مصباح الفقیه

آقا رضا الهمدانی ؛ ناظر: نور الدین جعفریان؛ تحقیق: محمد الباقری، نور علی النوری

جلد 3 -صفحه : 235/ 111
نمايش فراداده

معنى المعدن عند الفقهاء واللغويين ومصاديقه

سبخة مالحة يجتمع فيها الماء فيصير ملحا فقال هذا المعدن فيه الخمس فقلت و الكبريت و النفط يخرج من الارض فقال هذا و أشباهه فيه الخمس و عن الصدوق في الفقية نحوه الا ان فيه فقال مثل المعدن فيه الخمس إلى ذلك من الاخبار التي سيأتي ذكرها انشاء الله فلا اشكال في أصل الحكم و انما الاشكال في تحديد موضوعه فانه قد اختلف في ذلك كلمات الاصحاب و اللغويين اما اللغويون فظاهرهم الاتفاق على ان المعدن اسم مكان كما هو مقتضى وضعه بحسب الهيئة و يساعد عليه العرف في موارد استعمالاته ففى القاموس المعدن كمجلس منبت الجواهر من ذهب و نحوه لاقامة أهله فيه دائما او لانبات الله تعالى إياه فيه و مكان كلى شيء فيه اصله و فى الصحاح عدنت البلد توطنته و عدنت الابل بمكان كذا ألزمته فلم تبرح منه جنات عدن اى جنات اقامة و منه سمى المعدن بكسر الدال لان الناس يقيمون فيه صيفا و شتاء و مركز كل شيء معدنه و فى النهاية الأَثيرية في حديث بلال بن الحرث انه اقطعه معادن القبيلة المعادن التي يستخرج منها جواهر الارض كالذهب و الفضة و النحاس و غير ذلك واحدها المعدن و العدن الاقامة و المعدن مركز كل شيء و منه الحديث و فى مجمع البحرين جنات عدن اى جنات اقامة إلى ان قال و منه سمى المعدن كمجلس لان الناس يقيمون فيه الصيف و الشتاء و مركز كل شيء معدنه و المعدن مستقر الجوهر و هذه الكلمات كما تراها لا اختلاف فيها من حيث المفاد و هي بأسرها متفقة الدلالة على ان المعدن اسم للمحل لا للحال كما انها متفقة الدلالة على ان المعدن له معنيان عام و خاص و ظاهر الجميع انه متى أطلق اسم المعدن من اضافته إلى شيء يراد به معناه الخاص و هو المكان الذي يستخرج منه جواهر الارض كما فى عبارة النهاية او منبت الجواهر كما في عبارة القاموس او مستقرها كما في الجميع و اما الصحاح فلم يصرح بمعنى مطلقه بل أوكله إلى وضوحه و أما مع الاضافة فيصح إطلاقه على مركزكل شيء اى مكانه الذي خلق فيه بالطبع لا مطلق ماركزفيه و لو بالعرض فيطلق على الارض المشتملة على نوع خاص من التراب و الحجر أو الرمل و نحوه انه معدن هذالشئ و لكنه لا ينسبق إلى الذهن من إطلاق اسم المعدن مثل هذه الاشياء بل ينصرف إلى المعنى الاول و هل هولشيوع ارادته من مطلقه أو لكونه أكمل افراد المطلق أو لصيرورته حقيقة فيه كما ربما يستشعر من كلمات اللغويين احتمالات لا يخلوا و لها عن قوة و اما الاصحاب فظاهرهم الاتفاق على انه اسم للحال لا للمحل فانهم عرفوه بما استخرج من الارض و قد اختلفوا من حيث التعميم و التخصيص ففى المسالك قال المعادن جمع معدن بكسر الدال و هو هنا كلما استخرج من الارض مما كان منها بحيث يشتمل على خصوصية يعظم الانتفاع بها و منها الملح و الجص الغرى الغسل و حجارة الرحى و المغرة و اشتقاقها من عدن بالمكان إذا قام به لاقامتها في الارض انتهى و فى الروضة المعدن بكسر الدال و هو ما استخرج من الارض مما كانت اصله ثم اشتمل لعى خصوصية يعظم الانتفاع بها كالملح و الجص الغرى الغسل و حجارة الرحى و الجواهر من الزبرجد و العقيق و الفيروزج و غيرها و فى الدروس لم يفسر المعدن و لكن صرح بان منها المغرة و الجص النورة الغرى الغسل و العلاج و حجارة الرحى و توقف غير واحد في صدق اسم المعدن عرفا على مثل هذه الاشياء التي ليست بخارجة من مسمى الارض عرفا بل ربما منعه بعضهم مستشهدا لذلك بكلام العلامة و ابن الاثير الأَتيين في عبارة المدارك و فى المدارك بعد ان نقل في تفسير المعدن عبارة القاموس كما قدمنا نقلها قال و قال ابن الاثير في النهاية المعدن كلما خرج من الارض مما يخلق فيها من غيرها مما له قيمة و قال العلامة في التذكرة المعادن كلما خرج من الارض مما يخلق فيها من غيرها مما له قيمة سواء كان منطبعا بانفراده كالرصاص و الصفر و النحاس و الحديد أو مع غيره كالزيبق أو لم يكن منطبعا كالياقوت و الفيروزج و البلخش و العقيق و البلور و الشبح و الكحل والزرنيق و المغرة و الملح أو كان مايعا كالقير و النفط و الكبريت عند علمائنا اجمع و نحوه قال في المنتهى و قد يحصل التوقف في مثل المغرة و نحوها للشك في إطلاق اسم المعدن عليها على سبيل الحقيقة و انتفاء ما يدل على وجوب الخمس فيها على الخصوص و جزم الشهيدان بانه يندرج في المعادن المغرة و الجص و النورة الغرى الغسل و حجارة الرحى و فى الكل توقف انتهى كلام صاحب المدارك و فى الرياض بعد ان نقل عن الشهيدين الجزم بدخول الامثلة المزبورة في المعادن قال و توقف فيه جماعة من متاخرين قالوا للشك في إطلاق اسم المعدن عليها على سبيل الحقيقة و انتفاء ما يدل على وجوب الخمس فيها على الخصوص و هو في محله انتهى و العجب من صاحب المدارك و جميع من تاخر عنه ممن عثرنا على كلماتهم انهم نقلوا عن ابن الاثير في تفسير المعدن العبارة التي نقلها في المدارك و جعلوا كلامه معارضا لكلام صاحب القاموس و رجحه بعضهم على كلام صاحب القاموس بان المثبت مقدم على النافي مع ان عبارة النهاية ليست الا كما قدمنا نقلها و هي ليست مخالفة لما فى القاموس الا في مجرد التعبير فلعل لا بن الاثير نهاية اخرى غير ما رأيناها اوان النهاية التي نقل عنها في المدارك كانت مشتملة على هذا الزيادة أوانه ذكر ابن الاثيرهذه العبارة التي نسبوها اليه في مقام اخر لم نطلع عليه و كيف كان فقد عرفت انه لا اختلاف بين اللغويين في تفسير المعدن و انه اسم للمحل و اما الفقهاء فقد جعله بأسرهم اسماللحال فكان منشأه ان غرضهم لم يتعلق به الحكم الشرعي و هو ما استخرج من المعدن لا نفسه فسموه معدنا تسمية للحال بإسم المحل و اختلافهم في مثل حجر الرحى الغرى الغسل و نحوه نشأ من الخلاف في صدق اسم المعدن عرفا على مركزمثل هذه الاشياء كما يقتضيه إطلاق كلمات اللغويين عند تفسيرهم لمعناه الاعم ام يشترط في صدق اسمه عرفاكون ما يستخرج منه من غير جنس الارض عرفا كما ربما يستشعر من تفسير صاحب القاموس حيث قال مكان كل شيء فيه اصله فانه مشعر باشتراط المغايرة و اعتبار الفرعية بل لا يبعدان يدعى ان هذا هو منصرف كلام من عداه ايضا ممن قال بان مركزكل شيء معدنه حيث ان المتبادر منه إرادة الاشياء الخارجة عن مسمى الارض و كيف كان فاستفادة ثبوت الخمس في مطلق المعارف بهذا المعنى من الاخبار مشكلة فان المتبادر منها مما عدى صحيحة محمد بن مسلم خصوصا من قوله عليه السلم في صحيحة زرارة التي وقع فيها السوأل عما في المعادن كل ما كان ركازاففيه الخمس و ما عالجته بمالك ففيه ما أخرج الله سبحانه منه من حجارته مصفى الخمس انما هو ارادتها بالمعني الاخص الذي ادعينا انصراف اسم المعدن اليه و لا أقل من اجمالها و عدم ظهورها في إرادة الاعم و اما صحيحة محمد بن مسلم التي وقع فيها السوأل عن الملاحة و ان كانت صريحة في إرادة الاعم بناء على ما رواه الشيخ من قوله عليه السلم في الجواب هذا المعدن فيه الخمس و لكنك عرفت انه عليه السلم على ما رواه الصدوق قال هذا مثل المعدن فلا تدل حينئذ على المدعى بل على خلافه ادل و لذا استدل في الرياض بهذه الرواية لاثبات ان