میراث حدیث شیعه

مهدی مهریزی، علی صدرائی خوئی

جلد 12 -صفحه : 447/ 19
نمايش فراداده

الماهيّات آثار توحيده ؛ حسبما يرشدك إليه قوله سبحانه : « سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ » 1 ألا كلّ شيء ما خلا اللّه‏ باطل .

ثمّ لا يخفى أنّ المراد من المعرفة حينئذٍ مطلق العلم به وإن كان في ضمن التصديق به .

ثمّ ذكر ذلك الفاضل الماجد :

ومنها أنّ إدراك حقيقة النفس متعذّر أو متعسّر ـ إلى قوله ـ وإذا كان هذا حال النفس مع أنّها أدنى 2 الأشياء إلى نفسها فكيف يطمع في إدراك الواجب ، انتهى .

والظاهر من المعرفة عند أربابها هو هذا ؛ حيث إنّها الإدراك التصوّري سيّما بالبسيط الحقيقي كما لا يخفى ، فيناسب هذا التقرير غاية المناسبة ذاتها ونهاية المعانقة أسناها ، وإن صحّ إطلاقها على العلم التصديقي ـ كما مرّ ـ كما لا يخفى على الفلسفي .

وإذا تقرّر هذا فنقول : سرّ عدم تعقّل النفس نفسها بساطة جوهر ذاتها وعدم تركّبها من الأجزاء المعنويّة 3 وإن تركّبت من الأجزاء العقليّة كما لا يخفى ، فمَن عجز عن معرفة نفسه فأخلقُ به أن يعجز عن معرفة ربّه ؛ شعر :

  • * وليس يعرفه مَن ليس يشهد وكيف يشهد ضوءَ الشمس مكفوف

  • وكيف يشهد ضوءَ الشمس مكفوف وكيف يشهد ضوءَ الشمس مكفوف

وإنّما ذلك لبساطته الصرفة الأحديّة وهويّته الصمديّة المقدّسة عن الكثرة قبل الذات 4 ومع الذات 5 وبعد الذات 6 .

ثمّ قال :

والغرض امتناع إدراك حقيقة الواجب بتعليقه على ما علم استحالته ، لا الاستدلال على امتناعه ليرد عليه أنّ استثناء نقيض المقدم لا ينتج .

1 -  سورة فصّلت ، الآية 53 .

2 -  أي أقربها . «م» .

3 -  أي الأجزاء الخارجية على اصطلاح الحكماء . «م» .

4 -  إشارة إلى الأحمدية . «م» .

5 -  إشارة إلى مرتبة الصمدية . «م» .

6 -  إشارة إلى عينية الصفات . «م» .