جواز بيعه بعد مفارقته لها فان ذكروا كل ذات رحم فولدها بمنزلتها فهو ليس عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا حجة فيه ، ثم هم أول مخالف لهذا في ولد المعتقة بصفة . و ولد المعتقة إلى أجل و بالله تعالى التوفيق 1553 مسألة و بيع المعتق إلى أجل أو بصفة حلال ما لم يجب له العتق بحلول تلك الصفة كمن قال لعبده : أنت حر غدا فله بيعه ما لم يصبح الغد أو كمن قال له : أنت حر إذا أفاق مريضي فله بيعه ما لم يفق مريضه لانه عبد ما لم يستحق العتق و هو قول الشافعي .
و أبى حنيفة و أبى سليمان . و أصحابهم ، و قال مالك .
كذلك في المعتق بصفة يمكن أن تكون و يمكن أن لا تكون و لم يقله في المعتق إلى أجل ، و احتج بانه لابد أن يكون فقلنا : نعم فكان ماذا ؟ الا أنه حتى ألآن لم يكن بعد و لا دليل لهم على هذا الفرق أصلا و انما هو دعوى و احتجاج لقولهم بقولهم 1554 مسألة و جائز لمن أتى السوق من أهله أو من أهله أن يبيع سلعته بأقل من سعرها في السوق و بأكثر و لا اعتراض لاهل السوق عليه في ذلك و لا للسلطان ، و قال المالكيون : ليس له أن يبيع بأقل من سعرها و يمنع من ذلك و له أن يبيع بأكثر قال على : و هذا عجب جدا أن يمنعوه من الترخيص على المسلمين و يبيحون له التغلية ان هذا لعجب ( 1 ) و ما نعلم قولهم هذا عن أحد قبل مالك ، ثم زادوا في العجب و احتجوا بالذي روينا من طريق مالك عن يونس بن يوسف عن سعيد بن المسيب أن عمر مر بحاطب بن أبى بلتعة و هو يبيع زبيبا له بالسوق فقال له عمر : اما أن تزيد في السعر و اما أن ترفع عن سوقنا قال على : هذا لا حجة لهم فيه لوجوه ، أحدها انه لا حجة في أحد دون رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و الثاني انهم كم قصة خالفوا فيها عمر ( 2 ) كاجباره بني عم على النفقة على ابن عمهم . و كعتقه كل ذي رحم محرمة إذا ملك و غير ذلك ، و الثالث انه لا يصح عن عمر لان سعيد بن المسيب لم يسمع من عمر الا نعيه النعمان بن مقرن فقط ، و الرابع انه لو صح لكانوا قد أخطئوا فيه على عمر فتأولوه بما لا يجوز و انما أراد عمر بذلك لو صح عنه بقوله اما أن تزيد في السعر يريد أن تبيع من المكاييل أكثر مما تبيع بهذا الثمن و هذا خلاف قولهم هذا الذي لا يجوز أن يظن بعمر غيره فكيف و قد جاء عن عمر مبينا كما ( 3 ) روينا هذا الخبر عنه من طريق ( 4 ) عبد الرزاق عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب قال : وجد عمر حاطب بن أبى بلتعة يبيع الزبيب بالمدينة فقال : كيف تبيع يا حاطب ؟ فقال مدين فقال عمر : تبتاعون بأبوابنا و افنيتنا
1 - في النسخة رقم 16 لعجيب ( 2 ) في النسخة رقم 14 خالفوها لعمر ( 3 ) لفظ كما سقط من النسخة رقم 14 4 - في النسخة رقم 16 هذا الخبر عن عبد الرزاق