التّرابية (191) السّبائية (192)، راءسهم حُجر بن عدّى خالفوا اميرالمؤ مـنـيـن ، و فـارقوا جماعة المسلمين ، ونصبوا لنا الحرب ، فاءظهرنا اللّه عليهم ، واءمكننا منهم ، و قـد دعـوت خيار اهل المصر و اشرافهم و ذوى السنّ والدّين منهم ، فشهدوا عليهم بما راءوا وعملوا، وقـد بـعـثـت بـهـم إلى امـيـراءلمـؤ مـنـيـن وكـتـبـت شـهـادة صـلحـاء اهل المصر وخيارهم فى اسفل كتابى هذا.
فـلمـا قراء الكتاب وشهادة الشهود عليهم ، قال : ماذا ترون فى هؤ لاء النفّر الّذين شهد عليهم قومهم بما تسمعون ؟ فقال : له يزيد بن اسد البجلى : (193) اءرى اءنّ تفرّقهم في قرى الشام فيكفيكهم طواغيتها.
ودفع وائل بن حُجر كتاب شريح بن هانى ء إلى معوية ، فقراءه فاءذا فيه .
بـسـم اللّه الرّحـمـن الرّحـيـم ، لعـبداللّه معاوية اءميرالمؤ منين من شريح بن هانى اما بعد: فإنه بـلغنى اءنّ زيادا كتب اليك بشهادتى على حُجر بن عدّى ، واءنّ شهادتى على حُجر اءنه ممن يقيم الصـّلاة ، ويـؤ تى الزّكاة ، ويديم الحجّ والعمرة ، وياءمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر، حرام الدم والمـال ، فـإن شـئت فـاقـتـله ، وإن شـئت فـدعـه ، فـقـراء كـتـابـه عـلى وائل بن حُجر و كثير بن شهاب ، فقال : ما اءرى هذا الاّ قد اءخرج نفسه من شهادتكم .
فحبس القوم بمرج عذراء، وكتب معاوية الى زياد: اما بعد، فقد فهمت ما اقتصصت به من اءمر حُجر واءصـحـابـه ، وشـهـادة مـن قـبـلك عـليـهـم ، فـنـظـرت فـى ذلك فـاءحـيـانـا اءرى قـتـلهـم اءفضل من تركهم ، واحيانا اءرى العفو عنهم اءفضل من قتلهم ، والسلام .
فـكـتـب إليـه زياد مع يزيد بن حجية بن ربيعة التميمى : اما بعد، فقد قراءت كتابك ، وفهمت راءيك فى حُجر واءصحابه ، فعجبت لاشتباه الا مر عليك فيهم ، وقد شهد عليهم بما قد سمعت من هو اءعلم بهم ، فإن كانت لك حاجة فى هذا المصر فلا تردنّ حُجر اءو اءصحابه الىّ.
فـاءقـبـل يـزيـد بـن حـجـّيـة (194) حـتـى مـرّبـهـم بـعـذراء فـقـال : يـا هـؤ لاء اءمـا واللّه مـا اءرى بـراءتكم ، ولقد جئت بكتاب فيه الذّبح ، فمرونى بما اءحـبـبـتـم مـمـا تـرون لكـم نـافـع ، اعـمـل بـه لكـم وانـطـق بـه ، فـقـال حـجـر: ابـلغ معوية انا على بيعتنا، لانستقيلها و لانقيلها، واءنه انما شهد علينا الا عداء والا ظـنـّاء. فـقـدم يـزيـد بـالكـتـاب الى مـعـاويـة فـقـراءه ، وبـلغـّه يـزيـد مـقـالة حـُجـر؛ فـقـال مـعـاويـة : زيـاد اصـدق عـنـدنـا مـن حـُجـر، فـقـال عـبـدالرحـمـن بـن ام الحـكـم الثـقـفـى - ويـقـال : عـثـمـان بـن عـمـيـر الثـقـفـى : جـذاذهـا، جـذاذهـا (195) فـقـاله مـعاوية : لا تعنَّ اءَبـرا (196)، فـخـرج اءهـل الشـام و لا يـدرون مـا قـال مـعـويـة و عـبـدالرحـمـن ، فـاءتـوا النـعـمـان بـن بـشـيـر فـقـالوا له مـقـالة ابـن ام الحـكم ، فقال النعمان : قتل القوم .
واءقـبل عامر بن الا سود العجلىّ وهو بعذراء يريد معاوية ليعلمه علم الرجلين الّلذين بعث بهما زيـاد، فـلمـا ولىّ ليـمـضـى قـام اليـه حـُجـر بـن عـدّى يـرسـف (197) فـى القـيـود، فـقـال : يـا عـامـر، اسـمـع مـنـى ، اَبـلغ مـعـاويـة اءنّ دمـائنا عليه حرام ، واءخبره اءنا قد او مِّنا و صـالحـنـاه ، فـليـتق اللّه ، ولينظر فى امرنا. فقال له : نحواً من هذا الكلام ، فاءعاد عليه حُجر مـرارا، فـكـان الاخـر عـرّض ، فـقـال : قـد فـهـمـت لك - اكـثـرت ، فقال له حُجر: إنّى ما سمعت بعيب و على اءيّةٍ تلوم ! انك واللّه تحبى و تُعطى ، و إن حُجرا يقدّم و يـقـتـل ، فـلا الومـك اءن تـسـتـثـقـل كـلامـى ، اذهـب عـنـك ، فـكـاءنـه اسـتـحـيـى ، فـقـال : لا واللّه مـا ذلك بـى ، و لا بـلغـنّ و جـهـدّن ، و كـانـه يـزعـم انـه قـد فعل ، و اءنّ الا خر اءبى .
فـدخـل عـامـر عـلى مـعـويـة فـاءخـبـره بـاءمـر الرّجـليـن . قـال : و قـام يـزيد بن اءسد البجلى فقال : يا امير المؤ منين هب لى ابنى عمّى - وقد كان جرير بن عبداللّه كتب فيهما: إنّ اءمر اءين من قومى من اهل الجماعة والراءى الحسن ، سعى بهما ساع ظنين إلى زيـاد، فبعث بهما فى النّفر الكوفيّين الذين وجه بهم زياد الى امير المؤ منين وهما ممن لا يحدث حدثا فى الاسلام ولا بغيا على الخليفة ، فلينفعهما ذلك عند اءميرالمؤ منين - فلما ساءلهما يـزيد ذكر معاوية كتاب جرير، فقال : قد كتب إلىّ ابن عمّك فيهما جرير، محسنا عليهما الثناء، وهـو اءهـل اءن يـصـدَّق قـوله ، وتـقـبـل نـصـيـحـتـه ، وقـد ساءلتنى ابني عمك ، فهما لك . وطلب وائل بن حجر فى الارقم فتركه له ، و طلب اءبوالا عور