بعد قدومهم بلادهم بالامر القريب الذي لا يستنكر فقال لم أنتقد كان القول قول الجمال و عليه اليمين ( قال مالك ) و ما تطاول من ذلك كله و لم يقم الجمال بحدثان قدومه و لم يطلبه حتى تطاول ذلك فأرى القول قول صاحب المتاع و الحاج و عليهم اليمين بالله أنهم قد دفعوا الا أن يكون للجمال بينة ( قال ) فقلت لمالك فالخياط و الصباغ و الصائغ يدفعون ذلك إلى من استعملهم ثم يأتون يطلبون حقوقهم ( فقال ) هم كذلك إذا ماتوا بحدثان ما دفعوا المتاع إلى أهله و ان قبضه أهله و تطاول ذلك فأرى القول قول أرباب المتاع و عليهم اليمين ( قلت ) ما قول مالك في رجل اكترى من رجل ابلا من مصر إلى مكة فلما بلغا أيلة اختلفا في الكراء ( قال ) قال مالك القول قول المتكاري إذا أتى بما يشبه ( قلت ) و سواء ان كان كراء هذا الرجل إلى مكة في راحلة بعينها أو مضمونا على الجمال لان المضمون ليس في كراء راحلة بعينها فيكون قابضا للراحلة التي اكترى مثل ما قبض متكاري الدار التي اكترى و المضمون لم يضمن راحلة بعينها وجب له ركوبها بعينها ( قال ) لم أسمع من مالك في هذا شيئا بعينه و أراهما عندي سواء كان في راحلة بعينها أو مضمونا في راحلة بعينها لان الجمال إذا حمله على بعير من ابله ( قال مالك ) فليس للجمال أن ينزع ذلك البعير من تحته الا أن يشاء المتكاري ذلك ( قال مالك ) و لو أفلس الجمال كان كل واحد من هؤلاء أولى بما في يديه من الغرماء و من أصحابه حتى يستوفى حقه و ان كان الكراء مضمونا لانه لما قدم له بعيرا فركبه فكأن كراءه وقع في هذا البعير بعينه فليس للجمال أن ينزعه الا برضا المتكاري فهذا يدلك على أن الكراء المضمون و الذى في الدابة بعينها إذا اختلف المتكاري و رب الابل في الكراء كان القول فيهما سواء بحال ما وصفت لك ( و قال ) غيره ليس الراحلة بعينها مثل المضمون ( قلت ) لا بن القاسم أ رأيت ان دفعت إلى رجل كتابا من مصر يبلغه إلى افريقية بكذا و كذا درهما فلقيني بعد ذلك فقال ادفع إلى الكراء فقد بلغت لك الكتاب فقلت له كذبت لم تبلغه أ يكون له الكراء أم لا ( قال مالك ) قد أئتمنه على أداء الكتاب فإذا قال قد أديته في مثل ما يعلم أنه