( قال الشيخ الامام ) رحمه الله تعالى ثم انى رأيت في زماني بعض الاعراض عن الفقة من الطالبين لاسباب .
فمنها قصور الهمم لبعضهم حتى اكتفوا بالخلافيات من المسائل الطوال .
و منها ترك النصيحة من بعض المدرسين بالتطويل عليهم بالنكات الطردية التي لافقه تحتها .
و منها تطويل بعض المتكلمين بذكر ألفاظ الفلاسفة في شرح معاني الفقة و خلط حدود كلامهم بها ( فرأيت ) الصواب في تأليف شرح المختصر لا أزيد على المعنى المؤثر في بيان كل مسألة اكتفاء بما هو المعتمد في كل باب و قد انضم إلى ذلك سؤال بعض الخواص من أصحابى زمن حبسي .
حين ساعدونى لانسى .
أن أملى عليهم ذلك فأجبتهم اليه ( و أسأل ) الله تعالى التوفيق للصواب .
و العصمة عن الخطأ و ما يوجب العقاب .
و أن يجعل ما نويت فيما أمليت سببا لخلاصى في الدنيا و نجاتى في الآخرة انه قريب مجيب ( ثم انه بدأ بكتاب الصلاة ) لان الصلاة من أقوى الاركان بعد الايمان بالله تعالى قال الله تعالى فان تابوا و أقاموا الصلاة و قال عليه الصلاة و السلام الصلاة عماد الدين فمن أراد نصب خيمة بدأ بنصب العماد و الصلاة من أعلى معالم الدين ما خلت عنها شريعة المرسلين صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين و قد سمعت شيخنا الامام الاستاذ شمس الائمة الحلوانى رحمه الله تعالى يقول في تأويل قوله تعالى وأقم الصلاة لذكرى أى لانى ذكرتها في كل كتاب منزل على لسان كل نبى مرسل و فى قوله عز و جل ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ما يدل على وكادتها .
فحين وقعت بها البداية .
دل على أنها في القوة بأعلى النهاية .
و في اسم الصلاة ما يدل على أنها ثانية الايمان فالمصلى في اللغة هو التالي للسابق في الخيل قال القائل و لا بدلي من أن أكون مصليا إذا كنت أرضى أن يكون لك السبق و في رواية أما كنت ترضى أن أكون مصليا و الصلاة في اللغة عبارة عن الدعاء و الثناء قال الله تعالى وصلى عليهم ان صلاتك سكن لهم أى دعاءك و قال القائل و قابلها الريح في دنها وصلى على دنها و ارتسم أى دعا و أثنى على دنها و فى الشريعة عبارة عن أركان مخصوصة كان فيها الدعاء أو لم يكن