ففى رواية عن ابى عبد الله عليه السلام ( 1 ) ان الله خلق العقل و هو أو خلق من الروحانيين قال المحدث المجلسي : يطلق الروحاني على الاجسام اللطيفة و على الجواهر المجردة ان قيل بها ، قال في النهاية في الحديث الملائكة الروحانيون يروى بضم الراء و فتحها كانه نسب إلى الروح و الروح نسيم الريح و الالف و النون من زيادات النسب و يراد به أجسام لطيفة لا تدركه البصر ( انتهى ) و فى المجمع نحو ما عن النهاية ، و عن الجوهرى زعم أبو الخطاب انه سمع من العرب من يقول في النسبة إلى الملائكة و الجن بضم الراء و الجمع روحانيون و زعم أبو عبيدة ان العرب تقوله لكل شيء فيه الروح ( انتهى ) و كيف كان الطا منه و لو انصرافا الحيوانات بل و الانسان ، و انما يطلق على علماء الشرايع بدعوى غلبة الجهات الروحية فيهم كانهم ليسوا من عالم الاجسام ، فعليه تدل الرواية على حرمة تصوير الروحانيين الغائبين عن الحواس مطلقا .
لكن يمكن المناقشة فيه بعد الغض عن سندها و اغتشاش متنها ، بان الظاهر من مجموعها صدرا " و ذيلا في تفسير الصناعات : ان المراد بمثل الروحاني مثل هياكل العبادة ، لان المذكور في جميع فقرا ت الرواية من ملاك الحلية و الحرمة : هو كون الشيء صلاحا للعباد ، أو كان فيه وجه من وجوه الصلاح ، أو كون الشيء فسادا " محضا ، أو فيه جهة فساد ، و ان ما فيه جهة صلاح وجهة فساد لا يحرم الا إذا صرف في الفساد فيستفاد منها ان مثل الروحانيين التي فيها الفساد من جهة عبادة الناس إياها و تعظيمها المنافية للتوحيد و التنزيه : محرم صنعتها ، و اما ما ينتفع الناس بها و لو في التزيين و ساير الاغراض العقلائية كتماثيل الموجودات كانت روحانيين ام لا : فهي محللة .
و ان شئت قلت ان ساير فقرات الرواية حاكمة على تلك الفقرة و مفسرة إياها ، و يؤيد هذا الاحتمال ذكر الاصنام و الصلبان في الضابطة التي ذكرت مقابلة ضابط الحلية فقال : انما حرم الله الصناعة التي حرام هى كلها التي