فى بيان حيلة معوية فى تزويج ابنه يزيد اءرينب بنت إسحق زوجة عبدالله بن سلام و حرمّهااللّه على يزيدوسبب عداوة يزيد بن معاوية لعنه اللّه للحسين بن على
قصة ارينب
ذكر محمّد بن مسلم بن قتيبة فى كتاب الامامة : انّ يزيد بن معاوية سهر ليلة من الليالى ، و عنده وصيف لمعاوية يقال له رفيق فقال يزيد: استديم اللّه بقاء اءميرالمؤ منين ، و عافيته إيّاه وارغب اليـه فـى تـوليـة اءمـره وكـفـايـة هـمـّه ، فـقـد كـنـت اعـرف مـن جـمـيـل راءى اءمـيـرالمـؤ مـنـيـن فـىّ، وحـسـن نـظـره فـى جـمـيـع الاشـيـاء مـا الثـقـة فـى ذلك والتـوكـّل عـليه ؟ منعنى من البوح بما جمجمت فى صدري له ، وتطلا به اليه ، فاءضاع عن اءمـري وتـرك من النّظر فى شاءني ، وقد كان فى حلمه ، و علمه ، و رضائه ، و معرفته ، بما يـحـق لمثله النّظر فيه ، غير غافل عنه ، ولا تارك له ، مع ما يعلم من هيبتي له وخشيتي منه ، فاللّه يـجـزيـه عـنـّي بـإحـسـانـه ، ويـغـفـر له مـا اجـتـرح مـن عـهـده ونـسـيـانـه . فـقـال الوصـيـف : وما ذلك جعلت فداك ؟ لاتلم على تضييعه ايّاك ، فاءنّك تعرف تقضيله لك ، وحـرصـه عليك ، وما يخامره من حبّك ، وان ليس شيئى اءحبّ اليه ، ولاآثر عنده منك لديه ، فاذكر بلاءه ، واشكر حباءه فإنّك لا تبلغ من شكره الا بعون من اللّه .قـال : فـاءطرق يزيد إطراقا عرف الوصيف ندامته على ما بدامنه ، و باح به ، فلمّا آب من عنده تـوجـّه نـحـو سـدّة معاوية ليلا وكان غير محجوب عنه ، ولا محبوس دونه ، فعلم معاويّة انّه ما جاء بـه ليـلا الا خـيـرا اءراد إعـلامـه بـه . فـقـال له مـعـاويـة : مـا وراءك ؟ ومـا جـاء بـك ؟ فـقـال : اصـلح اللّه اءمـيـرالمـؤ مـنـيـن ، كـنـت عـنـد يـزيـد ابـنـك ، فـقـال فـيـمـا اسـتـجـرّ مـن الكـلام كـذا وكـذا، فـوثـب مـعـاويـة وقـال : ويـحـك مـا اضـعـنـا مـنـه ؟ رحـمـة له ، كـراهـتـه لمـا شـجـاه و خـالف هـواه ، وكـان مـعـاويـة لايـعـدل بما يرضيه شيئا. فقال : علىَّ به ، و كان معاوية اذا اتته الامور المشكلة المعضلة ، بعث الى يـزيـد يـسـتـعـيـن بـه عـلى اسـتـيـضـاح شـبـهـاتـهـا واسـتـسـهـال مـعـضـلاتـهـا، فـلّمـا جـاءه الرّسول قال : اءجب اءميرالمؤ منين ، فحسب يزيد انّما دعاه الى تلك الامور التى يفزع اليه منها، ويـسـتـعـيـن بـراءيـه عـليـهـا، فـاءقـبـل حـتـّى دخـل عـليـه فـسـلّم ثـم جـلس فقال معاوية : يا يزيد ما الّذى اضعنا من امرك ، و تركنا من الحيطة عليك ، و حسن النّظر لك ، حيث قـلت مـا قـلت ؟ وقـد تـعـرف رحـمـتـي بـك ، ونـظـري فـي الاشـيـاء الّتـي تـصـلحـك ، قبل ان تخطر على وهمك ، فكنت اظنك على تلك النّعماء شاكرا، فاءصبحت بها كافرا، اذ فرط من قـولك مـا الزمـتـنـى فـيـه اضاعتى اياك ، و اوجبت علىَّ منه التقصير، لم يزجرك عن ذلك تخوف سـخـطى ، ولم يحجزك دون ذكره سالف نعمتي ، ولم يردعك عنه حقّ اءبوتي ، فاءي ولداء عقّ منك واءكـيـد، وقـد عـلمـت اءنـي قـد تـخـطـاءت النـّاس كـلّهم فى تقديمك ، ونزلتهم لتوليتي ايّاك ، ونصبتك اءماما على اءصحاب رسول اللّه وفيهم من عرفت ، و حاولت منهم ما علمت ؟ قـال : فـتـكـلّم يـزيـد، و قـد خـنـفـه مـن شـدة الحـيـاء الشـّرق ، واءخـضله من اءليم الوجد العرق . قال : لاتلزمني كفر نعمتك ، و لاتنزل بى عقابك ، وقد عرفت نعمة مواصلتك ببرك وخطوي إلى كل ما يسرك ، في سرّي وجهرى فليسكن سخطك ، فانّ الذى اءرثي له من اءعباء حمله وثقله ، اءكثر مـمـّا اءرثـي لنـفسي