صحیح مسلم

اب‍ی‌ ال‍ح‍س‍ی‍ن‌ م‍س‍ل‍م‌ ب‍ن‌ ال‍ح‍ج‍اع‌ ال‍ق‍ش‍ی‍ری‌ ال‍ن‍ی‍س‍اب‍وری‌

جلد 5 -صفحه : 30/ 25
نمايش فراداده

(161)

ابن العرقة رماه في الاكحل فضرب عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم خيمة في المسجد يعوده من قريب فلما رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من الخندق وضع السلاح فاغتسل فاتاه جبريل و هو ينفض رأسه من الغبار فقال وضعت السلاح و الله ما وضعناه أخرج إليهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فاين فأشار إلى بني قريظة فقاتلهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه و سلم فرد رسول الله صلى الله عليه و سلم الحكم فيهم إلى سعد قال فانى احكم فيهم ان تقتل المقاتلة و ان تسبى الذرية و النساء و تقسم أموالهم و حدثنا أبو كريب حدثنا ابن نمير حدنا هشام قال قال ابى فاخبرت ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لقد حكمت فيهم بحكم الله عز وجل حدثنا أبو كريب حدثنا ابن نمير عن هشام أخبرني ابى عن عائشة ان سعدا قال و تحجر كلمه للبرء فقال أللهم انك تعلم ان ليس احد احب إلى ان اجاهد فيك من قوم كذبوا رسولك ( صلى الله عليه و سلم ) و اخرجوه أللهم فان كان بقي من حرب قريش شيء فابقنى اجاهدهم فيك أللهم فانى أظن انك قد وضعت الحرب بيننا و بينهم فان كنت وضعت الحرب بيننا و بينهم فافجرها و اجعل موتى فيها فانفجرت من لبته فلم يرعهم ( و فى المسجد معه خيمة من بني غفار ) الا و الدم يسيل إليهم فقالوا يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من قبلكم فإذا سعد جرحه يغذ دما فمات منها و حدثنا على بن الحسين بن سليمان الكوفي حدثنا عبدة عن هشام بهذا الاسناد نحوه انه قال فانفجر من ليلته فما زال يسيل حتى مات و زاد في الحديث قال فذاك حين يقول الشاعر الا يا سعد سعد بني معاذ فما فعلت قريظة و النضير لعمرك ان سعد بني معاذ غداة تحملوا لهو الصبور

(162)

تركتم قدركم لا شيء فيها و قدر القوم حامية تفور و قد قال الكريم أبو حباب أقيموا قينقاع و لا تسيروا و قد كانوا ببلدتهم ثقالا كما ثقلت بميطان الصخور و حدثني عبد الله بن محمد بن اسماء الضبعى حدثنا جويرية بن اسماء عن نافع عن عبد الله قال نادى فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم انصرف عن الاحزاب ان لا يصلين احد الظهر الا في بني قريظة فتخوف ناس فوت الوقت فصلوا دون بني قريظة و قال آخرون لا نصلى الا حيث امرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم و ان فاتنا الوقت قال فما عنف واحدا من الفريقين و حدثني أبو الطاهر و حرملة قالا اخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن انس بن مالك قال لما قدم المهاجرون من مكة المدينة قدموا و ليس بأيديهم شيء و كان الانصار أهل الارض و العقار فقاسمهم الانصار على ان اعطوهم إنصاف ثمار أموالهم كل عام و يكفونهم العمل و المؤونة و كانت ام انس بن مالك و هي تدعى ام سليم و كانت ام عبد الله بن ابى طلحة كان اخا لانس لامه و كانت اعطت ام انس رسول الله صلى الله عليه و سلم عذاقا لها فأعطاها رسول الله صلى الله عليه و سلم ام ايمن مولاته ام اسامة بن زيد قال ابن شهاب فاخبرني انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه و سلم لما فرغ من قتال أهل خيبر و انصرف إلى المدينة رد المهاجرون إلى الانصار منائحهم التي كانوا منحوهم من ثمارهم قال فرد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أمى عذاقها و أعطى رسول الله صلى الله عليه و سلم ام ايمن مكانهن من حائطه قال ابن شهاب و كان من شأن ام ايمن ام اسامة بن زيد انها كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب و كانت من الحبشة فلما ولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ما توفى

(163)

ابوه فكانت ام ايمن تحضنه حتى كبر رسول الله صلى الله عليه و سلم فاعتقها ثم أنكحها زيد بن حارثة ثم توفيت بعد ما توفى رسول الله صلى الله عليه و سلم بخمسة أشهر حدثنا أبو بكر بن ابى شيبة و حامد بن عمر البكراوى و محمد بن عبد الاعلى القيسي كلهم عن المعتمر ( و اللفظ لا بن ابى شيبة ) حدثنا معتمر بن سليمان التيمى عن ابيه عن انس ان رجلا ( و قال حامد و ابن عبد الاعلى ان الرجل ) كان يجعل للنبي صلى الله عليه و سلم النخلات من ارضه حتى فتحت عليه قريظة و النضير فجعل بعد ذلك يرد عليه ما كان اعطاه قال انس و ان اهلى أمروني ان آتى النبي صلى الله عليه و سلم فاسئأله ما كان أهله اعطوه أو بعضه و كان نبى الله صلى الله عليه و سلم قد اعطاه ام ايمن فاتيت النبي صلى الله عليه و سلم فاعطانيهن فجاءت ام ايمن فجعلت الثوب في عنقي و قالت و الله لا يعطيكهن و قد اعطانيهن فقال نبى الله صلى الله عليه و سلم يا ام ايمن اتركيه و لك كذا و كذا و تقول كلا و الذى لا اله الا هو فجعل يقول كذا حتى اعطاها عشرة أمثاله أو قريبا من عشرة أمثاله حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان ( يعنى ابن المغيرة ) حدثنا حميد بن هلال عن عبد الله بن مغفل قال اصبت جرابا من شحم يوم خيبر قال فالتزمته فقلت لا اعطى اليوم احدا من هذا شيئا قال فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم متبسما حدثنا محمد بن بشار العبدي حدثنا بهز بن اسد حدثنا شعبة حدثني حميد بن هلال قال سمعت عبد الله بن مغفل يقول رمى إلينا جراب فيه طعام و شحم يوم خيبر فوثبت لاخذه قال فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستحييت منه و حدثناه محمد بن المثنى حدثنا أبو داود حدثنا شعبة بهذا الاسناد انه قال جراب من شحم و لم يذكر الطعام حدثنا اسحق بن إبراهيم الحنظلي و ابن ابى عمر و محمد بن رافع و عبد

(164)

ابن حميد ( و اللفظ لا بن رافع ) قال ابن رافع و ابن ابى عمر حدثنا و قال الآخران اخبرنا عبد الرزاق اخبرنا معمر عن الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس ان ابا سفيان أخبره من فيه إلى فيه قال انطلقت في المدة التي كانت بيني و بين رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فبينا انا بالشأم اذ جئ بكتاب من رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى هرقل يعنى عظيم الروم قال و كان دحية الكلبي جاء به فدفعه إلى عظيم بصري فدفعه عظيم بصري إلى هرقل فقال هرقل هل ههنا احد من قوم هذا الرجل الذي يزعم انه نبى قالوا نعم قال فدعيت في نفر من قريش فدخلنا على هرقل فاجلسنا بين يديه فقال أيكم اقرب نسبا من هذا الرجل الذي يزعم انه نبى فقال أبو سفيان فقلت انا فاجلسونى بين يديه و اجلسوا اصحابى خلفى ثم دعا بترجمانه فقال له قل لهم انى سائل هذا عن الرجل الذي يزعم انه نبى فان كذبني فكذبوه قال فقال أبو سفيان و ايم الله لو لا مخافة ان يؤثر على الكذب لكذبت ثم قال لترجمانه سله كيف حسبه فيكم قال قلت هو فينا ذو حسب قال فهل كان من آبائه ملك قلت لا قال فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل ان يقول ما قال قلت لا قال و من يتبعه اشراف الناس ام ضعفاؤهم قال قلت بل ضعفاؤهم قال أ يزيدون ام ينقصون قال قلت لا بل يزيدون قال هل يرتد احد منهم عن دينه بعد ان يدخل فيه سخطة له قال قلت لا قال فهل قاتلتموه قلت نهم قال فكيف كان قتالكم إياه قال قلت تكون الحرب بيننا و بينه سجالا يصيب منا و نصيب منه قال فهل يغدر قلت لا و نحن منه في مدة لا ندرى ما هو صانع فيها قال فو الله ما أمكنني من كلمة ادخل فيها شيئا هذه قال فهل قال هذا القول احد قبله قال قلت لا قال لترجمانه قل له انى سألتك عن حسبه فزعمت انه فيكم ذو حسب

(165)

و كذلك الرسل تبعث في أحساب قومها و سألتك هل كان في آبائه ملك فزعمت ان لا فقلت لو كان من آبائه ملك قلت رجل يطلب ملك آبائه و سألتك عن اتباعه أ ضعفاؤهم ام أشرافهم فقلت بل ضعفاؤهم و هم اتباع الرسل و سألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل ان يقول ما قال فزعمت ان لا فقد عرفت انه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يذهب فيكذب على الله و سألتك هل يرتد احد منهم عن دينه بعد ان يدخله سخطة له فزعمت ان لا و كذلك الايمان إذا خالط بشاشة القلوب و سألتك هل يزيدون أو ينقصون فزعمت انهم يزيدون و كذلك الايمان حتى يتم و سألتك هل قاتلتموه فزعمت انكم قد قاتلتموه فتكون الحرب بينكم و بينه سجالا ينال منكم و تنالون منه و كذلك الرسل تبتلي ثم تكون لهم العاقبة و سألتك هل يغدر فزعمت انه لا يغدر و كذلك الرسل لا تغدر و سألتك هل قال هذا القول احد قبله فزعمت ان لا فقلت لو قال هذا القول احد قبله قلت رجل ائتم بقول قيل قبله قال ثم قال بم يأمركم قلت يأمرنا بالصلاة و الزكاة و الصلة و العفاف قال ان يكن ما تقول فيه حقا فانه نبى و قد كنت أعلم انه خارج و لم اكن أظنه منكم و لو انى أعلم انى اخلص اليه لاحببت لقاءه و لو كنت عنده لغسلت عن قدميه و ليبلغن ملكه ما تحت قدمي قال ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقرأه فإذا فيه " بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى اما بعد فانى ادعوك بدعاية الاسلام اسلم تسلم و أسلم يؤتك الله اجرك مرتين و ان توليت فان عليك اثم الاريسيين و يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم ان لا نعبد الا الله و لا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا

(166)

اشهدوا بانا مسلمون " فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الاصوات عنده و كثر اللغط و امر بنا فاخرجنا قال فقلت لاصحابي حين خرجنا لقد امر امر ابن ابى كبشة انه ليخافه ملك بني الاصفر قال فما زلت موقنا بامر رسول الله صلى الله عليه و سلم انه سيظهر حتى ادخل الله على الاسلام و حدثناه حسن الحلوانى و عبد بن حميد قالا حدثنا يعقوب ( و هو ابن إبراهيم بن سعد ) حدثنا ابى عن صالح عن ابن شهاب بهذا الاسناد و زاد في الحديث و كان قيصر لما كشف الله عنه جنود فارس مشى من حمص إلى ايلياء شكرا لما ابلاه الله و قال في الحديث من محمد عبد الله و رسوله و قال اثم البريسيين و قال بداعية الاسلام حدثني يوسف بن حماد المعنى حدثنا عبد الاعلى عن سعيد عن قتادة عن انس ان نبى الله صلى الله عليه و سلم كتب إلى كسرى و إلى قيصر و إلى النجاشي و إلى كل جبار يدعوهم إلى الله تعالى و ليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه و سلم و حدثناه محمد بن عبد الله الرزى حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد عن قتادة حدثنا انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله و لم يقل و ليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه و سلم و حدثنيه نصر بن على الجهضمى أخبرني ابى حدثني خالد بن قيس عن قتادة عن انس و لم يذكر و ليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه و سلم و حدثني أبو الطاهر احمد بن عمرو بن سرح اخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال حدثني كثير بن عباس بن عبد المطلب قال قال عباس شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حنين فلزمت انا و أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم نفارقه و رسول الله صلى الله عليه و سلم على بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي فلما التقي المسلمون و الكفار ولي المسلمون

(167)

مدبرين فطفق رسول الله صلى الله عليه و سلم يركض بغلته قبل الكفار قال عباس و انا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه و سلم اكفها إرادة ان لا تسرع و أبو سفيان آخذ بركاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اى عباس ناد اصحاب السمرة فقال عباس ( و كان رجلا صيتا ) فقلت بأعلى صوتي اين اصحاب السمرة قال فو الله لكان عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها فقالوا يا لبيك يا لبيك قال فاقتتلوا و الكفار و الدعوة في الانصار يقولون يا معشر الانصار يا معشر الانصار قال ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج فقالوا يا بني الحارث بن الخزرج يا بني الحارث بن الخزرج فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا حين حمى الوطيس قال ثم اخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ثم قال انهزموا و رب محمد قال فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما ارى قال فو الله ما هو الا ان رماهم بحصياته فما زلت ارى حدهم كليلا و امرهم مدبرا و حدثناه اسحق بن إبراهيم و محمد بن رافع و عبد بن حميد جميعا عن عبد الرزاق اخبرنا معمر عن الزهرى بهذا الاسناد نحوه انه قال فروة بن نعامة الجذامي و قال انهزموا و رب الكعبة انهزموا و رب الكعبة و زاد في الحديث حتى هزمهم الله قال و كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه و سلم يركض خلفهم على بغلته و حدثناه ابن ابى عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهرى قال أخبرني كثير بن العباس عن ابيه قال كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم يوم حنين و ساق الحديث ان حديث يونس و حديث معمر أكثر منه و اتم حدثنا يحيى بن يحيى اخبرنا أبو خيثمة عن ابى اسحق قال قال رجل للبراء يا ابا عمارة أ فررتم يوم حنين قال لا و الله