شرح المحلی

ابن حزم الاندلسی

جلد 11 -صفحه : 432/ 151
نمايش فراداده

ذلك و أنه على الحقيقة يظن أنه لم يسرق و ليس في هذا تلقين له و لا دليل على أن الستر أفضل فبطل تعلقهم بهذا الخبر جملة و أما حديث مسلم في الاجهاد فلا حجة فيه لوجهين ، أحدهما أنه من رواية محمد بن عبد الله بن أخي الزهري و هو ضعيف ، و الثاني أنه لو صح لما كانت لهم فيه حجة أصلا لان الاجهاد المذكور انما هو ما ذكره المرء مفتخرا به لانه ليس في هذا الخبر انه يخبر به الامام معترفا ليقام عليه كتاب الله تعالى و انما فيه ذم المجاهرة بالمعصية و هذا لا شك فيه حرام ، ثم نظرنا في حديث مسلم الذي رواه ابن شهاب عن أبي سلمة . و سعيد بن المسيب عن أبي هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أعرض عن المعترف مرات " فوجدناه صحيحا لا داخلة فيه لاحد الا أنه لا حجة لهم فيه لان الناس في سبب اعراض رسول الله صلى الله عليه و آله عنه على قولين فطائفة قالت : انما أعرض عنه لان الاقرار بالزنا لا يتم الا بتمام أربع مرات ، و طائفة قالت : انما أعرض عنه عليه السلام لانه ظن أن به جنونا أو شرب خمر و لم يقل أحد من الامة ان الحاكم إذا ثبت عنده الاقرار بالحد جاز له أن يستره و لا يقيمه فبطل تعلقهم بهذا الخبر nو سنستقصي الكلام في تصحيح أحد هذين الوجهين بعد هذا ان شاء الله تعالى قال أبو محمد : فلم يبق ( 1 ) لهذه الطائفة خبر يتعلقون به أصلا ، ثم نظرنا ( 2 ) فيما روي في ذلك عن الصحابة رضي الله عنهم فوجدناه أيضا لا يصح منه شيء أما الرواية عن أبي بكر . و عمر رضي الله عنهما في قولهما للاسلمي : استتر بستر الله فلا تصح لانها عن سعيد بن السميب مرسلة ، و كذلك حديث إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن يزيد عن محمد بن عبد الرحمن أن أبا بكر فهو مرسل قال أبو محمد : ثم نظرنا فيما احتجت به طائفة الاخرى فوجدنا الرواية عن الصحابة أن الطائفة منهم قالت : ما توبة أفضل من توبة ماعز جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و آله فوضع يده في يده و قال : ا قتلني بالحجارة ، فصح هذا من قول طائفة عظيمة من الصحابة رضي الله عنهم بل لو قلنا : انه لا مخالف لهذه الطائفة من الصحابة رضي الله عنهم لصدقنا لان الطائفة الاخرى لم تخالفها و انما قالت : لقد هلك ماعز لقد أحاطت به خطيئته فانما أنكروا أمر الخطيئة لا أمر الاعتراف فوجدنا تفضيل الاعتراف لم يصح عن احد من الصحابة رضي الله عنهم خلافه ثم نظرنا فيما احتجوا به من الآثار فوجدناها في غاية الصحة و البيان لان رسول الله صلى الله عليه و سلم حمد توبة ماعز

1 - في النسخة اليمنية فلما لم يبق ( 2 ) في النسخة اليمنية أصلا نظرنا