و مسلم من رواية أبى سعيد و رؤياه بمعناه من رواية جماعة من آخرين من الصحابة و حديث استخلاف علي أبا مسعود رواه الشافعي بأسناد صحيح و حديث أبي هريرة رواه أبو داود بأسناد جيد و رواه الحاكم و قال هو صحيح و الضعفة - بفتح الضاد و العين - بمعنى الضعفاء و كلاهما جمع ضعيف أما الاحكام فقال اصحابنا تجوز صلاة العيد في الصحراء و تجوز في المسجد فان كان بمكة فالمسجد الحرام أفضل بلا خلاف و قد ذكره المصنف بدليله و ان كان بغير مكة نظر ان كان بيت المقدس قال البندنيجى و الصيدلاني الصلاة في مسجده الاقصى افضل و لم يتعرض الجمهور للاقصى و ظاهر إطلاقهم ان بيت المقدس كغيره و ان كان في ذلك من البلاد فان كان لهم عذر في ترك الخروج إلى الصحراء و المصلي للعيد فلا خلاف انهم مأمورون بالصلاة في المسجد و من الاعذار المطر و الوحل و الخوف و البرد و نحوها و ان لم يكن عذر و ضاق المسجد فلا خلاف أن الخروج الي الصحراء افضل و ان اتسع المسجد و لم يكن عذر فوجهان ( أصحهما ) و هو المنصوص في الام و به قطع المصنف و جمهور العراقيين و البغوى و غيرهم ان صلاتها في المسجد افضل ( و الثاني ) و هو الاصح عند جماعة من الخراسانيين ؟ و قطع به جماعة منهم ان صلاتها في الصحراء افضل " لان النبي صلي لله عليه و سلم واظب عليها في الصحراء " و أجاب الاولون عن هذا بأن المسجد كان يضيق عنهم لكثرة الخارجين إليها فالأَصح ترجيحها في المسجد لما ذكره المصنف رحمه الله فعلي هذا ان ترك المسجد الواسع وصلي بهم في الصحراء فهو خلاف الاولى و لكن لا كراهة فيه و ان صلي في المسجد الضيق بلا عذر كره هكذا نص الشافعي رحمه الله علي المسألتين كما ذكره المصنف بدليلهما قال الشافعي و الاصحاب و إذا خرج الامام إلى الصحراء استخلف من يصلي في المسجد بالضعفة لما ذكره المصنف و إذا حضر النساء المصلي أو المسجد اعتزله الحيض منهن و وقفن عند بابه لحديث ام عطية المذكور بعد هذا قال أبو إسحاق المروزي و الاصحاب إذا كان هناك مطر أو غيره من الاعذار و ضاق المسجد الاعظم صلي الامام فيه و استخلف من يصلي بباقي الناس في موضع آخر بحيث يكون ارفق بهم قال المصنف رحمه الله { و السنة ان يأكل في يوم الفطر قبل الصلاة و يمسك يوم النحر حتى يفرغ من الصلاة لما روى بريدة رضى الله عنه قال " كان النبي صلى الله عليه و سلم لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم و يوم النحر لا يأكل حتى يرجع فيأكل من نسيكته " و السنة أن يأكل التمر و يكون وترا لما روى انس رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم " كان لا يخرج يوم الفطر حتى يأكل تمرات و يأكلهن وترا " }