قوم اذا نودوا لدفع ملمة لبسوا القلوب على الدروع واقبلوا يتهافتون على ذهاب الا نفس (705)
والخيل بين مدّعس ومكردس يتهافتون على ذهاب الا نفس (705) يتهافتون على ذهاب الا نفس (705)
وروى اءبـو جـعـفـر الطـبـرى : لمـا مـنـع الحـسـيـن (ع ) واءصـحـابـه مـن المـاء، وذلك قـبل ان يجمع على الحرب إشتدّ بالحسين (ع ) واءصحابه العطش ، فدعا اخاه العباس فبعثه في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا ليلا، فجائوا حتى دنوا من الماء واستقدم امامهم باللواء نافع بن هـلال ، فـمنعهم عمرو بن الحجاج الزبيدى ، فامتنعوا منه بالسيوف وملا وا قربهم وأ توا بها، والعباس بن على (ع ) ونافع ، يذبان عنهم ، ويحملان على القوم ، حتى خلصوا بالقرب إلى الحسين (ع ) (706) [فسمّى السقّاء واءبا قربة ]. (707) قـال اءبـو مـخـنـف : انه لما كاتب عمر بن سعد عبيد اللّه بن زياد في امر الحسين (ع )، وكتب اليه على يدى شمر بن ذى الجوشن بمنازلة الحسين (ع )، ونزوله وتوليته شمر اللعين قام عبد اللّه بن اءبي المحل بن حزام ، بن خالد، بن ربيعة ، بن عامر الوحيدى ـ وكانت عمته ام البنين ـ فطلب من عبيد اللّه بن زياد كتابا باءمان العباس واخوته ، وقام معه شمر في ذلك فكتب عبيد اللّه كتاب الامـان ، واعـطـاه لعـبـد اللّه ، فـبـعـثـه إلى العـبـاس واخـوتـه ، مـع مـولى له يـقـال له كـزمـان ، فـاتـى بـه اليـهـم ، فـلمـا قـراءوه قـالوا: ابـلغ خـالنـا السـلام وقل له : ان لا حاجة لنا في الامان ، امان اللّه خير من امان ابن سمية ، فرجع مغضبا.وروى الطـبـرى عـن اءبـي مـخـنـف : عـن الضـّحـاك ، بـن قـيـس المـشـرقـى ، قـال : ان الحـسـيـن (ع ) جـمـع تـلك الليـلة اءهـل بـيـتـه واءصـحـابـه فـخـطـبـهم بخطبته التى قـال فـيـهـا: (امـا بـعـد فـانـى لا اءعـلم اءهـل بـيـت ). الخ فـقـام العـبـاس فـقـال : لم نـفـعـل ذلك لنـبـقـى بـعـدك ، لا ارانـا اللّه ذلك ابـدا، ثـم تـكـلم اءهـل بـيـتـه واءصـحابه بما يشبه هذا الكلام (708) الخبر وياءتى بسط الكلام في الوقعة انشاء اللّه .فـائدة قـال صـاحـب الحـدائق الوردية : روينا في الاخبار بالاسناد الصحيح : انه لما اخذ راءس الحـسـيـن (ع ) ورؤ س اءهـل بـيـتـه (ع ) واءصـحـابـه اقـبـلت الخـيـل شـمـاطـيـط (709) مـعـهـا الرؤ س ، واءقـبـل رجـل مـن انـظـر النـاس لونـاواحـسنهم وجها، على فرس ادهم ، قد علق في لبان فرسه راس غلام اءمـرد وكـان وجـهـه كـفـلقـة القـمـر ليـلة البـدر فـاءذا هـو قـد اطـال الخـيـط اءلّذي فيه الراءس ، والفرس يمرح فاءذا رفع راءسه ، لحق الراءس بجيرانه (710) عـلى الارض ، فـاءذا طـاءطـاء راءسـه صـك الراءس الارض فـسـاءلت عـنـه ؟ فـقـيل هذا حرملة بن كاهن الاسدى لعنه اللّه ، وهذا راءس عباس بن على بن اءبي طالب (ع )، فمكث بـعـد ذلك مـا شـاء اللّه ، ثـم راءيـت حـرمـلة ووجـهـه اسـود كـانـمـا ادخـل النـار، ثم خرج فقلت له : يا عماه لقد راءيتك في اليوم اءلّذي جئت فيه براءس العباس ، وانـك لانـظـر العـرب وجـهـا؟! فـقـال : يـابـن اخـى وراءيـتـنـى ؟! قـلت نـعـم . قال : فانى واللّه منذ جئت بذلك الراءس ما من ليلة آوى فيها إلى فراشى الاّ وملكان ، ياءتيان فياخذان بى إلى نار تاءجج فيدفعانى فيها، وانا انكص عنها فتسفعنى كماترى .قـال : وكـانـت عـنـده امـراءة مـن بنى تميم ، فساءلها عن ذلك فقالت : اما اذا افشى على نفسه فلا ابعد اللّه غيره واللّه مايوقضننى إلاّ صياحه كاءنه مجنون .ولمـا قـامـت الشـيـعـة بـطـلب ثـاره مـع المـخـتـار بـن اءبـي عـبـيـدة واوعـب فـي قـتـل مـن حـضر الوقعة ، وكان من جملتهم عمرو بن الحجاج الزبيدى لعنه اللّه فهرب خوفا على نفسه ، فلما توسط البادية ، ابتلعته الارض هو وراحلته . (711)
فى ذكر عقب العباس بن امير المؤ منين
فـي ذكـر عـقـب العـبـاس بـن اءمـيـرالمـؤ مـنـيـن (ع )، ويـكـنـى ابـا الفـضـل ويـلقـب بـالسـقـاء، لانـه اسـتـسـقـى المـاء لاخـيـه الحـسـيـن (ع ) يـوم الطـف ، وقتل دون ان يبلغه اياه ،