شرح المحلی جلد 11
لطفا منتظر باشید ...
متى قدر عليه و من إباحة ماله و انفساح نكاحه و غير ذلك لان رسول الله صلى الله عليه و آله لم يبرأ من مسلم ، و أما من فر إلى أرض الحرب لظلم خافه و لم يحارب المسلمين و لا أعانهم عليهم و لم يجد في المسلمين من يجيره فهذا لا شيء عليه لانه مضطر مكره ، و قد ذكرنا أن الزهري محمد بن مسلم بن شهاب كان عازما على أنه ان مات هشام بن عبد الملك لحق بأرض الروم لان الوليد بن يزيد كان نذر دمه ان قدر عليه و هو كان الوالي بعد هشام فمن كان هكذا فهو معذور ، و كذلك من سكن بأرض الهند و السند و الصين و الترك و السودان و الروم من المسلمين فان كان لا يقدر على الخروج من هنالك لثقل ظهر أو لقلة مال أو لضعف جسم أو لامتناع طريق فهو معذور ، فان كان هنالك محاربا للمسلمين معينا للكفار بخدمة أو كتابة فهو كافر و ان كان انما يقيم هنالك لدنيا يصيبها و هو كالذمي لهم و هو قادر على اللحاق بجمهرة المسلمين و أرضهم فما يبعد عن الكفر و ما نرى له عذرا و نسأل الله العافية ، و ليس كذلك من سكن في طاعة أهل الكفر من الغالية و من جرى مجراهم لان أرض مصر و القيروان و غيرهما فالإِسلام هو الظاهر و ولاتهم على كل ذلك لا يجاهرون بالبراءة من الاسلام بل إلى الاسلام ينتمون و ان كانوا في حقيقة أمرهم كفارا ، و أما من سكن في أرض القرامطة مختارا فكافر بلا شك لانهم معلنون بالكفر و ترك الاسلام و نعوذ بالله من ذلك ، و أما من سكن في بلد تظهر فيه بعض الاهواء المخرجة إلى الكفر فهو ليس بكافر لان اسم الاسلام هو الظاهر هنالك على كل حال من التوحيد و الاقرار برسالة محمد صلى الله عليه و سلم و البراءة من كل دين الاسلام و اقامة الصلاة و صيام رمضان و سائر الشرائع التي هي الاسلام و الايمان و الحمد لله رب العالمين ، و قول رسول الله صلى الله عليه و آله " أنا بري من كل مسلم أقام بين أظهر المشركين " يبين ما قلناه و انه عليه السلام انما عني بذلك دار الحرب و إلا فقد استعمل عليه السلام عماله على خيبر و هم كلهم يهود ، و إذا كان أهل الذمة في مدائنهم لا يماذجهم غيرهم فلا يماذجهم غيرهم فلا يسمى الساكن فيهم لامارة عليهم أو لتجارة بينهم كافرا و لا مسيئا بل هو مسلم محسن و دارهم دار اسلام لا دار شرك لان الدار انما تنسب للغالب عليها و الحاكم فيها و المالك لها ، و لو أن كافرا مجاهدا غلب على دار من دور الاسلام و أقر المسلمين بها على حالهم الا أنه هو المالك لها المنفرد بنفسه في ضبطها و هو معلن بدين الاسلام لكفر بالبقاء معه كل من عاونه و اقام معه و ان ادعى أنه مسلم لما ذكرنا ، و أما من حملته الحمية من أهل الثغر من المسلمين فاستعان بالمشركين الحربيين و أطلق أيديهم على قتل من خالفه من المسلمين أو على اخذ أموالهم أو سبيهم فان كانت يده هي الغالبة