شرح المحلی

ابن حزم الاندلسی

جلد 11 -صفحه : 432/ 202
نمايش فراداده

2199 بيان من المنافقون والمرتدون وهل عرفهم النبى صلى الله عليه وآله وسلم باشحاصهم أم بأوصافهم وأقوال العلماء فى ذلك وايراد أدلتهم وتحقيق الحق فى ذلك بما يزيل الران ويكشف الحجاب

و كان الكفار له كأتباع فهو هالك في غاية الفسوق و لا يكون بذلك كافرا لانه لم يأت شيئا أوجب به عليه كفرا قرآن أو إجماع و ان كان حكم الكفار جاريا عليه فهو بذلك كافر على ما ذكرنا فان كانا متساويين لا يجري حكم أحدهما على الآخر فما نراه بذلك كافرا و الله أعلم ، و انما الكافر الذي بري منه رسول الله صلى الله عليه و سلم هو المقيم بين أظهر المشركين و بالله تعالى التوفيق 2199 مسألة - من المنافقين ، و المرتدين قال قوم : ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد عرف المنافقين و عرف أنهم مرتدون كفروا بعد اسلامهم و واجهه رجل بالتجوير و أنه يقسم قسمة لا يراد بها وجه الله و هذه ردة صحيحة فلم يقتله قالوا : فصح أنه لا قتل على مرتد و لو كان عليه قتل لانفذ ذلك رسول الله صلى الله عليه و آله على المنافقين المرتدين الذين قال الله تعالى فيهم : ( إذا جاءك المنافقون ) إ لقوله تعالى : ( فهم لا يفقهون ) قال أبو محمد : هذا كل ما احتجوا به و نحن ان شاء الله تعالى ذاكرون كل آية تعلق بها متعلق في أن رسول الله صلى الله عليه و آله عرف المنافقين بأعيانهم ، و مبنيون بعون الله تعالى و تأييده أنهم قسمان ، قسم لم يعرفهم قط عليه السلام ، و قسم آخر افتضحوا فعرفهم فلا ذوا بالتوبة و لم يعرفهم عليه السلام أنهم كاذبون أو صادقون في توبتهم فقط ، فإذا بينا هذا بعون الله تعالى بطل قول : من احتج بأمر المنافقين في أنه لا قتل على مرتد و بقي قول : من رأي القتل بالتوبة ، و أما إنه لا يسقط بالتوبة و البرهان على الصحيح من ذلك ، فنقول و بالله تعالى التوفيق ، قال الله تعالى : ( و من الناس من يقول آمنا بالله و باليوم الآخر ) إلى قوله تعالى : ( فما ربحت تجارتهم و ما كانوا مهتدين ) فهذه أول آية في القرآن فيها ذكر المنافقين و ليس في شيء منها دليل على أن رسول الله صلى الله عليه و آله عرفهم و لا على أنه لم يعرفهم فلا متعلق فيها لاحد من أهل القولين المذكورين : قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم ) إلى قوله تعالى : ( ان الله بما تعملون محيط ) ففي هذه الآية دليل على أن هؤلاء القوم ممكن أن يكونوا معروفين لان الله تعالى اخبرنا أنهم من غيرنا بقوله تعالى : ( من دونكم ) فاذ هم من غيرنا فممكن أن يكونوا من اليهود مكشوفين ، و ممكن أن يكون قوله تعالى عنهم : ( انهم قالوا آمنا ) أي بما عندهم ، و قد يمكن أيضا أن يكونوا من المنافقين المظهرين للاسلام ، و ممكن ان الله تعالى أمرهم أن لا نتخذهم بطانة إذا أطلعنا منهم على هذا ، و الوجه الاول أظهر و أقوى لظاهر الآية و اذ كلتا هما ممكن فلا متعلق في هذه الآية لمن ذهب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يعرف المنافقين بأعيانهم و يدري ان باطنهم النفاق و قال تعالى . ( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم ) إلى قوله تعالى . ( حتى يحكموك فيما