مکاسب المحرمه

روح الله موسوی خمینی

جلد 2 -صفحه : 290/ 29
نمايش فراداده

و الميسر قل فيهما اثم كبير ( 1 ) و لا ينافيه قوله تعالى و إثمهما اكبر من نفعهما ، لان اكبريته منهما لا تنافي كونه كبيرة في نفسه كما يقتضيه صدر الآية ، و فى رواية على بن يقطين ( 2 ) عن ابى الحسن عليه السلام في باب تحريم الخمر " قال فاما الاثم في كتاب الله فهي الخمر و الميسر و إثمهما كبير كما قال عز و جل " ، و لروايتى الفضل بن شاذان و اعمش ( 3 ) الواردين في عد الكبائر و فى سندهما ضعف و ان قيل ان سند الاولى بأحد طرقه لا يخلو من حسن بل صحح بعضهم ذلك و قال الشيخ الانصاري في باب الكذب انه لا يقصر عن الصحيح و سيأتي الكلام فيه .

و يمكن الاستدلال على المطلوب برواية على بن إبراهيم في تفسيره عن ابى الجارود ( 4 ) في قوله تعالى انما الخمر و الميسر ( الخ ) و فى آخرها " و قرن الله الخمر و الميسر مع الاوثان " ، و لا ريب في انه ليس مراده من الاخبار بالمقارنة بينها صرف الاخبار بامر ضروري لا فائدة فيه بل مراده بيان عظمة خطبهما و حرمتهما و انه لهذه جعلهما قرينا للشرك ، و لعله تشير إلى ذلك ما دلت على ان شارب الخمر كعابد وثن ، و ما دلت على ان الرجس من الاوثان الشطرنج .

و قد استدل أبو عبد الله عليه السلام على رواية عبد العظيم الحسني الصحيحة ( 5 ) على ان شرب الخمر من الكبائر بقوله : " ان الله نهى عنها كما نهى عن عبادة الاوثان " و هو اشارة إلى الآية المتقدمة ، و ليس مراده مجرد تعلق النهى بهما ، بل المراد ان النهى عنهما مقارنان أو مشابهان في الكيفية فتدل على ان الخمر و الميسر في العظمة

1 - سورة البقرة - الاية 216 .

2 - الوسائل - كتاب الاطعمة و الاشربة - الباب 9 - من أبواب الاشربة المحرمة - ضعيفة بحسن بن على بن حمزة .

3 - الوسائل - كتاب الجهاد - الباب 46 - من أبواب جهاد النفس - ضعيفة .

4 - الوسائل - كتاب التجارة - الباب 102 - من أبواب ما يكتسب به - ضعيفة بأبي الجارود .

5 - الوسائل - كتاب الجهاد - الباب 46 - من أبواب جهاد النفس .