وامـا تـرجـمـة حـال قـاتـله حـرمـلة بـن كـاهـل الاسـدى ، عـلى مـا رواه اربـاب المـقـاتـل واءهـل السـير: ان منهال بن عمرو قال : دخلت على سيدى ومولاى علىٍّّ بن الحسين (ع ) عند انـصـرافـي مـن مـكـة فـسـلّمـت عـليـه فـرد عـلىّ السـّلام ، فـقـال لي : (يـا مـنـهـال مـا خـبـرك بـحـرملة بن كاهل الاسدى اللعين ؟) فقلت له : يا مولاى تركته حيا بالكوفة ، فـرفـع مـولاى عـليّ بـن الحـسـيـن (ع ) يـده إلى السـمـاء ثـم قال : (اللّهم اءذقه حرّ الحديد، اللّهم اءذقه حرّ النار)، قاله ثلثا.قـال منهال بن عمرو رحمه اللّه : ثم دخلت الكوفة وقد ظهر المختار بن اءبي عبيدة الثقفى فيها، وقد قـتـل مـن قـتـل وكان بينى وبينه صداقة فاءقمت في منزلى اءياما حتى استرحت ، من سفرى وانقطع النـاس عـنـي ، ثـم ركـبـت وخـرجـت فـي طـلب المـخـتـار فـلقـيـتـه خـارجـا فـي بـاب داره ، قـال :وسـلّمـت عـليـه فـرد عـلّى السـّلام ، فـقـال لي : يـا منهال ما اتيتنا ولا شاهدتنا ولا هنئتنا بما فتح اللّه تعالى على اءيدينا، ونصرنا على اءعداء اللّه تـعـالى واءعـداء رسـوله (ص ) واءهـل بيته :؟!فقلت له : يا مولاى انّى كنت بمكة وقد جئت الا ن ، قـال : وسـايـرتـه قـليـلا حـتـى اءتـيـت الكـنايس قال : فوقف كاءنّه ينتظر شيئا، وكان قد اخبر بـحـرمـلة بـن كـاهـل اللعـيـن ، فـبـعـث قـوما يفتشون عنه ، فلم يكن ساعة الاّ وجاء قوم يركضون ، ويـقـولون له : اءيـهـا الاءمـيـر البـشـارة قـد اءتـيـنـاك بـحـرمـلة بـن كـاهـل الاءسـدى اللعـيـن ، فـلمـا اءحـضـروه بـيـن يـديه ، واذا هو مكتوف ، فلما نظر اليه المختار قـال : اءلحـمـد لله اءلّذي مـكـنـّى مـنـك يـا عـدو اللّه ، ثـم قـال : اءيـن الجـزّار؟ فـحـضـر الجـزّار. فـقـال اقـطـع يـديـه ورجـليـه وهـو يـسـتـغـيـث ، ثـم قال :علىّ بالّنار، فاءحضرت بين يديه فاءخذ قضيبا من حديد وجعله في الّنار حتى احمرّ، ثم اءبيضّ فوضعه على رقبته فصارت رقبته تجوش من الّنار وهو يستغيث ، حتى قطعت رقبته فعند ذلك قـال مـنـهـال :سـبـحـان اللّه ، فـقـال المـخـتـار: التـسـبـيـح حـسـن ولكـن فـيـم سـبـّحـت ؟ فقال منهال : اعلم اءيها الاءمير إنّي دخلت في سفرى هذا عند انصرافي من مكة ، على مولاى عليّ بن الحـسـيـن (ع ) فـقـال يـا مـنـهـال : (مـا فعل بحرملة بن كاهل اللعين ؟) فقلت يا مولاى : تركته حيّا بالكوفة فرفع يديه نحو السماء وقال : (اءللّهم اءذقه حرّ الحديد، اءللّهم اءذقه حرّ الّنار قـبل الا خرة ).فقال المختار:باللّه عليك سمعته يقول هذا الكلام ؟ فقلت : واللّه سمعت ذلك منه ، فـعـنـد ذلك نزل المختار عن دابته فصلّى ركعتين شكرا، وحمد اللّه تعالى طويلا، ثم قام وركب وسـرنـا راجـعـيـن ، فـلمـا قـربنا من دارى قلت : اءيها الاءمير احب اءن تشرّفنى وتكرّمنى وتتملح بـطـعـامـى فقال : يا منهال اءنت تعرف اءنّ مولاي عليّ بن الحسين عليه السلام دعا بثلاث دعوات اسـتـجـابـهـا اللّه تـعـالى عـلى يـدي ، ثـم تـاءمـرنـي اءن اَّكل واشرب واللّه لا واللّه ؟! فهذا يوم اءصوم فيه شكرا للّه على توفيقه وحسن صنائعه ، ثم مضى وتركنى . (784) وفـي روايـة ايـضـا واءمـّا حـرمـلة اللعـيـن فـلمـا راه المـخـتـار بـكـى وقـال له :يـا ويلك ما كفاك ما فعلت حتى قتلت طفلا صغيرا وذبحته بسهمك ، يا عدو اللّه ما علمت انـّه ولد النـبـى (ص ) فـاءمـر بـه فـجـعـلوه مـرمـى بـالنـشـاب حـتـى مـات لا رحـمـه اللّه . (785)