مجموع فی شرح المهذب

محیی الدین بن شرف النووی

جلد 15 -صفحه : 521/ 261
نمايش فراداده

صرة فيها مائة دينار ، فأتيت النبي صلى الله عليه و آله فقال ( عرفها حولا ، فعرفتها فلم أجد من يعرفها ، ثم أتيته ثانيا فقال عرفها حولا فلم أجد ، ثم أتيته ثالثا فقال احفظ وعاءها و عددها و وكاءها ، فإن جاء صاحبها و إلا فاستمتع بها فاستمتعت ، فلقيته بعد بمكة فقال : لا أدري ثلاثة أحوال أو حولا واحدا ) و ذكر البخارى الحديث في موضع آخر من صحيحه فزاد ( ثم أتيته الرابعة فقال : أعرف وعاءها الخ ) قال في فتح البارى : القائل فلقيته بعد بمكة هو شعبة ، و الذى قال لا أدري هو شيخه سلمة بن كهيل و هو الراوي لهذا الحديث عن سويد عن أبى ، قال شعبة فسمعته بعد عشر سنين يقول : عرفها عاما واحدا ، و قد بين أبو داود الطيالسي في مسنده القائل : فلقيته و القائل لا أدري ، فقال في آخر الحديث قال شعبة فلقيت سلمة بعد ذلك فقال لا أدري ثلاثة أحوال أو حولا واحدا ، و بهذا يتبين بطلان قول ابن بطال أن الذي شك هو أبى بن كعب ، و القائل هو سويد ابن غفلة ، و قد رواه عن شعبة عن سلمه بن كهيل بغير شك جماعه ، و فيه ثلاثة أحوال إلا حماد بن سلمه فإن في حديثه عامين أو ثلاثة ، و جمع بعضهم بين حديث أبى هذا و حديث خالد بن زيد المذكور فيه سنه فقط بأن حديث أبى محمول على مزيد الورع عن التصرف في اللقطة و المبالغه في التعفف عنها ، و حديث زيد على ما لا بد منه .

و جزم ابن حزم و ابن الجوزي بأن الزيادة في حديث أبى غلط .

قال ابن الجوزي : و الذى يظهر لي أن سلمه أخطأ فيها ثم ثبت و استمر على عام واحد ، و لا يؤخذ إلا بما لم يشك فيه ، لا بما يشك فيه راويه .

و قال أيضا : يحتمل أن يكون صلى الهل عليه و سلم عرف أن تعريفها لم يقع على الوجه الذي ينبغى ، فأمر ثانيا بإعادة التعريف ، كما قال للمسئ صلاته ( ارجع فصل فإنك لم تصل ) قال الحافظ بن حجر : و لا يخفى بعد هذا على مثل أبى مع كونه من فقهاء الصحابة و فضلائهم .

قال المنذري ( لم يقل أحد من أئمة الفتوى أن اللقطة تعرف ثلاثة أعوام إلا شريح عن عمر أربعة أقوال يعرف بها ، ثلاثة أحوال ، عاما واحدا ، ثلاثة أشهر ، ثلاثة أيام ، و زاد ابن حزم عن عمر قولا خامسا و هو أربعة أشهر .