شرح المحلی

ابن حزم الاندلسی

جلد 10 -صفحه : 529/ 523
نمايش فراداده

2100 من استسقى قوما فلم يسقوه حتى مات

أن أبا قلابة قال لعمر بن عبد العزيز و قد كانت هذيل خلعت خليعا لهم في الجاهلية فطرق أهل بيت من اليمن بالبطحاء فانتبه له رجل منهم فحذفه بالسيف فقتله فجاءت هذيل فاخذوا اليماني فرفعوه إلى عمر بن الخطاب بالموسم و قالوا : قتل صاحبنا فقال : انهم قد خلعوه فقال عمر : يقسم خمسون من هذيل ما خلعوه فاقسم تسعة و أربعون من هذيل و قدم رجل منهم من الشام فسألوه أن يقسم فافتدى يمينه منهم بألف درهم فادخلوا مكانه رجلا آخر فدفعه عمر إلى اخى المقتول فقرنت يده بيده قال : فانطلقا و الخمسون الذين أقسموا حتى إذا كانوا بنخله أخذتهم السماء فدخلوا في غار في جبل فانهدم الغار على الخمسين الذين أقسموا فماتوا جميعا و أفلت القرينان فاتبعها حجر فكسر رجل أخى المقتول فعاش حولا ثم مات و من طريق عبد الرزاق عن معمر عن أيوب السختياني عن أبى قلابة قال : خلع قوم من هذيل سارقا لهم كان يسرق الحجيج فقالوا قد خلعناه فمن وجده بسرقة فدمه هدر فوجدته رفقة من أهل اليمن يسرقهم فقتلوه فجاء قومه عمر بن الخطاب فحلفوا بالله ما خلعناه و لقد كذب الناس علينا فحلفهم عمر خمسين يمينا ثم أخذ عمر بيد رجل من الرفقة فقال : اقرنوا هذا إلى أحدكم حتى يودى دية صاحبكم ففعلوا فانطلقوا حتى إذا دنوا من أرضهم أصابهم مطر [ شديد ] و استتروا بجبل طويل [ و قد أمسوا ] فلما نزلوا كلهم أنقض عليهم الجبل فلم ينج منهم احد و لا من ركابهم الا الشريد و صاحبه فكان يحدث بما لقى قومه قال أبو محمد : و عندنا بالمالكيين و الحنيفيين يعظمون خلاف الصاحب الذي لا يعرف له مخالف إذا وافق أهواءهم و يقولون ان المرسل كالمسند ، و هذا من أحسن المراسيل إلى عمر بن الخطاب بحضرة الصحابة رضى الله عنهم لا مخالف له منهم و لا نكير من أحدهم فيلزمهم على أصولهم أن يجيزوا خلع عشيرة الرجل له فلا يكون لهم طلب بدمه ان قتل و هذا ما لا يقولونه أصلا فقد هان عليهم خلاف هذا الاصل ، و أما نحن فلا حجة عندنا في قول أحد دون رسول الله صلى الله عليه و سلم فاذ لم يأت عنه اجازة خلع فالخلع باطل لا معنى له فكل جان بعمد فليس على عشيرته من جنايته تبعه ، و كل جان بخطأ فكذلك الا ما أوجبه نص أو إجماع و بالله تعالى التوفيق 2097 - مسألة - من استسقى قوما فلم يسقوه حتى مات قال على : روينا من طريق أبى بكر بن أبى شيبة نا حفص بن غياث عن الاشعث عن الحسن ان رجلا استسقى على باب قوم فابوا ان يسقوه فأدركه العطش فمات فضمنهم عمر بن الخطاب ديته