قال : غاب عنّى حين غاب عنّى مثلك من حلماء قومى : وحمّلنى ابن سميّة فاحتملت .
قـال ابـومـخـنـف : قـال عـبـدالمـلك بـن نـوفـل : كـانـت عـاشـة تـقـول : لولا انـّالم تـغـيـّر شـيـئا إلاّ آلت بـنـاالا مـور إلى اءشـدّ مـمـّا كـنـّا فـيـه لغـيـرنـا قتل حجر بن عدّى ، اءما واللّه إن كان ما علمت لمسلما حجّاجا معتمرا.
وروى ابـن عـسـاكـر فـى تـاريـخـه عـن اءبـى مـخـنـف : قـال حـدثـنـى عـبـدالمـلك بـن نوفل ، عن اءبى سعيد المقبرى ، إنّ معاوية حين حجّ مرّ على عائشة ، فاستاءذن عليها، فاءذنت له ، فـلمـّا قـعـد قـالت له يـا مـعـاويـة اءاءمـنـت اءن اءخـبـاء لك مـن يـقـتـلك ؟ قـال : بـيـت الا مـن دخـلت ، قـالت : يـا مـعـاويـة امـا خـشـيـت اللّه فـى قتل حجر و اصحابه ؟ قال : لست اءنا قتلتهم إنمّا قتلهم من شهد عليهم .
وقـال ابـومـخـنـف : حـدثـنـى زكـريـا بـن اءبـي زائدة عـن اءبـي إسـحـق ، قـال : اءدركـت الناس وهم يقولون : انّ اءوّل ذلّ دخل الكوفة : موت الحسن بن علىّ بن اءبي طالب عليهماالسلام ، و قتل حُجر بن عدّي الكندي و دعوة زياد.
وقـال ابـن عـسـاكـر فـى تـاريـخـه : انّ مـعـويـة قـال عـنـد مـوتـه : يـوم لى مـن ابـن الادبـر طويل ! ثلث مرّات ، يعنى حجرا. (202) وقال ايضا: اربع خصال كنّ فى معاوية لو لم يكن فيه منهنّ الاّ واحدة لكانت موبقة : انتزاؤ ه على هذه الامّة بالسفهاء حتّى ابتزّها. امرها بغير مشورة منهم ، و فيهم بقايا الصّحابة وذو والفضيلة ، واسـتـخلافه ابنه يزيد بعده سكيرا خميرا، يلبس الحرير، ويضرب الطّنابير، وادّعاؤ ه زيادا وقـد قـال رسـول الله (ص ) (الولد للفـراش وللعـاهـر الحجر)، و قتله حجرا، ويلا له من حجر واصحاب حجر مرّتين . (203) وقـال ابن عساكر ايضا: حُجر ـ بضمّ الحاء المهملة وسكون الجيم ويجوز ضمّها قاله ابن ماءكولا ـ (204) بـن عـدّي الا دبـر بـن جـبـلّة بـن عـدى يتصل نسبه بكهلان بن سَباء و يسمى اءبوه الا دبر، لا نّه طعن موليا فسمّى بالادبر وحجر هذا هو الكندى من اهل الكوفة وقدم على النّبي (ص ). (205) وغـزا الشـام فـى الحـيـش الذيـن افـتـتـحـوا [عـذراء] و شـهـد مـع عـلىّ بـن اءبـي طـالب صـفـّيـن والجمل والنّهر وان وقتل بعذراء من قرى دمشق ، و مسجد قبره بها معروف ، وذلك المسجد والقبر لم يزالا معروفين الى الان .
و قـال ايـضـا حـدثـنـى شـرحـيـل بـن مـرّة يـقـول سـمـعـت حـجـر بـن عـدى يقول سمعت علىّ بن ابى طالب (ع ) يقول : (الوضوء نصف الا يمان ). (206) اقـول : اراد بـالايـمـان هـنا الصّلاة قال اللّه تعالى : (وَ ما كانَ اللّهُ لِيُضيعَ إيمانِكم ) فسرّه العـلمـاء بـالصـّلاة عـليـه ، فـاللّه تـعـالى سـمّى الصّلاة ايمانا لانّها مشتملة على ما يكون به الايمان (207) و قـال ابـن سعد: فى الطبقة الاولى من تابعى اءهل الكوفة : حُجر بن عدى الكندى قتله معاوية و قتل مصعب بن الزّبير ابنيه عبيد الله و عبدالرّحمن صبرا و كانا يتشيعان و كان حجر ثقة معروفا من الابدال . (208) و كـان مـع عـلى (ع ) حـجر ان حجر الخير و هو الكندى و حجر الشر و هو حجر بن يزيد بن سلمة بن مرة . (209) وقال اءبو معشر كان حُجر عابدا و ما اءحدث إلاّتوضاء و ما توضّاء إلاّ صلّى . (210) وكـتـب مـعـاويـة الى المـغـيـرة بـن شـعـبـة : إنـّي قـد احـتـجـت الى مـال فـاءمـدنـي بـمـال ، فـجـهـز المـغـيـرة اليـه عـيـرا تـحـمـل المـال ، فـلمـّا فـصـلت العـيـر بـلغ حـُجرا واءصحابه فجاء حتى اءخذ بالقطار، فحبس العير، وقـال : واللّه لاواللّه حـتـى تـوفـي كـل ذى حـقّ حـقـّه ، فـبـلغ المـغيرة ذلك اءنه قدردّ العير معه ، فـقـال شـبـاب ثـقـيـف : ءاذن لنـا اصـلحـك اللّه فـيـه فـنـاءتـيـك بـراءسـه السـّاعـة ، فـقـال : لاواللّه مـا كـنـت لاءركـب هـذا [مـن ] حـجـرا ابـدا، فـبـلغ ذلك مـعـاويـة فـعـزله واستعمل زيادا. (211) فكان من امر زياد معه ما كان حتّى ارسله الى معوية ، فقتله هو واءصحابه فى مرج عذراء من ارض الشـّام ،