مجموع فی شرح المهذب

محیی الدین بن شرف النووی

جلد 3 -صفحه : 528/ 55
نمايش فراداده

فصل في ان تعجيل الظهر في غير شدة الحر افضل ومذاهب العلماء فيه

ميقاتها معناه قبل ميقاتها المعتاد بشيء يسير و الجواب عن قولهم الاسفار تفيد كثرة الجماعة و يتسع به وقت النافلة ان هذه القاعدة لا تلتحق بفائدة فضيلة أول الوقت و لهذا كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يغلس بالفجر ( فصل ) و اما الظهر في غيره شدة الحر فمذهبنا ان تعجيلها في أول الوقت أفضل و به قال الجمهور و قال مالك أحب ان تصلى في الصيف و الشتاء و الفئ ذراع كما قال عمر رضي الله عنه دليلنا حديث ابى برزة رضى الله عنه قال " كان النبي صلي الله عليه و سلم يصلى الظهر إذا زالت الشمس " رواه البخارى و مسلم و عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي الظهر إذا دحضت الشمس " رواه مسلم قوله و الشمس دحضت اى زالت ( فصل ) و أما العصر فتقديمها في أول الوقت أفضل و به قال جمهور العلماء و قال الثورى و أبو حنيفة و أصحابه تأخيرها افضل ما لم تتغير الشمس و احتجوا بقول الله تعالي ( وأقم الصلاة طرفي النهار ) و بحديث علي ابن شيبان رضي الله عنه قال " قدمت علي رسول الله صلى الله عليه و سلم فكان يؤخر العصر ما دامت الشمس نقية " و عن عبد الواحد بن نافع عن ابن رافع بن خديج عن أبيه رضى الله عنه قال " امر رسول الله صلي الله عليه و سلم بتأخير العصر " و لانها إذا اخرت اتسع وقت النافلة و احتج اصحابنا بقول الله تعالي ( حافظوا على الصلوات ) و قد سبق تقرير وجه الدليل و بالآيتين السابقتين في الظهر و بحديث أنس رضي الله عنه قال " كان رسول الله صلي الله عليه و سلم يصلى العصر و الشمس مرتفعة حية فيذهب الذاهب الي قباء فيأتيهم و الشمس مرتفعة "