وروى جـمـع مـنـهـم الشـّيـخ الطـوسـى فـي الامـالى ، عـن المـفـيـد وغـيـره ايـضـا، عـن عـلى بـن بـلال ، عـن مـزاحـم ، عـن مـحـمـد بـن زكـريـا الغـلابـى ، انـّه روى بـاءسـنـاد له عـن ابـن عـبـاس . (380) وبإسناد اخر ايضا عن الكلينى في الكافي ، عن ابى الصّلاح ، عن ابن عبّاس .وبـإسـنـاد ثـالث ايـضـا له عـن الكـليـنـى ، عـن اءبي الصّلاح ، عن ابن عباس ، ومنهم الكلينى ، والقمى ، وغيرهما باءسانيد، عن اءبي جعفر عليهما السلام ، ومنهم صاحب كتاب البشاير، من علماء القوم بإسناد له عن زياد المخارقى . (381) ومـنـهـم إبـن شهراشوب من طرق ، وصاحب الخرائج بإسناد له عن الصادق (ع ). وبالجملة روى جـمـاعـة مـنـّا، ومـن غـيرنا ممّن ذكرناهم ، وعن غيرهم ، مضمون القصة التى سنذكرها ولو باختلاف يسير، في العبارة ، وطول وإختصار، ونحن نذكرها على ما في رواية ابن عباس ، واءبي جعفر (ع )، ولو بـإخـتـصـار مـن قـليـل ، مـع الا شـارة إلى ذكـر بـعـض مـا فـي اءحـداهـمـا دون الاخـرى ، بل نشير إلى ذكر بعض ما فى غيرهما ايضا.ففى رواية ابن عباس ، انّه قال : دخل الحسين (ع ) على اءخيه الحسن (ع )، في مرضه الّذى توفي فـيـه ، فـقـال له : (كـيـف تـجـدك يـا اخـى ؟) قـال : اءجـدنـي فـي اءول يـوم مـن اءيّام الا خرة ، وآخر يوم من اءيّام الدّنيا، واعلم إنّي لااءسبق اءجلي ، وإنّي وارد على اءبـي ، وجـدي عـلى كـره منّي لفراقك ، وفراق إخوتك ، وفراق الا حبّة ، واستغفر اللّه من مقالتي هـذه ، بل على محبّة منّي للقاء رسول اللّه (ص )، واءميرالمؤ منين (ع )، وامّي فاطمة عليها السلام وحـمـزة وجـعـفـر، وفـي اللّه خـلف مـن كـلّهـا لك ) ـ إلى اءن قال (ع ) ـ (رايـت يـا اءخـي كبدي في الطّشت وعرفت من دهاني ومن اءين اءتيت ، فما اءنت صانع به يا اخى ؟) فقال :(اقتله واللّه ) قال : (فلا اءخبرك به ابدا).اءقـول : هـذه الحـكـاية مع تفصيل ذكرها إنّ معاوية دس سمامع غزيرة (382) إلى جعدة بنت الا شعث بن قيس الكندي ، واءطمعها في اءشياء فسمّت الحسن (ع ) بذلك السمّ وهى مذكورة ، فـي سـايـر الروايـات . ثـم فـي روايـة ابـن عـبـاس : ان الحـسـن (ع ) قال للحسين : ولكن يا اءخي اكتب : هذا ما اءوصى به الحسن (ع ) إلى اءخيه الحسين بن على (ع ): (اءوصى اءنّه يشهداءن لا اله إلاّ اللّه ، وحده لا شريك له ) إلى قوله ، (فاءنى اُوصيك يا اءخي ، مـن خـلّفـت مـن اءهـلى وولدي واءهـل بـيـتـك ، ان تـصـفـح عـن مـسـيـئهـم ، وتـقـبـل عـن مـحـسـنـهـم ، وتـكـون لهـم خـلفـا ووالدا، واءن تـدفـنـنـى مـع جـدّي رسول اللّه (ص )، فإني اءحقّ به ، وببيته ممن اءدخل بيته بغير اذن ولاكتاب جاءهم من بعده وقد قـال سـبـحـانـه (يـا أ يُّهـا اَلَّذى نَ اَّمـَنـُوا لا تـَدْخـُلُوا بـِيـُوتَ النَّبـى إلا أ نّ يـُؤْذَنَ لَكـُم ). (383) فـواللّه مـا اءذن لهـم في الدّخول عليه ، في حياته بغير إذنه ، ولاجاءهم الا ذن في ذلك