سرا بعد توصية ابى الحسن عليه السلام و ما اشتملت على كتابة أبي عبد الله عليه السلام إلى النجاشي و إلى الاهواز و فارس و غير ذلك و سيجيء انشاء الله ما ينفع بالمقام في جوائز السلطان .
ثم ان الشيخ الانصاري ( 1 ) جمع بين رواية مهران بن محمد بن ابى نصر ( 2 ) عن أبي عبد الله عليه السلام " قال : سمعته يقول : ما من جبار الا و معه مؤمن يدفع الله عز و جل به من المؤمنين و هو أقلهم حظا في الاخرة يعنى اقل المؤمنين حظا بصحبة الجبار " ، و بين مثل رواية محمد بن إسمعيل بن بزيع ( 3 ) بحمل الاولى على من تولى لهم لنظام معاشه قاصدا الاحسان في خلال ذلك إلى المؤمنين و دفع الضرر عنهم ، و حمل الثانية على من لم يقصد بدخوله الا الاحسان إلى المؤمنين فذهب إلى كراهة الاول و استحباب الثاني أقول : و فى رواية المفضل بن عمر ( 4 ) " قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : ما من سلطان الا و معه من يدفع الله به عن المؤمنين أولئك أوفر حظا في الآخرة " .
و أنت خبير بان الجمع بين هذه الرواية و كذا الروايات المتقدمة و بين رواية مهران بما ذكره : مقبول عرفا سيما مع كون الورود في عملهم أو الصحابة لهم لغرض إلهي محض نادرا جدا .
فحمل بعض منها على ذلك مع شواهد عليه كما مر الكلام فيه و ان لا يبعد ، لكن حمل جميع تلك الروايات الكثيرة عليه ، بعيد حدا ، بل صحيح ، سيما في الرواية المتقدمة إذا كان قوله : يعنى اقل المؤمنين حظا بصحبة الجبار من تتمة الحديث ليكون ذلك بمنزلة التعليل الدال على ان صحبة الجبار علة لا قلية حظه ، فمقتضاها اقلية حظ مطلق المصاحب سواء كان لمحض غرض راجح ام لا ، فتلك الرواية معارضة لرواية محمد بن إسمعيل و غيرها ، و لا يصح الجمع المذكور .
و التفصيل بين الدخول بنحو الصحابة و غيرها ايضا : بعيد ، لان موضوع رواية
1 - في المسألة السادسة و العشرين من النوع الرابع - في الولاية من قبل الجائر . 2 - الوسائل - كتاب التجارة - الباب 44 - من أبواب ما يكتسب به . 3 - راجع تنقيح المقال للمامقانى في ترجمة محمد بن إسمعيل بن بزيع ابى جعفر مولى المنصور . 4 - المستدرك - كتاب التجارة - الباب 39 - من أبواب ما يكتسب .