وكـان يـضـرب بـه المـثـل فـي حـسـن السـّيـاسـة ووفـورا العقل وحسن الضبط لما يتولاّه .
مات سنة ثلاث وخمسين وهو اءمير المصرين الكوفة والبصرة ، ولم يجمعا قبله لغيره و اءقام في ذلك خمس سنين . (268) و قـال الا خـبـاريّون في اءخبارهم واءهل السّير فى سيرهم : لمّا هم معاوية باءلحاق زياد باءبي سفيان اءبيه ، و ذلك في سنة اربعة واءربعين من الهجرة ، شهد عنده : زياد بن اءسماء الحرمازي و مالك بن ربيعة السّلولى والمنذر بن الزّبير العوام ، انّ اءباسفيان اءخبر: انّه ابنه وانّ اءبا سفيان قال لعلّي (ع ) حين ذكر زياد عند عمر بن الخطّاب :
ثمّ زاده يقينا إلى ذلك ، شهادة اءبي مريم السّلولى ، و كان اءخبر النّاس ببداء الا مر، و ذلك إنـّه جـمع بين اءبي سفيان ، و سميّة امّ زياد في الجاهلية ، على زنا، و كانت سميّة من ذوات الرّايات بـالطـّائف ، تـؤ دّي الضـّريـبـة إلى الحـارث بـن كـلدة ، و كـانـت تـنـزل بـالمـوضـع الّذى يـنـزل فـيـه البـغـايـا بـالطـّائف ، خـارجـا عـن الحـضـر فـي مـحـلّة يقال لها حارة البغايا.
وكان سبب ادّعاء معاوية فيما ذكر اءبو عبيدة ، معمّر بن المثنّى : انّ عليا (ع ) كان ولاّه فارس حين اءخـرج مـنـهـا سـهـل بـن حـنـيـف ، فـضـرب زيـاد بـبـعـضـهـم بـعـضـا، حـتـّى غـلب عـليـهـا، ومازال ينتقل في كورها حتّى صلح اءمر فارس ، ثم ولاّه علي (ع ) إصطخر، وكان معاوية يتهدّده ، ثـم اءخذ بسر بن اءرطاة عبيد اللّه وسالما ولديه ، و كتب إليه يقسم ليقتلنهما إن لم يراجع ، و يـدخـل فـي طـاعـة مـعاوية وكتب معاوية إلى بُسر: اءلاّ يعرض لا بني زياد، وكتب إلى زياد اءن يـدخـل فـي طـاعـتـه ويـردّه عـلى عـمـله ، فـقـدم زيـاد عـلى مـعـاويـة فـصـالحـه عـلى مال وحلى ، ودعاه معاوية إلى اءن يستحلفه ، فاءبى زياد ذلك . وكان المغيرة بن شعبة حاضرا قـال لزيـاد قـبـل قـدومـه عـلى مـعـاويـة : إرم بـالغـرض الا قـصـى ، ودع عـنـك الفـضـول فـاءنّ هـذا الا مـر لايمدّ اليه اءحد، يدا إلاّ الحسن بن على (ع )، و قد بايع لمعاوية ، فـخـذهـا لنـفـسـك قـبـل التـّوطـيـن ، قـال زيـاد: فـاءشـر عـلىّ، قـال : اءرى اءن تـنـقـل اءصـلك إلى اءصـله ، وتـصـل حـبـلك بـحبله ، وإنْ تعير النّاس منك اذنا صمّاء، فقال زياد: يابن شعبة ءاغرس عودا في غير منبته ولا مدرة فتحييه ولاعرق فيسقية ؟ ثمّ إنّ زيـادا عزم على قبول الدّعوى واءخذ براءى إبن شعبة ، واءرسلت إليه جورية بنت اءبي سفيان عـن اءمـر اءخـيـهـا، فـاءتـاها فاذنت له و كشفت عن شعرها بين يديه و قالت : اءنت اءخى اءخبرنى بـذلك اءبـو مـريم ، ثمّ اءخرجه معاوية إلى المسجد: وجمع النّاس فقام اءبو مريم السلولى فـقـال : اءشـهـد اءنّ اءبـاسـفـيـان قـدم عـليـنـا بـالطـائف ، واءنـا خـمـّار فـي الجـاهـليـة فـقـال : اءبـغـنـى بـغـيـّا فـاءتـيـتـه ، و قـلت : لم اءجـد الاّ جـاريـة الحـرث بـن كـلدة ، سـمـيـّة ، فـقال : اءئتنى بها على زفرها و قذرها، فقال له زياد: مهلا يا اءبا مريم إنّما بعثت شاهدا، ولم تـبـعث شاتما، فقال اءبو مريم : لو كنتم اءعفيتمونى لكان اءحبّ إلىّ و إنّما شهدت بما عاينت و راءيت واللّه ، لقد اءَخَذَبِكُّم درعها، و اءغلقتُ الباب عليهما، وقعدت دهشانا، فلم اءلبث اءن خرج علىَّ يمسح جبينه ، فقلت مه يا اءبا سفيان ؟ فقال : ما اءصبت مثلها يا اءبا مريم لولا إسترخاء من ثـديـهـا وزفـر مـن فـيـهـا فـقام زياد فقال : اءيّها النّاس ، هذا الشّاهد قد ذكر ما سمعتم ، ولست اءدرى حـقّ ذلك مـن بـاطـله ، وإنـّمـا كـان عـبيد ربيبا مبرورا، اءو وليّا مشكورا، والشّهود اءعلم بما قالوا، فقام يونس بن عبيد اخو صفيّة بنت عبيد بن اسد بن علاج الثقفى ـ وكانت