شرح المحلی

ابن حزم الاندلسی

جلد 4 -صفحه : 272/ 219
نمايش فراداده

قال علي : احتج من أجاز إمامته بما حدثناه عبد الله بن ربيع ثنا عمر بن عبد الملك ثنا محمد ابن بكر ثنا أبو داود ثنا موسى بن اسماعيل ثنا حماد هو ابن سلمة أنا أيوب هو السختياني عن عمرو بن سلمة الجرمي ( 1 ) قال : ( كنا بحاضر ( 2 ) يمر بنا الناس إذا أتوا النبي صلى الله عليه و سلم ، فكانوا إذا رجعوا مروا بنا فأخبرونا ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كذا و قال كذا ، و كنت غلاما حافظا ، فحفظت من ذلك قرآنا كثيرا ، فانطلق أبي وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم في نفر من قومه ، فعلمهم الصلاة ، و قال : يؤمكم اقرؤكم ، فكنت أقرأهم لما كنت احفظ ، فقدموني فكنت اؤمهم ، و على بردة لي صغيرة ، فكنت إذا سجدت تكشفت عني ، فقالت إمرأة من النساء : واروا عنا عورة قارئكم ، فاشتروا لي قميصا عمانيا ، فما فرحت بشيء بعد الاسلام ما فرحت به ( 3 ) ، فكنت أؤمهم و أنا ابن سبع سنين أو ثمان سنين ) قال على : فهذا فعل عمرو بن سلمة و طائفة من الصحابة معه ، لا يعرف لهم من الصحابة رضى الله عنهم مخالف ، فأين الحنيفيون و المالكيون المشنعون بخلاف الصاحب إذا وافق تقليدهم ؟ ! و هم أترك الناس له ، لا سيما من قال منهم ، إن ما لا يعرف فيه خلاف فهو إجماع ، و قد وجدنا لعمرو بن سلمة هذا صحبة و وفادة على النبي صلى الله عليه و سلم مع أبيه ( 4 ) قال علي : و أما نحن فلا حجة عندنا في ما جاء به رسول الله صلى الله عليه و سلم من إقرار أو قول أو عمل ، و لو علمنا ان رسول الله صلى الله عليه و سلم عرف هذا و أقره لقلنا به ، فأما إذا لم يأت بذلك أثر فالواجب عند التنازع ان يرد ما اختلفنا فيه إلى ما افترض الله علينا الرد اليه من القرآن و السنة ، فوجدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قال : ( إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم و ليؤمكم أقرؤكم ) فكان المؤذن مأمورا بالاذان ، و الامام مأمورا بالامامة ، بنص هذا الخبر ، و وجدناه صلى الله عليه و سلم قد قال : ( إن القلم رفع عن الصغير حتى يحتلم ) فصح أنه مأمور و لا مكلف ، فاذ هو كذلك فليس هو المأمور بالاذان و لا بالامامة ، و إذ ليس مأمورا بهما فلا يجزئان إلا من مأمور بهما ، لا ممن لم يؤمر بهما ، و من ائتم بمن لم يؤمر أن يأتم به و هو عالم بحاله فصلاته باطل ، فان لم يعلم بأنه لم يبلغ ، و ظنه رجلا

1 - ( سلمة ) بفتح السين و كسر اللام ، و ( الجرمي ) بفتح الجيم و إسكان الراء

2 - في شرح أبى داود ( قال الخطابي : الحاضر القوم النزول على ما يقيمون به لا يرحلون عنه ، و ربما جعلوه اسما لمكان الحضور ، يقال : نزلنا حاضر بني فلان ، فهو فاعل بمعنى مفعول ) ( 3 ) في أبى داود ( ج 1 ص 228 ) ( فرحى به ) ( 4 ) أنظر المسألة 454 و التهذيب