهـل المـصـر، تـفـاقـدوا! يـخـلونـى ، وعـدوهـم وإبـن عـدوهـم ! والدمـاء تـسـيـل عـلى لحـيـتـه ، اذ سـمـع الرّجـة عـلى بـاب القـصـر، وخـرجـت واتـبـعـنـى ، فـقـال يـا شـريـح : انـى لاظـنـهـا اءصـوات مـذحـج وشـيـعـتـى مـن المـسـلمـيـن ، انـّه ان دخـل على عشرة نفر اءنقذوني ، قال : فخرجت اليهم ومعى حميد بن بكر الا حمرى اءرسله معى إبن زيـاد وكان من شرطه ممن يقوم على راءسه ، وايم اللّه لولا مكانه معى لكنت اءبلغت اءصحابه ما اءمرنى به ، فلما خرجت اليهم قلت : ان الا مير لما بلغه مكانكم ومقالتكم في صاحبكم ، اءمرنى بـالدخول اليه ، فاءتيته فنظرت اليه فاءمرنى ان القاكم وان اءعلمكم انّه صحيح حى ، وان اءلّذي بـلغـكـم مـن قـتـله كـان بـاطـلا. فـقـال عـمـرو بـن الحـجـاج واءصـحـابـه : فـاءمـا اذ لم يقتل وفالحمد لله ثم انصرفوا. (1729) قـال اءبـو مـخـنـف : وقـام مـحـمـد بـن الاشـعـث إلى عـبـيـد اللّه بـن زيـاد فـكـلمـه فـي هـانـى : وقـال انـك قـد عـرفـت مـنـزلة هـانـى بـن عـروة في المصر، وبيته في العشيرة وقد علم قومه انّى وصـاحـبـى سـقـنـاه اليـك ، فـاءنـشـدك اللّه لمـا وهـبـت لى فـاءنـى اكـره عـداوة قـومـه وهـم اعـز اءهـل المـصـر وعـداد اءهـل اليـمـن . فـوعـده اءن يـفـعـل ثـم اءبـي اءن يـفـى له بـمـا قـال (1730) وبـقـى هـانـى عـنـد عـبـيـد اللّه إلى اءن قـبـض عـلى مـسـلم بـن عقيل فقتلهما وجرهما في الا سواق .
وفي ذلك يقول : عبداللّه بن الزبير الاسدى : (1731)