شرح المحلی جلد 11
لطفا منتظر باشید ...
قال أبو محمد رحمه الله : ففي هذا الحديث نص جلي بما قلنا و هو ان النبي صلى الله عليه و سلم ذكر هؤلاء القوم فذمهم أشد الذم و انهم من شر الخلق و انهم يخرجون في فرقة من الناس فصح ان أولئك أيضا . مفترقون و ان الطائفة المذمومة تقتلها أدنى الطائفتين المفترقتين إلى الحق فجعل عليه السلام في الافتراق تفاضلا و جعل احدى الطائفتين المفترقتين لها دنو من الحق و ان كانت الاخرى أولى به و لم يجعل للثالثة شيئا من الدنو إلى الحق ، فصح ان التأويل يختلف فأي طائفة تأولت في بغيتها طمسا لشيء ء من السنة كمن قام برأي الخوارج ليخرج الامر عن قريش أو ليرد الناس إلى القول بإبطال الرجم أو تكفير أهل الذنوب أو استقراض المسلمين أو قتل الاطفال و النساء و إظهار القول بإبطال القدر أو إبطال الرؤية أو إلى أن الله تعالى لا يعلم شيئا الا حتى يكون أو إلى البراءة عن بعض الصحابة أو إبطال الشفاعة أو إلى إبطال العمل بالسنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و دعا إلى الرد إلى من دون رسول الله صلى الله عليه و سلم أو إلى المنع من الزكاة أو من أداء حق من مسلم أو حق لله تعالى فهؤلاء لا يعذرون بالتأويل الفاسد لانها جهالة تامة ، و أما من دعا إلى تأويل لا يحل به سنة لكن مثل تأويل معاوية في أن يقتص من قتلة عثمان قبل البيعة لعلي فهذا يعذر لانه ليس فيه احالة شيء من الدين و انما هو خطأ خاص في قصة بعينها لا تتعدى ، و من قام لعرض دنيا فقط كما فعل يزيد بن معاوية . و مروان بن الحكم . و عبد الملك بن مروان في القيام على ابن الزبير ، و كما فعل مروان بن محمد في القيام على يزيد بن الوليد و كمن قام أيضا عن مروان ، فهؤلاء لا يعدرون لانهم لا تأويل لهم أصلا و هو بغي مجرد و أما من دعا إلى أمر بمعروف أو نهي عن منكر و إظهار القرآن و السنن و الحكم بالعدل فليس باغيا بل الباغي من خالفه و بالله تعالى التوفيق ، و هكذا إذا أريد بظلم فمنع من نفسه سواء اراده الامام أو غيره و هذا مكان اختلف الناس فيه فقالت طائفة : ان السلطان في هذا بخلاف غيره و لا يحارب السلطان و ان أراد ظلما كما روينا من طريق عبد الرزاق عن معمر عن أيوب السختياني ان رجالا سألوا ابن سيرين فقالوا أتينا الحرورية زمان كذا و كذا لا يسألون عن شيء انهم يقتلون من لقوا فقال ابن سيرين : ما علمت ان أحدا كان يتحرج من قتل هؤلاء تأثما و لا من قتل من أراد قتالك الا السلطان فان للسلطان نحوا و خالفهم آخرون فقالوا : السلطان و غيره سواء كما روينا من طريق عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال . أرسل معاوية بن أبي سفيان إلى عامل له أن يأخذ