مبسوط

شمس الدین السرخسی

جلد 29 -صفحه : 212/ 137
نمايش فراداده

كتاب الفرائض

فيصير العبد كله أربعة أسهم للاول سهمان و للاوسط سهم و للثالث سهم ثم يدفعان السهمين إلى الاول فيصير للاول أربعة مثلا ما نفذنا فيه الوصية فكان مستقيما على ما بينا من حاصل الجواب و الله أعلم بالصواب كتاب الفرائض قال الشيخ الامام الاجل الزاهد شمس الائمة فخر الاسلام أبو بكر محمد بن أبى سهل السرخسي رحمه الله املاء أعلم بأن الفرائض من أهم العلوم بعد معرفة أركان الدين حث رسول الله صلى الله عليه و سلم على تعليمها و تعلمها كما رواه ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم قال تعلموا القرآن و علموه الناس و تعلموا الفرائض و علموها الناس فانى أمرؤ مقبوض و سيقبض هذا العلم من بعدي حتى يتنازع الرجلان في فريضة فلا يجدان من يفصل بينهما و كان ابن مسعود رضى الله عنه يقول لاصحابه عند رواية هذا الحديث تعلموا الفرائض و لا يكونن أحدكم كرجل لقيه أعرابي فقال امهاجر أنت قال فان إنسانا من أهلى مات فكيف يقسم ميراثه قال لا أدري قال فما فضلكم علينا تقرؤن القرآن و لا تعلمون الفرائض و فى حديث عبد الله بن عمر رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه و سلم قال تعلموا العلم و علموه الناس و تعلموا الفرائض فانها نصف العلم و هي أول ما ينزع من بين أمتي و قد كان أكثر مذاكرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و رضى الله عنهم إذا اجتمعوا في علم الفرائض و مدحوا على ذلك حتى قال عليه السلام اقرؤكم لكتاب الله أبى بن كعب و أقضاكم على و أفرضكم زيد و أعلمكم بالحلال و الحرام معاذ بن جبل رضى الله عنهم أجمعين فقد نوه بذكر زيد في علم الفرائض ثم طرق الفرضيين قد اختلفت في شرح هذا الكتاب فمن بين مطول أمل و من بين موجز أخل فالسبيل أن نجري القصد و ندع التطويل بذكر ما لا يحتاج اليه و الاخلال بترك نص ما يحتاج اليه فان خير الامور أوسطها فنقول إذا مات ابن آدم يبدأ من تركته بالاقوى فالأَقوى من الحقوق عرف ذلك بقضية العقول و شواهد الاصول فاول ما يبدأ به تجهيزه و تكفينه و دفنه بالمعروف كما روي ان ابن عمر رضى الله عنه لما استشهد يوم أحد لم يوجد له الا نمرة فكان إذا كان غطى بها رأسه بدى رجلاه و إذا غطى بها رجلاه بدى رأسه فامر صلى الله عليه و سلم أن يغطى بها رأسه و يجعل على رجليه من الازخر و قد نقل