نتایج الافکار فی نجاسة الکفار

محمدرضا موسوی گلپایگانی؛ مقرر: علی کریمی جهرمی

نسخه متنی -صفحه : 37/ 32
نمايش فراداده
(210)

الامر على احد و تخيل بان الله جسم لا كالاجسام فليس هو محكوما بالكفر ، هذا حال الجاهل .

و اما من كان عالما بمعنى الجسم و بلوازم القول بالتجسم و آثاره فالقول بعدم كفره مشكل ، و لا يقاس هذا بمن يقول ان الله شيء لا كالاشياء ، الذي نص الامام عليه السلام على جوازه لان الشيء لكثرة شموله و شدة اتساع مفهومه ليس محاطا للذهن فيشمل حتى مثل البارى تعالى باعتبار صرف وجوده بخلاف القول بانه تعالى جسم لا كلاجسام فانه نظير القول بانه تعالى مركب لا كالمركبات و بعبارة اخرى هو في حكم القول بانه تعالى مخلوق لا كالمخلوقات فالنتيجة ان العالم بمعنى الجسم و لوازمه لو نسبه إلى البارى و لو بهذا النحو الخاص فالظاهر انه يصير كافرا .

و اما ما رمى به هشام بن الحكم من القول بالتجسيم ففيه : أولا : انه ليس المقصود هو التجسيم بالحقيقة ، بل الظاهر منه ان المراد ان الله جسم لا كالاجسام .

و ثانيا : ان أكثر اصحابنا على ما قاله علم الهدى السيد المرتضى قدس سره الشريف يقولون انه أورد ذلك على سبيل الجدل و المعارضة للمعتزلة لا اعتقادا به حيث انهم كانوا يقولون ان الله شيء لا كالاشياء فقال لهم : إذا قلتم ان القديم تعالى شيء لا كالاشياء فقولوا انه جسم لا كالاجسام انتهى 1 و على هذا فهو قد قال بذلك في مقام النقض عليهم لا ان هذا الكلام صحيح عنده أو انه رحمه الله كان معتقدا بذلك ، فانه من اجلاء الاصحاب و ممدوح بمدائح بليغة .

2

1 .

راجع الشافي للسيد المرتضى ص 12 . 2 .

أقول : و قد يقال في الجواب عن هذا الاشكال : ان هذا كان قبل رجوعه إلى الامام جعفر بن محمد فلما رجع اليه تاب و رجع إلى الحق .

قال الكراجكي في كنز الفوائد ص 199 : و اما موالاتنا هشاما رحمه الله فهي لما شاع عنه و

(211)

و الحاصل : ان القول بالتجسيم يتصور على أنحاء و صور : فتارة يكون بحيث ينكره المسلمون كافة مثل ان يقول ان الله تعالى مركب من ثلاثة اشياء فانه بمكان من الفساد و البطلان عند المسلمين و يتلوه في وضوح البطلان القول بأصل تجسمه الذي قال به بعض العامة .

- و قد لا يكون بطلانه بهذه المثابة من الوضوح بل يحتاج إلى الاستدلال و اقامة البرهان و هو الامر النظري الذي يحتاج إثباته إلى دليل عقلي أو نقلى وهنا لا يمكن الحكم بالكفر لعدم كفر منكر الامر النظري .

فترى ان علم التحقيق شيخنا المرتضى قدس سره قال بعد تحقيقه في العقائد الضرورية : و اما النظرية فلا اشكال في عدم كفر منكرها اذ لم يرد دليل على كفره بالخصوص انتهى .

1 نعم لو ورد دليل خاص على كفر من اعتقد بامر خاص من تلك الامور يؤخذ به مع انه ليس من الضروريات نظير ما ورد في الاخبار عن الامام الصادق عليه السلام : من أنكر ثلاثة اشياء فليس من شيعتنا المعراج و المسائلة في القبر و الشفاعة .

2 و على هذا فبدون دليل خاص لا يحكم بكفر القائل بالتجسم لو لم يكن

استفاض منه من تركه للقول بالجسم الذي كان ينصره و رجوعه عنه و إقراره بخطائه فيه و توبته منه و ذلك حين قصد الامام ابا عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام إلى المدينة فحجبه و قيل له : انه قد آلى ان لا يوصلك اليه ما دمت قائلا بالجسم فقال : و الله ما قلت به الا لانى ظننت انه وفاق لقول امامى فإذا أنكره على فاننى تائب إلى الله منه فاوصله الامام عليه السلام حينئذ اليه و دعا له بخير انتهى .

و فى طهارة السمناني ص 394 : و ما ينسب إلى هشام بن الحكم من التجسم افتراء و بهتان ، و شأنه اجل من هذه الخرافات إلى آخر كلامه الذي فيه نوع إهانة بالنسبة إلى علم الهدى قدس اله نفسه و روح سائر الاصحاب .

1 .

طهارة الشيخ ص 312 . 2 .

امالى الصدوق ص 177 المجلس 49 .

(212)

قوله منافيا للتوحيد بمراتبه الاربعة و لم يكن هو بنفسه ملتزما بالتوالي الفاسدة ، و إثبات كفره يحتاج إلى دليل خاص و هو موجود في المقام .

نعم ورد عن مولانا الرضا عليه السلام : من قال بالتشبيه و الجبر فهو كافر مشرك و نحن منه برآء في الدنيا و الآخرة .

1 لكن يرد عليه .

أولا : ان الرواية ضعيفة .

2 و ثانيا : ان المراد من التشبيه القول بان الله تعالى في جهة الفوق و يمكن ان يرى ، و غير ذلك من خصوصيات الجسم الحقيقي و مزاياه ، و قد عدل العلماء عن الاستدلال بها حتى في التجسم بالحقيقة و استدلوا بلزوم التركيب و الحدوث و المكان مثلا و ليس هذا الا لضعفها فلذا لا يمكن التمسك بها في إثبات كفر من قال بان الله جسم لا كالاجسام و لو لم يلتفت إلى لوازمه أو انه أنكرها بعد ان ثبت اسلامه بإقراره بالشهادتين ، بل يحمل الكفر في الرواية على ما يقابل الايمان لا الاسلام ، و لا دليل آخر على كفره .

أللهم الا ان يكون المسألة مجمعا عليها و لو بين الامامية .

و الحاصل : ان التجسم من الصفات السلبية و هي صفات يحب الاعتقاد بنزاهة ساحة قدس الله تعالى و برائته عنها و من المعلوم ان من أنكر واحدة منها غفلة عن لوازمها و آثارها ليس بكافر خصوصا مع لحاظ بعد هذه المطالب عن مستوى عقول العامة وافق افكارهم .

الا ترى انه إذا قيل لواحد منهم ان الله عالم .

يتخيل ان علمه تعالى كعلمنا زائد على الذات مع ان علمه عين ذاته فهو لا يتصور و لا يتعقل اتحاد العلم مع

1 .

و سائل الشيعة ج 18 ص 558 الباب 10 من أبواب حد المرتد الحديث 5 . 2 .

فان في : سلسلة الرواية على بن معبد مثلا و قد قال المامقاني : لم ينص فيه بتوثيق و لا مدح انتهى .

(213)

الذات بل هو كالصبى الذي لو قيل له ان الله تعالى ليس له عين يتخيل انه اعمى و لو قيل له انه تعالى لا سمع له ، يظن انه اصم .

و على الجملة فالذي يمكن ان يقال قطعا بلا اى تزلزل و ارتياب و تردد و اضطراب هو ان من قال بتجسمه تعالى ملتفتا إلى لوازمه و تواليه الفاسدة فهو كافر نجس ، و اما ذلك فلا .

(214)

(215)

الكلام حول المجبرة

الكلام حول المجبرة و من جملة الفرق المحكومة عليها بالكفر المجبرة .

و لا يخفى ان المجبرة على قسمين : أحدهما القائل بالجبر المحض اى القول بصدور الافعال مطلقا عن الله تعالى و انه الفاعل لافعال المخلوقين ، و كون الانسان كالجماد فكما ان الجماد ليست له إرادة و لا يتحرك الا بمحرك كذلك الانسان لا يتحرك الا بيد الله و لا يصدر منه فعل اختياري ابدا قبيحا كان أو حسنا ، فالساجد لله يتخيل انه بنفسه وضع جبهته على الارض و الحال انه ليس كذلك بل هو كقطعة حديد في يد الحداد يرفعها و ينزلها و يدقها على قطعة اخرى ، و الحاصل انه يقول بان الله قد أجبر الناس على أفعالهم مطلقا .

و لا أظن ان عاقلا يتفوه بأمثال هذه الترهات و المقالات الفاسدة

(216)

و الاباطيل الكاسدة ، كيف و هي خلاف الحس و الوجدان و استخفاف بشموخ مقام الانسان بجعله آلة بلا إرادة و ان قال بها بعض الجهلة المتعصبون ، حتى انى قد رأيت في بعض الكتب المعدة في هذا الموضوع عند بيان عقيدتهم ، التصريح بكون الانسان كالحجر .

1 و غير خفى ان هذا النوع من الجبر مستلزم لا نكار كل ما جاء به الشرع ، و إبطال أصل الشرعيات و النبوات ، و إنزال الكتب ، و إرسال الرسل ، و خلق الجنة و النار ، و لم يبق معه مورد و مجال للوعد و الوعيد ، و مدح الصلحاء و الابرار ، و ذم الفسقة و الاشرار ، و عليه يلزم ايضا ان يكون بعث السفراء العظام و إنزال الصحف السماوية الكرام لغوا لا فائدة فيه أصلا ، و كذلك يلزم ان يكون خلق الجنة و النار عبثا ناتج شيئا ، حيث انه بناءا على ذلك لم يتحقق فعل خير الا بيد الله لا باختيار الانسان فكيف يدخل الجنة و لما ذا ؟ و هكذا لم تقع على ذلك معصية و خطيئة بإرادة العبد ، بل الذنوب و المعاصي كلها صادرة عن الله ، فلماذا يعاقب العبد ؟ و هل هو الا العقاب على ما لم يفعله الذي هو قبيح بالضرورة العقلية ؟ و لا شك في ان هذا القسم من الجبر كفر و موجب للنجاسة بل هو من أعظم أنواع الكفر و أشده لاستلزامه كما ذكرنا تكذيب الانبياء جميعا و إنكار الكتب كلها و غير ذلك من التوالى الفاسدة ، و اللوازم الباطلة ، التي لا يمكن للمسلم الالتزام بها ابدا .

و كيف يمكن ان يقال ان شمرا لعنه الله لم يقتل الامام ابى عبد الله الحسين عليه السلام باختياره و ارادته بل كان قتله و قتل غيره من الاسرة الطاهرة النبوية و

1 .

يشهد لما ذكره دام ظله كلام العلامة في شرح التجريد قال : انا نعلم بالضرورة الفرق بين حركة الحيوان اختيارا و حركة الحجر الهابط الخ .