الذي حكاه غريب أنكره جمهور الاصحاب و غلطوه فيه قال القفال في شرحه التلخيص هذا القول غلط لم يذكره الشافعي قط و لا أعرفه و انما هو مذهب أبي حنيفة و قال الشيخ أبو علي السنجي في شرح التلخيص أنكر عامة أصحابنا هذا القول و قالوا لا يعرف هذا للشافعي قال و منهم من سلم نقله و حكى أصحابنا الخراسانيون وجها ضعيفا انه يشترط أن يكون الامام زائدا على الاربعين حكاه جماعة من العراقيين أيضا منهم صاحب الحاوى و الدارمي و الشاشى قال صاحب الحاوى هو قول ابى على بن أبى هريرة حكاه الروياني قولا قديما و أما قول المصنف هل تنعقد بمقيمين مستوطنين فيه وجهان مشهوران ( أصحهما ) لا تنعقد اتفقوا على تصحيحه ممن صححه المحاملي و امام الحرمين و البغوى و المتولي و آخرون و سيأتي ان شاء الله تعالي في الفرع الاتي بيان محل الوجهين ( فرع ) قال أصحابنا الناس في الجمعة سته أقسام ( أحدهما ) من تلزمه و تنعقد به و هو الذكر الحر البالغ العاقل المستوطن الذي لا عذر له ( الثاني ) من تنعقد به و لا تلزمه و هو المريض و الممرض و من في طريقه مطر و نحوهم من المعذورين و لنا قول شاذ ضعيف جدا انها لا تنعقد بالمريض حكاه الرافعي ( الثالث ) من لا تلزمه و لا تنعقد به و لا تصح منه و هو المجنون و المغمى عليه و كذا المميز و العبد و المسافر و المرأة و الخنثى ( الخامس ) من تلزمه و لا تصح منه و هو المرتد ( السادس ) من تلزمه و تصح منه و فى انعقادها به خلاف و هو المقيم المستوطن ففيه الوجهان المذكوران في الكتاب ( اصحهما ) لا تنعقد به ثم أطلق جماعة الوجهين في كل مقيم لا يترخص و صرح جماعة بأن الوجهين جاريان في المسافر الذي نوى اقامة أربعة أيام و هو ظاهر كلام المصنف و غيره قال الرافعي هما جاريان فيمن نوى اقامة يخرج بها عن كونه مسافرا قصيرة كانت أو طويلة و شذ البغوى فقال الوجهان فيمن طال مقامه و فى عزمه الرجوع إلى وطنه كالمتفقه و التاجر قال فان نوى اقامة أربعة أيام يعني و نحوها من الاقامة القليلة لم تنعقد به وجها واحدا و المشهور طرد الخلاف في الجميع و اما أهل الخيام و القرى الذين يبلغهم نداء البلد و ينقصون عن أربعين فقطع البغوى بانها لا تنعقد بهم لانهم ليسوا مقيمين في بلد الجمعة بخلاف المقيم بنية الرجوع الي وطنه و طرد المتولي فيهم الوجهين و الاول أظهر ( فرع ) في مذاهب العلماء في العدد الذي يشترط لانعقاد الجمعة قد ذكرنا أن مذهبنا اشتراط أربعين و به قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة و أحمد و اسحق و هو رواية عن عمر بن عبد العزيز