فيرجع عن المظالم و المعاصي و يقبل علي الطاعات و يكثر منها قال الشيخ أبو حامد و يستحب الاكثار من ذكر حديث " استحيوا من الله حق الحياء " و ثبت في صحيح البخارى عن ابن عمر رضي الله عنهما قال " أخذ رسول الله صلي الله عليه و سلم يمنكبى فقال كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " و كان ابن عمر يقول " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح و إذا أصبحت فلا تنتظر المساء و خذ من صحتك لمرضك و من حياتك لموتك " قال المصنف رحمه الله { و من مرض استحب له أن يصبر لما روى ان إمرأة جاءت الي النبي صلي الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله ادع الله ان يشفينى فقال " ان شئت دعوت الله فشفاك و ان شئت فاصبري و لا حساب عليك قالت اصبر و لا حساب علي ) و يستحب أن يتداوى لما روى أبو الدرداء ان رسول الله صلي الله عليه و سلم قال ان الله تعالى أنزل الداء و الدواء و جعل لكل داء دواء فتداووا و لا تداووا بالحرام " و يكره أن يتمنى الموت لما روى أنس ان النبي صلى الله عليه و سلم قال " لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فان كان لابد متمنيا فليقل أللهم أحينى ما دامت الحياة خيرا لي و توفني إذا كانت الوفاة خيرا لي } { الشرح } حديث المرأة التي طلبت رواه البغوى بلفظه من رواية ابي هريرة و رواه البخارى و مسلم من رواية ابن عباس " ان إمرأة سوداء أتت النبي صلي الله عليه و سلم فقالت انى إمرأة اصرع واني انكشف فادع الله لي فقال ان شئت صبرت و لك الجنة و ان شئت دعوت الله ان يعافيك فقالت اصبر " ( و أما ) حديث أنس فرواه البخارى و مسلم ( و أما ) حديث أبي الدرداء فرواه أبو داود في سننه في كتاب الطب باسناد فيه ضعف و لم يضعفه أبو داود و قد قدمنا ان ما لم يضعفه فهو عنده صحيح أو حسن قال أصحابنا و غيرهم يستحب للمريض و من به سقم و غيه من عوارض الا بدان أن يصبر و قد تظاهرت دلائل الكتاب و السنة علي فضل الصبر و قد جمعت جملة من ذلك في باب الصبر في أول كتاب رياض الصالحين و يكفى في فضيلته قوله تعالي ( انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) و يستحب التداوى لما ذكره المصنف مع غيره من الاحاديث المشهورة في التداوى و ان ترك التداوى توكلا فهو فضيلة و يكره تمني الموت لضر في بدنه أو ضيق في دنياه و نحو ذلك للحديث المذكور و لا يكره لخوف