( فان قيل ) : انما منع بذلك من غزوها ظلما و من قتل قرشي صبرا ظلما قلنا و بالله تعالى التوفيق : هذه أحكام لا يختلف فيها حكم مكة و غيرها و لا حكم قريش و غيرهم فلا يحل بلا خلاف أن تغزى بلد من البلاد ظلما و لا أن يقتل أحد من الامة ظلما و كان يكون الكلام حينئذ عاريا من الفائدة و هذا لا يجوز و بالله تعالى التوفيق 2154 مسألة قتل أهل البغي قال أبو محمد رحمه الله : قال الله تعالى ( و ان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله ) الآية فكان قتال المسلمين فيما بينهم على وجهين قتال البغاة و قتال المحاربين فالبغاة قسمان لا ثالث لهما ، أما قسم خرجوا على تأويل في الدين فاخطئوا فيه كالخوارج و ما جرى مجراهم من سائر الاهواء المخالفة للحق . و أما قسم أرادوا لانفسهم دنيا فخرجوا على امام حق أو على من هو في السيرة مثلهم ، فان تعدت هذه الطائفة إلى اخافة الطريق أو إلى ذ مال من لقوا أو سفك الدماء هملا انتقل حكمهم إلى حكم المحاربين و هم ما لم يفعلوا ذلك في حكم البغاة ، فالقسم الاول من أهل البغي يبين حكمهم ما نا هشام بن سعد الخير نا عبد الجبار بن أحمد المقرئ نا الحسن بن الحسين البجيرمي نا جعفر بن محمد الاصبهاني نا يونس بن حبيب نا أبو داود الطيالسي نا شعبة أخبني أيوب السختياني و خالد الحذاء كلاهما قا ل عن الحسن البصري أخبرتنا أمنا عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال في عمار تقتلك الفئة الباغية قال أبو محمد رحمه الله : و انما قتل عمارا رضي الله عنه أصحاب معاوية رضي الله عنه و كانوا متأولين تأويلهم فيه و ان أخطئوا الحق مأجورون أجرا واحدا لقصدهم الخير و يكون من المتأولين قوم لا يعذرون و لا أجر لهم كما روينا من طريق البخاري نا عمر بن حفص بن غياث نا أبي نا الاعمش نا خيثمة نا سويد بن غفلة قال قال علي : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : " سيخرج قوم في آخر الزمان احداث الاسنان سفهاء الاحلام يقولون من قول خير البرية لا يجاوز ايمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة " و روينا من طريق مسلم نا محمد بن المثنى نا محمد ابن ابي عدي عن سليمان - هو الاعمش - عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري " أن رسول الله صلى الله عليه و آله ذكر قوما يكونون في أمته يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحالق هم شر الخلق أو من شر الخلق تقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق " و ذكر الحديث