شرح المحلی جلد 11
لطفا منتظر باشید ...
دعوة لا يفلحون بعدها قال : فلم يزل النبي صلى الله عليه و سلم حتى فهمها قال قد قالوها ؟ و قال قائلها منهم : و الله لو فعلتها لكان علي و ما كان عليهم خلوا له عن جيرانه " و به إلى عبد الرزاق عن ابن جريج أخبرني يحيى بن سعيد الانصاري عن عراك بن مالك قال : أقبل رجلان من بني غفار حتى نزلا منزلا بضجنان من مياه المدينة و عندها ناس من غطفان معهم ظهر لهم فأصبح الغطفانيون قد أضلوا بعيرين من ابلهم فاتهموا بهما الغفاريين فأقبلوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و ذكروا أمرهم فحبس أحد الغفاريين و قال للآخر اذهب فالتمس فلم يكن إلا يسيرا حتى جاء بهما فقال النبي صلى الله عليه و سلم : لاحد الغفاريين حسبت أنه المحبوس استغفر لي فقال : غفر الله لك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : و لك و قتلك في سبيله قال فقتل يوم اليمامة " قال أبو محمد رحمه الله : و ذهب إلى هذا قوم كما روينا من طريق عبد الرزاق عن ابن جريج قال : كتب عمر بن عبد العزيز بن عبد الله كتابا قرأته إذا وجد المتاع مع الرجل المتهم فقال : ابتعته فاشدده في السجن وثاقا و لا تحله بكتاب أحد حتى يأتيه فيه أمر الله تعالى قال ابن جريج : فذكرت ذلك لعطاء فأنكره ، و ذهب آخرون إلى المنع من الحبس بالتهمة كما روينا من طريق عبد الرزاق نا ابن جريج قال : سمعت عبد الله بن أبي مليكة يقول : أخبرني عبد الله بن أبي عامر قال انطلقت في ركب حتى إذا جئنا ذا المروة سرقت عيبة لي و معنا رجل متهم فقال أصحابي : يا فلان أردد عليه عيبته : فقال ما أخذتها : فرجعت إلى عمر بن الخطاب فاخبرته فقال : من أنتم ؟ : فعددتهم فقال أظنها صاحبها للذي اتهم : فقلت لقد أردت يا أمير المؤمنين أن تأتي به مصفدا : فقال عمر : أ تأتي به مصفودا بغير بينة لا أكتب لك فيها و لا أسألك عنها و غضب و ما كتب لي فيها و لا سأل عنها فأنكر عمر رضي الله عنه أن يصفد أحد بغير بينة قال أبو محمد رحمه الله : فنظرنا في ذلك فوجدنا الاحاديث المذكورة لا حجة في شيء منها لان إبراهيم بن خثيم ضعيف . و بهز بن حكيم ليس بالقوي . و حديث عراك مرسل ثم لو صح لكان فيه الدليل على المنع من الحبس لاستغفار رسول الله صلى الله عليه و سلم من ذلك فان ذكروا حديث المرأة الغامدية التي قالت لرسول الله صلى الله عليه و آله : طهرني قال : " ويحك ارجعي فاستغفري الله و توبي اليه قالت لعلك تردني كما رددت ماعز بن مالك قالت : اني حبلى من الزنا : قال : أثيب أنت ؟ قالت : نعم قال : فلا نرجمنك حتى تضعي ما في بطنك قال : فكفلها رجل من الانصار حتى وضعت فأتى بها رسول الله صلى الله عليه و آله فقال : قد وضعت الغامدية قال : إذا لا نرجمها و ندع ولدها صغيرا ليس له من يرضعه " فقال رجل من الانصار : الي رضاعه فرجمها "