شرح المحلی جلد 11
لطفا منتظر باشید ...
و من طريق مسلم نا أبو بكر بن أبي شيبة . و ابن ابي عمر . و حرملة بن يحيى ، قال أبو بكر . و ابن ابي عمر : ناسفيان بن عيينة عن زياد بن سعد ، و قال حرملة : نا ابن وهب أخبرني يونس - هو ابن يزيد - ثم اتفق زياد . و يونس كلاهما عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله : " يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة " قال أبو محمد رحمه الله : فصح أن قوما من قريش سيقتلون صبرا و لا خلاف بين أحد من الامة كلها في أن قريشيا لو قتل لقتل و لو زنى و هو محصن لرجم حتى يموت و هكذا نقول فيه : لو ارتد أو حارب أو حد في الخمر ثلاثا ثم شرب الرابعة و كذلك قال الله تعالى : ( و لا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فان قاتلوكم فاقتلوهم ) و لا خلاف بين أحد من الامة في أن مكة اعزها الله و حرسها لو غلب عليها الكفار أو المحاربون أو البغاة فمنعوا فيها من اظهار الحق ان فرضا على الامة غزوهم لا غزو مكة فان انقادوا أو خرجوا فذلك و ان لم يمتنعوا و لا خرجوا انهم يخرجون منها فان هم امتنعوا و قاتلوا فلا خلاف في انهم يقاتلون فيها و عند الكعبة فكانت هذه الاجماعات و هذه النصوص و إنذار النبي عليه السلام بهذم ذي السويقتين للكعبة ، و بالضرورة ندري ان ذلك لا يكون البتة الا بعد غزو منه ، و قد غزاها الحصين بن نمير . و الحجاج بن يوسف . و سليمان بن الحسن الجياني لعنهم الله أجمعين و ألحدوا فيها و هتكوا حرمة البيت ، فمن رام للكعبة بالمنجنيق و هو الفاسق الحجاج و قتل داخل المسجد الحرام أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير . و قتل عبد الله بن صفوان بن أمية رضي الله عنهما و هو متعلق بأستار الكعبة ، و من قالع للحجر الاسود ، و سالب المسلمين المقتولين حولها و هو الكافر الملعون سليمان بن الحسن القرمطي فكان هذا كله مبينا اخبار رسول الله صلى الله عليه و آله بما أخبر في حديث مطيع بن الاسود . و الحرث ابن البرصاء ، و انه عليه السلام انما أخبر بذلك عن نفسه فقط ، و هذا من إعلام نبوته عليه السلام ان أخبر بانه لا يغزوها إلى يوم القيامة ، و انه عليه السلام لا يقتل ابدا رجلا من قريش صبرا . فكان كذلك ، و لا يجوز ان يقتصر على بعض كلامه صلى الله عليه و آله دون بعض ، فهذا تحكم فاسد بل تضم اقواله عليه السلام كلها بعضها إلى بعض فكلها حق و لا يجوز ان يحمل قوله عليه السلام . " لا تغزى مكة بعد هذا العام إلى يوم القيامة و لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم على الامر لما ذكرنا من صحة الاجماع على وجوب قتل القرشي قودا أو رجما في الزنا و هو محصن على وجوب غزو من لاذ بمكة من أهل الكفر و الحرابة و البغي