مکاسب المحرمه جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
النفخ كالانسان و ساير الحيوانات ، فمع تصوير صورة حيوانية و تتميم تصويرها و بقاء نفخ الروح فيها و لو بنحو من المسامحة : كانه تشبه بالخالق في مصوريته ما في الارحام فيقال له يوم القيمة أيها المصور انفخ فيها كما نفخ الله تعالى في الصور بعد تسويتها و اما مثل الجن و الشيطان و الملك مما تكون كيفية إيجادها بغير التصوير و التخليق التدريجيين و بغير التسوية و النفخ بل إيجادها بدعية دفعية سواء قيل بكونها مجردة ام لا و لا يكون فيها نفخ روح كما في الحيوانات : فخارج عن مساق تلك الاخبار التي هى المعتمدة في حرمة عمل المجسمات ، لاستفاضتها و اعتبار اسناد بعضها كمرسلة ابن ابى عمير ( 1 ) هذا مضافا إلى ان المظنون بل الظاهر من مجموع الروايات ان وجه تحريم الصور و التماثيل هو التشبه بالخالق جلت قدرته في المصورية التي هى من صفاته الخاصة ، و التصوير الخيالى من المذكورات ليس تشبها به تعالى لانه لم يصورها كذلك حتى يكون التصوير تشبها به ، الا ان يقال : انه صار شبيها به في مطلق التصوير و هو كما ترى ، و لا يلزم مما ذكرناه الالتزام بجواز تصوير حيوان موجود كالعنقاء مثلا أو مخلوق ذي رؤوس عديدة لانا لا نقول : باختصاص الادلة بالحيوانات الموجودة في الخارج ، بل نقول باختصاصها بما يكون موجوديته كموجودية الحيوانات بالتخليق و التصوير ، و المذكورات ليست كذلك ، مع ان الالتزام بعدم الحرمة في بعض مصاديق مورد النقض ليس ببعيد و ليس بتال فاسد .نعم يمكن التمسك برواية التحف لحرمة صور الروحانيين من الملائكة و غيرها حيث قال فيها في تفسير الصناعات المحللة : و صنعة صنوف التصاوير ما لم يكن مثل الروحاني ، بدعوى ان الظاهر منها حرمة مطلق مثل الروحاني بل الظاهر خروج الانسان و الحيوانات منها فان الروحاني ظاهر في موجود غلبت جهة الروح فيه ، و الالف و النون ، من زيادات النسب فالروحانى مقابل الجسمانى .
1 - الوسائل - كتاب الصلوة - الباب 3 - من أبواب أحكام المساكن .