مجموع فی شرح المهذب

محیی الدین بن شرف النووی

جلد 3 -صفحه : 528/ 94
نمايش فراداده

فرع في مذاهب العلماء في الفاظ الاذان

و حكاه البغوى قولا و الخامس أنه ان رجع في الاذان ثنى جميع كلمات الاقامة فيكون سبع عشرة كلمة و انه لم يرجع افرد الاقامة فجعلها احدى عشرة كلمة قال البغوى و هذا اختيار ابي بكر محمد ابن إسحاق بن خزيمة من أصحابنا و المذهب اتها احدى عشرة كلمة سواء رجع ام لا و دليله حديث عبد الله بن زيد الذي ذكرناه في أول الباب و حديث أنس المذكور هنا فان قيل فقد قال أمر بلال أن يشفع الاذان و يوتر الاقامة فهذا ظاهره انه يأتي بالتكبير مرة فقط و قد قلتم يأتى به مرتين فالجواب انه وتر بالنسبة إلى تكبير الاذان فان التكبير في أول الاذان اربع كلمات و لان السنة في تكبيرات الاذان الاربع أن يأتي بها في نفسين كل تكبيرتين في نفس و فى الاقامة يأتي بالتكبيرتين في نفس فصارت وترا بهذا الاعتبار و الله أعلم ( فرع ) في مذاهب العلماء في ألفاظ الاذان : قد ذكرنا أن مذهبنا انه تسع عشرة كلمة و به قال طائفة من أهل العلم بالحجاز و غيره و قال مالك هو سبع عشرة كلمة أسقط تكبيرتين من أوله و قال أبو حنيفة و سفيان الثورى هو خمس عشرة كلمة أسقطا الترجيع و جعلا التكبير أربعا كمذهبنا و قال احمد و إسحاق إثبات الترجيع و حذفه كلاهما سنة و حكى الخرقى عن احمد أنه لا يرجع و احتج لابي حنيفة و موافقيه في إسقاط الترجيع بحديث عبد الله بن زيد و احتج أصحابنا بحديث أبي محذورة قالوا و هو مقدم علي حديث عبد الله بن ريد لاوجه ( أحدها ) انه متأخر ( و الثاني ) ان فيه زيادة و زيادة الثقة مقبولة ( و الثالث ) ان النبي صلي الله عليه و سلم لقنه إياه ( و الرابع ) عمل أهل الحرمين بالترجيع و الله أعلم