يسقط بذلك عنهم حد المحاربة أصلا لان النص لم يسقط الحد عنهم الا بالتوبة قبل القدرة عليهم فقط و بقي ما عدا ذلك على إنفاذ ما أمر الله تعالى به فيه ، و بالله تعالى التوفيق قال علي رحمه الله : و الدليل عندنا في ذلك أن من أقر بحد و لم يقل ما هو فلا شيء عليه أصلا كما فعل رسول الله صلى الله عليه و سلم فان قال : علي حد فيه الجلد فقط لم يقم أيضا عليه جلد لانه قد يظن في فعله ذلك انه حد يوجب جلدا و ليس كما يظن فاذ هو ممكن فلا يحل لنا بشرته باحلاله لنا إياها لان تحريم الله تعالى لها قبل إحلاله الفاسد ، و لو أن امرءا قال لآخر اضر بني فقد أحللت لك بشرتي لم يحل ضربه أصلا لانه ليس له أن يحل من نفسه ما حرم الله تعالى منها و لا أن يحرم منها ما أحله الله تعالى و لو قال من صح عليه الجلد في القذف . أو الزنا . أو الخمر قد حرمت عليكم بشرتي لكان كلامه هذرا ولغوا و كذلك لو أحل لآخر قتل نفسه أو قطع يده أو أحلت المزأة فرجها لاجنبي أو حرم الرجل فرجه على إمرأته أو حرمت هي فرجها عليه لكان كل ذلك باطلا و لا حرام الا ما حرم الله تعالى أو رسوله عليه السلام قال الله تعالى : ( و لا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال و هذا حرام لتفتروا على الله الكذب ) فان قال : علي لله تعالى حد يوجب إما زنا و إما قذفا و إما شرب خمر فهذا لم يتحقق و لا أقر اقرارا صحيحا و ليس عليه إلا حد الخمر لانه أقل الحدود الواجبة عليه بيقين ، و لا يحل أن يزاد عليه شيء بالشك فلا يجوز أن يجلد شيئا حتى يتبين ما هو الحد الذي عليه و يصفه وصفا تاما 2168 مسألة السجن في النهمة : قال أبو محمد رضي الله عنه : قال قوم : بالسجن في التهمة و احتجوا بما ثنا أحمد بن قاسم ثنا ابي قاسم بن محمد بن قاسم ثنا جدي قاسم بن أصبغ ثنا محمد بن أبي العوام ثنا احمد بن حاتم الطويل ثنا إبراهيم بن خثيم بن عراك عن أبيه عن جده عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و آله حبس في تهمة احتياطا أو قال استظهارا يوما و ليلة و به إلى قاسم بن أصبع ثنا ابن وضاح حدثني محمد ابن آدم نا بن المبارك عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه حبس في تهمة ثم خلى سبيله و من طريق عبد الرزاق عن معمر عن بهز بن حكيم عن ابيه عن جده معاوية بن حيدة قال : " أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم ناسا من قومه في تهمة فحبسهم فجاء رجل من قومي إلى النبي صلى الله عليه و آله و هو يخطب فقال : يا محمد على ما تحبس جيرتي ؟ فصمت النبي صلى الله عليه و سلم فقال : ان ناسا يقولون انك لتنهى عن الشيء nو تستخلي به فقال النبي صلى الله عليه و آله : ما يقول ؟ فجعلت أعرض بينهما بكلام مخافة أن يسمعها فيدعو على قومي