شهادة حجر - ذخیره الدارین فیما یتعلق بمصائب الحسین و اصحابه (علیهم السلام) نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
السُّلمى فى عتبة بن الاخنس فوهبه له ، و طـلب حـمرة بن مالك الهمدانى فى سعد بن نمران الهمدانى فوهبه له ، و كلّمه حبيب بن مسلمة فىّ ابن حوّية فخلى سبيله . شهادة حجر
و قـام مـالك بـن هـبـيـرة السـكـونـى (198)، فـقـال لمـعـاويـة : يـا اءمـيـرالمـؤ مـنـيـن ، دع لى ابـن عـمـّى حـُجـرا، فـقـال : إنَّ ابـن عـمـّك حـُجـرا راءس القـوم ، واءخـاف إنّ خـليـت سـبـيـله اءن يـفـسـد علىَّ مصرى ، فـيـضـطـرنـا غـدا الى ان نـُشـخـصـك و اصـحـابـك اليـه بـالعـراق . فقال له : والله ما انصفتنى يا معاوية ، قاتلت معك ابن عمك فتلقّانى منهم يوم كيوم صفين ، حتى ظـفـرت كـفـك ، وعـلا كـعـبـك ولم تـخـف الدوائر، ثـم سـاءلتـك ابـن عـمـى فـسـطـوت وبـسـطت من القـول بـمـا لا انـتـفـع بـه وتخوفت فيما زعمت عاقبة الدّوائر! ثم انصرف فجلس فى بيته ، فـبـعث معاوية هدبة بن فياض القضاعى من بنى سلامان بن سعد والحصين بن عبداللّه الكلابىّ واءبـا شـريـف البـدّىّ، فـاءتـوهـم عـنـد المـسـاء، فـقـال الخـثـعـمـى حـيـن راءى الا عـور مـقـبـلا: يـقـتـل نـصـفنا؛ و ينجو نصفنا فقال سعيد بن نمران : اللّهم اءجعلنى ممن ينجو واءنت عنى راض ؛ فقال عبدالرحمن بن حسان العنزّى : اللّهم اءجعلنى ممن تكرم بهوانهم واءنت عنّى راض ، فطالما عرضت نفسى للقتل فاءبى اللّه الا ما اراه .فـجـاء رسـول مـعـاويـة اليـهـم بـتـخـليـة سـتـة و بـقـتـل ثـمـانـيـة ، فـقـال لهـم رسـول مـعـاويـة : انـا قـد امـرنـا ان نـعرض عليكم البراءة من علىّ واللعن له ، فإن فـعـلتـم تـركـنـا كـم ، و ان اءبـيـتم قتلنا كم ، و إنّ اءميرالمؤ منين يزعم اءنّ دماءكم قد حلّت له بـشـهـادة اهـل مـصـركـم عـليـكـم ، غـيـر انـّه قـد عـفـى عـن ذلك فـابـرؤ ا مـن هـذا الرجل نخلّ سبيلكم .قـالوا: اللّهـم انـا لسـنـا فـاعـلى ذلك . فـاءمـر بـقـبـورهـم فـحـفـرت ، وادنـيـت اكفانهم ، وقاموا الليـل كـلّه يـصـلّون ، فلما اءصبحوا قال اصحاب معاوية : يا هؤ لاء، لقد راءيناكم البارحة قد اءطـلتـم الصـلاة ، و اءحـسـنـتـم الدّعـاء، فـاءخـبـرونـا مـا قـولكـم فـى عـثـمـان ؟ قـالوا:هـو اءوّل مـن جار فى الحكم ، و عمل بغير الحقّ، فقال اصحاب معاوية : اءميرالمؤ منين كان اءعلم بكم ؛ ثـم قـامـوا اليـهـم فـقـالوا: تـبـرؤ ن مـن هـذا الرجـل ؟ قـالوا بل نتولاه ونتبرّاء ممن تبرّاء منه ، فاءخذ كلّ رجل منهم رجلا ليقتله ، و وقع قبيصة بن ضبيعة فى يـد ابـى شـريـف البـدّى ، فـقـال له قـبـيصة : إنّ الشرّ بين قومى و بين قومك اءمن ، فليقتلنى سـواك ، فـقـال له بـرّتـك رحـم ! فـاءخـذ الحـضـرمـىّ فـقـتـله ، وقتل القضاعىّ قبيصة بن ضبيعة .قـال : ثـم إنّ حـُجـرا قـال لهـم : دعـونـى اءتـو ضـاء، قـالوا له : تـوضـاء، فـلمـا ان تـوضاء قـال لهـم : دعـونـى اءصل ركعتين فاءيمن اللّه ما توضاءت قط الا صليت ركعتين ، قالوا لتصلّ فـصـلّى ، ثـم انـصرف فقال : واللّه ما صلّيت صلاة قط اءقصر منها، ولولا اءن تروا إنّ مابى جـزع مـن المـوت لا حـبـبـت ان اسـتـكـثـر مـنـهـا، ثـم قـال : اللّهـمّ انـّا نـسـتـعديك على اءمّتنا، فاءنّ اهـل الكـوفـة شـهـدوا عـليـنـا، وانّ اهـل الشـام يـقـتـلونـنـا، اءمـا واللّه لئن قـتـلتـمـونى بها إنّى لاوّل فـارس مـن المـسـلمين سلك فى واديها، واوّل رجل من المسلمين نبحته كلا بها. فمشى اليه اءلا عـور هـدبـة بـن فـيـاض بـالسـّيـف ، فـاءرعـدت خـصـائله (199) فـقـال : كـلاّ، زعـمـت انـّك لاتـجـزع مـن المـوت ، فـاءنـا اءدعـك فـابـراء مـن صـاحـبـك ، فـقـال : مـالى لااجزع وانا اءرى قبرا محفورا، وكفنا منشورا، وسيفا مشهورا، وانّى واللّه ان جزعت من القتل لا اقول ما يسخط الرّب .فقتله واقبلوا يقتلونهم واحدا بعد واحد حتّى قتلوا ستّة .فـقال عبدالرّحمن بن حسّان العنزى وكريم بن عفيف الخثعمى : ابعثوا بنا الى اميرالمؤ منين ، فنحن نـقـول فـى هـذا الرّجـل مـثـل مـقـالتـه ، فـبـعثوا الى معاوية يخبرونه بمقالتهما، فبعث اليهم ان ائتـونـى بـهـمـا، فـلمـّا دخـلا عـليـه قـال الخـثـعـمـى : اللّه اللّه يـا مـعـويـة ، فـإنـّك مـنـقـول مـن هـذه الدّار الزّائلة الى الدّار الاخـرة الدّائمـة ، ثـمّ مـسـؤ ل عـمـّا اردت بـقـتـلنـا، وفـيـم سـفـكـت دمـاءنـا؛ فـقـال مـعـويـة : مـا تـقـول فـى عـلىّ بـن ابـى طـالب (ع )؟ قـال : اءقـول فـيـه قـولك ، قال اتبرّاء من دين علىّ الّذى كان يدين اللّه به ؟ فسكت وكره معاوية ان