في تفسير العلامة الشيخ محمد رضا الاصفهانى للغناء وماهيته
و مده ، و ارتفاعه ، و انخفاضه ، و اتصاله ، و انفصاله : سمى بالغناء ، و قد وضع لبيان هذه النسب و أقسامها فن الموسيقى الذي هو احد أقسام العلوم الرياضية ، و يخص في تناسب الالات بإسم الايقاع ، و العود بينها ميزان الغناء يعرف به صحيح الغناء من فاسده كما يعرف بالمنطق صحيح القضايا من فاسدها و على اوتارها الاربعة و كيفية شدها و الاصبع التي يضرب بها يعرف أقسام الغناء ثم قال و إذا أنشد الشعر على طبق مقررات الفن ، أوجب لسامعه إذا كان من متعارف الناس : الطرب الخارج عن المتعارف حتى يكاد ان يفعل فعل المسكر فيصدر من الشريف الحكيم ما يأنف منه الانذال من أقوال و أفعال يشبه أقوال السكارى و أفعالهم ، و فى كتب المحاضرات و التاريخ نجد حكايات ان تأملتها علمت ان ولع الغناء بالعقل لا يقصر عن الخمر بل يربو عليه .
ثم قال : تقييد الصوت بصوت الانسان لمتابعة العرف فان أصوات البلابل و ان تناسب و اطربت لا يسمى غناء و بقيد التناسب يخرج ما أوجب الطرف بغيره من حسن الصوت اللغوي ذاتا او لحسن صاحبه أو لحسن ألفاظه و معانيه و نحو ذلك ، و بقيد المتعارف يخرج الخارج عنه ، فلا اعتبار بمن هو كالجماد كما لا اعتبار بمن يطرب بأدنى سبب كما ان الحال كذلك في حد المسكر ، و بقولي : تكاد ان تذهب بالعقل يخرج الطرب الخفيف اذ لا اعتبار به كما لا اعتبار بالفرح و النشاط الحاصلين من بعض المشروبات المفرحة ما لم يبلغ مرتبة يزيل العقل عن المتعارف ، و بالجملة الطرف في الغناء كالسكر في الشراب و العلة في تحريمه عين العلة فيه و هو ازالة العقل ثم تصدى لبيان عدم الاختلاف في كلمات علماء اللغة في ذلك و ان مغزى الجميع واحد و ان اختلف التعبير .
ثم قال : و فذلكة القول : ان الغناء هو الصوت المتناسب الذي من شأنه بما هو متناسب ان يوجد الطرب اعنى الخفة بالحد الذي مر ، فما خرج منه فليس من الغناء في شيء و ان كان الصائت رخيم الصوت حسن الاداء و أحسن كل الاحسان و وقع من سامعه اقصى مراتب الاستحسان ، كما انه من الغناء الصوت المتناسب و ان كان من ابح ردى الصوت و لم يطرب بل أوجب عكس الطرب كما قيل ( إذا غنانى القرشي دعوت الله بالطرش ) فبين كل من الغناء و الصوت المستحسن عموم من وجه و هو