أوتر قال قومى فأوترى يا عائشة " رواه مسلم و عن أبي بكرة رضى الله عنه قال " خرجت مع النبي صلي الله عليه و سلم لصلاة الصبح فكان لا يمر برجل الا ناداه بالصلاة أو حركه برجله " رواه أبو داود باسناد فيه ضعف و لم يضعفه و الله أعلم ( باب الاذان ) قال أهل اللغة أصل الاذان الاعلم و الاذان للصلاة معروف يقال فيه الاذان و الا ذين و التأذين قاله الهروي في الغريبين قال و قال شيخي الا ذين المؤذن المعلم بأوقات الصلاة فعيل بمعنى مفعل قال الازهرى يقال أذن المؤذن تأذينا و أذانا أى أعلم الناس بوقت الصلاة فوضع الاسم موضع المصدر قال و أصله من الاذن كأنه يلقى في آذان الناس بصوته ما يدعوهم الي الصلاة قال القاضي عياض رحمه الله أعلم أن الاذان كلام جامع لعقيدة الايمان مشتمل علي نوعه من التعليقات و السمعيات فأوله إثبات الذات و ما يستحقه من الكمال و التنزيه عن أضدادها و ذلك بقوله " الله اكبر " و هذه اللفظة مع اختصار لفظها دالة على ما ذكرناه ثم صرح بإثبات الوحدانية و نفى ضدها من الشركة المستحيلة في حقه سبحانه و تعالى و هذه عمدة الايمان و التوحيد المقدمة على كل وظائف الدين ثم صرح بإثبات النبوة و الشهادة بالرسالة لنبينا صلى الله عليه و سلم و هي قاعدة عظيمة بعد الشهادة بالوحدانية و موضعها بعد التوحيد لانها من باب الافعال الجائزة الوقوع و تلك المقدمات من باب الواجبات و بعد هذه القواعد كملت العقائد العقليات فيما يجب و يستحيل و يجوز في حقه سبحانه و تعالى ثم دعا الي ما دعاهم اليه من العبادات فدعا إلى الصلاة و جعلها عقب إثبات النبوة لان معرفة وجوبها من جهة النبي صلي الله عليه و سلم لا من جهة العقل ثم دعا الي الفلاح و هو الفوز و البقاء في النعيم المقيم و فيه إشعار بأمور الآخرة من البعث و الجزاء و هي آخر تراجم عقائد الاسلام ثم كرر ذلك بإقامة الصلاة للاعلام بالشروع فيها و هو متضمن لتأكيد الايمان و تكرار ذكره عند الشروع في العبادة بالقلب و اللسان و ليدخل المصلي فيها علي بينة من أمره و بصيرة من ايمانه و يستشعر عظيم ما دخل فيه و عظمة حق من يعبده و جزيل ثوابه : هذا آخر كلام القاضي و هو من النفائس الجليلة و بالله التوفيق ( فصل ) الاصل في الاذان ما روى عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال " كان المسلمون