و كان الكفار له كأتباع فهو هالك في غاية الفسوق و لا يكون بذلك كافرا لانه لم يأت شيئا أوجب به عليه كفرا قرآن أو إجماع و ان كان حكم الكفار جاريا عليه فهو بذلك كافر على ما ذكرنا فان كانا متساويين لا يجري حكم أحدهما على الآخر فما نراه بذلك كافرا و الله أعلم ، و انما الكافر الذي بري منه رسول الله صلى الله عليه و سلم هو المقيم بين أظهر المشركين و بالله تعالى التوفيق 2199 مسألة - من المنافقين ، و المرتدين قال قوم : ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد عرف المنافقين و عرف أنهم مرتدون كفروا بعد اسلامهم و واجهه رجل بالتجوير و أنه يقسم قسمة لا يراد بها وجه الله و هذه ردة صحيحة فلم يقتله قالوا : فصح أنه لا قتل على مرتد و لو كان عليه قتل لانفذ ذلك رسول الله صلى الله عليه و آله على المنافقين المرتدين الذين قال الله تعالى فيهم : ( إذا جاءك المنافقون ) إ لقوله تعالى : ( فهم لا يفقهون ) قال أبو محمد : هذا كل ما احتجوا به و نحن ان شاء الله تعالى ذاكرون كل آية تعلق بها متعلق في أن رسول الله صلى الله عليه و آله عرف المنافقين بأعيانهم ، و مبنيون بعون الله تعالى و تأييده أنهم قسمان ، قسم لم يعرفهم قط عليه السلام ، و قسم آخر افتضحوا فعرفهم فلا ذوا بالتوبة و لم يعرفهم عليه السلام أنهم كاذبون أو صادقون في توبتهم فقط ، فإذا بينا هذا بعون الله تعالى بطل قول : من احتج بأمر المنافقين في أنه لا قتل على مرتد و بقي قول : من رأي القتل بالتوبة ، و أما إنه لا يسقط بالتوبة و البرهان على الصحيح من ذلك ، فنقول و بالله تعالى التوفيق ، قال الله تعالى : ( و من الناس من يقول آمنا بالله و باليوم الآخر ) إلى قوله تعالى : ( فما ربحت تجارتهم و ما كانوا مهتدين ) فهذه أول آية في القرآن فيها ذكر المنافقين و ليس في شيء منها دليل على أن رسول الله صلى الله عليه و آله عرفهم و لا على أنه لم يعرفهم فلا متعلق فيها لاحد من أهل القولين المذكورين : قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم ) إلى قوله تعالى : ( ان الله بما تعملون محيط ) ففي هذه الآية دليل على أن هؤلاء القوم ممكن أن يكونوا معروفين لان الله تعالى اخبرنا أنهم من غيرنا بقوله تعالى : ( من دونكم ) فاذ هم من غيرنا فممكن أن يكونوا من اليهود مكشوفين ، و ممكن أن يكون قوله تعالى عنهم : ( انهم قالوا آمنا ) أي بما عندهم ، و قد يمكن أيضا أن يكونوا من المنافقين المظهرين للاسلام ، و ممكن ان الله تعالى أمرهم أن لا نتخذهم بطانة إذا أطلعنا منهم على هذا ، و الوجه الاول أظهر و أقوى لظاهر الآية و اذ كلتا هما ممكن فلا متعلق في هذه الآية لمن ذهب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يعرف المنافقين بأعيانهم و يدري ان باطنهم النفاق و قال تعالى . ( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم ) إلى قوله تعالى . ( حتى يحكموك فيما