ما ولي رسول الله صلى الله عليه و سلم و لكنه خرج شبان اصحابه و اخفاؤهم حسرا ليس عليهم سلاح أو كثير سلاح فلقوا قوما رماة لا يكاد يسقط لهم سهم جمع هوازن و بني نصر فرشقوهم رشقا ما يكادون يخطئون فاقبلوا هناك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و رسول الله صلى الله عليه و سلم على بغلته البيضاء و أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقود به فنزل فاستنصر و قال انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب ثم صفهم حدثنا احمد بن جناب المصيصي حدثنا عيسى بن يونس عن زكرياء عن ابى اسحق قال جاء رجل إلى البراء فقال أ كنتم وليتم يوم حنين يا ابا عمارة فقال اشهد على نبى الله صلى الله عليه و سلم ما ولي و لكنه انطلق اخفاء من الناس و حسر إلى هذا الحى من هوازن و هم قوم رماة فرموهم برشق من نبل كأنها رجل من جراد فانكشفوا فاقبل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته فنزل و دعا و استنصر و هو يقول انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب أللهم نزل نصرك قال البراء كنا و الله إذا احمر البأس نتقى به و ان الشجاع منا للذي يحاذى به يعنى النبي صلى الله عليه و سلم و حدثنا محمد بن المثنى و ابن بشار ( و اللفظ لا بن المثنى ) قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن ابى اسحق قال سمعت البراء و سأله رجل من قيس أ فررتم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم حنين فقال البراء و لكن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يفر و كانت هوازن يومئذ رماة و انا لما حملنا عليهم انكشفوا فاكببنا على الغنائم فاستقبلونا بالسهام و لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم على بغلته البيضاء و ان ابا سفيان بن الحارث آخذ بلجامها و هو يقول
(169)
انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب و حدثني زهير بن حرب و محمد بن المثنى و أبو بكر بن خلاد قالوا حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال حدثني ابو اسحق عن البراء قال قال له رجل يا ابا عمارة فذكر الحديث و هو اقل من حديثهم و هؤلاء اتم حديثا و حدثنا زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار حدثني اياس بن سلمة حدثني ابى قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حنينا فلما واجهنا العدو تقدمت فعلو ثنية فاستقبلني رجل من العدو فارميه بسهم فتوارى عني فما دريت ما صنع و نظرت إلى القوم فإذا هم قد طلعوا من ثنية اخرى فالتقوا هم و صحابة النبي صلى الله عليه و سلم فولى صحابة النبي صلى الله عليه و سلم و أرجع منهزما و على بردتان متزرا بإحداهما مرتديا بالاخرى فاستطلق ازارى فجمعتهما جميعا و مررت على رسول الله صلى الله عليه و سلم منهزما و هو على بغلته الشهباء فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لقد رأى ابن الاكوع فزعا فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه و سلم نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب من الارض ثم استقبل به وجوهم فقال شاهت الوجوه فما خلق الله منهم إنسانا الا ملا عينيه ترابا بتلك القبضة فولوا مدبرين فهزمهم الله عز و جل و قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم غنائمهم بين المسلمين حدثنا أبو بكر بن ابى شيبة و زهير ابن حرب و ابن نمير جميعا عن سفيان قال زهير حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن ابى العباس الشاعر الاعمى عن عبد الله بن عمر و قال حاصر رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل الطائف فلم ينل منهم شيئا فقال انا قافلون ان شاء الله قال اصحابه نرجع و لم نفتتحه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم اغدوا على القتال فغدوا عليه فأصابهم جراح فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم انا قافلون غدا قال فاعجبهم
(170)
ذلك فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثنا أبو بكر بن ابى شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن انس ان رسول الله صلى الله عليه و سلم شاور حين بلغه إقبال ابى سفيان قال فتكلم أبو بكر فاعرض عنه ثم تكلم عمر فاعرض عنه فقام سعد بن عبادة فقال إيانا تريد يا رسول الله و الذى نفسى بيده لو أمرتنا ان نخيضها البحر لا خضناها و لو أمرتنا ان نضرب اكبادها إلى برك الغماد لفعلنا قال فندب رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس فانطلقوا حتى نزلوا بدرا و وردت عليهم روايا قريش و فيهم غلام اسود لبني الحجاج فاخذوه فكان اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يسألونه عن ابى سفيان و أصحابه فيقول مالى علم بأبي سفيان و لكن هذا أبو جهل و عتبة و شيبة و أمية ابن خلف فإذا قال ذلك ضربوه فقال نعم انا أخبركم هذا أبو سفيان فإذا تركوه فسألوه فقال مالى بأبي سفيان علم و لكن هذا أبو جهل و عتبة و شيبة و أمية بن خلف في الناس فإذا قال هذا ايضا ضربوه و رسول الله صلى الله عليه و سلم قائم يصلى فلما رأى ذلك انصرف قال و الذى نفسى بيده لتضربوه إذا صدقكم و تتركوه إذا كذبكم قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا مصرع فلان قال و يضع يده على الارض ههنا و ههنا قال فما ماط أحدهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت البنانى عن عبد الله بن رباح عن ابى هريرة قال وفدت وفود إلى معاوية و ذلك في رمضان فكان يصنع بعضنا لبعض الطعام فكان أبو هريرة مما يكثر ان يدعونا إلى رحله فقلت الا اصنع طعاما فادعوهم إلى رحلي فأمرت بطعام يصنع ثم لقيت ابا هريرة من العشى فقلت الدعوة عندي الليلة فقال سبقتني قلت نعم فدعوتهم فقال أبو هريرة الا اعلمكم بحديث من حديثكم
(171)
يا معشر الانصار ثم ذكر فتح مكة فقال اقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى قدم مكة فبعث الزبير على احدى المجنبتين و بعث خالدا على المجنبة الاخرى و بعث ابا عبيدة على الحسر فاخذوا بطن الوادي و رسول الله صلى الله عليه و سلم في كتيبة قال فنظر فرآنى فقال أبو هريرة قلت لبيك يا رسول الله فقال لا يأتيني الا أنصاري زاد شيبان فقال اهتف لي بالانصار قال فأطافوا به و وبشت قريش اوباشا لها و إتباعا فقالوا نقدم هؤلاء فان كان لهم شيء كنا معهم و ان اصيبوا أعطينا الذي سئلنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ترون إلى أوباش قريش و اتباعهم ثم قال بيديه احداهما على الاخرى ثم قال حتى توافونى بالصفا قال فانطلقنا فما شاء احد منا ان يقتل احدا الا قتله و ما احد منهم يوجه إلينا شيئا قال فجاء أبو سفيان فقال يا رسول الله ابيحت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم ثم قال من دخل دار ابى سفيان فهو آمن فقالت الانصار بعضهم لبعض اما الرجل فأدركته رغبة في قريته و رأفة بعشيرته قال أبو هريرة و جاء الوحي و كان إذا جاء الوحي لا يخفى علينا فإذا جاء فليس احد يرفع طرفه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى ينقضى الوحي فلما انقضى الوحي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا معشر الانصار قالوا لبيك يا رسول الله قال قلتم اما الرجل فأدركته رغبة في قريته قالوا قد كان ذاك قال كلا انى عبد الله و رسوله هاجرت إلى الله واليكم و المحيا محياكم و الممات مماتكم فاقبلوا اليه يبكون و يقولون و الله ما قلنا الذي قلنا الا الضن بالله و برسوله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان الله و رسوله يصدقانكم و يعذر انكم قال فاقبل الناس إلى دار ابى سفيان و أغلق الناس أبوابهم قال و اقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى اقبل إلى الحجر فاستلمه ثم طاف بالبيت قال فاتى على صنم
(172)
إلى جنب البيت كانوا يعبدونه قال و فى يد رسول الله صلى الله عليه و سلم قوس و هو آخذ بسية القوس فلما اتى على الصنم جعل يطعنه في عينه و يقول جاء الحق و زهق الباطل فلما فرغ من طوافه اتى الصفا فعلا عليه حتى نظر إلى البيت و رفع يديه فجعل يحمد الله و يدعو بما شاء ان يدعو و حدثنيه عبد الله بن هاشم حدثنا بهز حدثنا سليمان بن المغيرة بهذا الاسناد و زاد في الحديث ثم قال بيديه احداهما على الاخرى احصدوهم حصدا و قال في الحديث قالوا قلنا ذاك يا رسول الله قال فما اسمى إذا كلا انى عبد الله و رسوله حدثني عبد الله ابن عبد الرحمن الدارمي حدثنا يحيى بن حسان حدثنا حماد بن سلمة اخبرنا ثابت عن عبد الله بن رباح قال وفدنا إلى معاويه بن ابى سفيان وفينا أبو هريرة فكان كل رجل منا يصنع طعاما يوما لاصحابه فكانت نوبتى فقلت يا ابا هريرة اليوم نوبتى فجاؤا إلى المنزل و لم يدرك طعامنا فقلت يا ابا هريرة لو حدثتنا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى يدرك طعامنا فقال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الفتح فجعل خالد بن الوليد على المجنبة اليمنى و جعل الزبير على المجنبة اليسرى و جعل ابا عبيدة على البياذقة و بطن الوادي فقال يا ابا هريرة ادع لي الانصار فدعوتهم فجاؤا يهرولون فقال يا معشر الانصار هل ترون أوباش قريش قالوا نعم قال أنظروا إذا لقيتموهم غدا ان تحصدوهم حصدا و اخفى بيده و وضع يمينه على شماله و قال موعدكم الصفا قال فما اشرف يومئذ لهم احد الا اناموه قال و صعد رسول الله صلى الله عليه و سلم الصفا و جاءت الانصار فأطافوا بالصفا فجاء أبو سفيان فقال يا رسول الله ابيدت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم قال أبو سفيان قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من دخل دار ابى سفيان فهو آمن و من القى السلاح فهو آمن و من
(173)
اغلق بابه فهو آمن فقالت الانصار اما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته و رغبة في قريته و نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قلتم اما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته و رغبة في قريته الا فما اسمى إذا ( ثلاث مرات ) انا محمد عبد الله و رسوله هاجرت إلى الله واليكم فالمحيا محياكم و الممات مماتكم قالوا و الله ما قلنا الا ضنا بالله و رسوله قال فان الله و رسوله يصدقانكم و يعذر انكم حدثنا أبو بكر بن ابى شيبة و عمرو الناقد و ابن ابى عمر ( و اللفظ لا بن ابى شيبة ) قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن ابى نجيح عن مجاهد عن ابى معمر عن عبد الله قال دخل النبي صلى الله عليه و سلم مكة و حول الكعبة ثلاثمائة و ستون نصبا فجعل يطعنها بعود كان بيده و يقول جاء الحق و زهق الباطل ان الباطل كان زهوقا جاء الحق و ما يبدئ الباطل و ما يعيد زاد ابن ابى عمر يوم الفتح و حدثناه حسن بن على الحلوانى و عبد بن حميد كلاهما عن عبد الرزاق اخبرنا الثورى عن ابن ابى نجيح بهذا الاسناد إلى قوله زهوقا و لم يذكر الآية الاخرى و قال بدل نصبا صنما حدثنا أبو بكر بن ابى شيبة حدثنا على بن مسهر و وكيع عن زكرياء عن الشعبي قال أخبرني عبد الله بن مطيع عن ابيه قال سمعت النبي صلى الله عليه يقول يوم فتح مكة لا يقتل قرشى صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة حدثنا ابن نمير حدثنا ابى حدثنا زكرياء بهذا الاسناد و زاد قال و لم يكن اسلم احد من عصاة قريش مطيع كان اسمه العاصي فسماه رسول الله صلى الله عليه و سلم مطيعا حدثني عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا ابى حدثنا شعبة عن ابى اسحق قال سمعت البراء بن عازب يقول كتب على بن ابى طالب الصلح بين النبي صلى الله عليه و سلم و بين المشركين يوم الحديبية
(174)
فكتب هذا ما كاتب عليه محمد رسول الله فقالوا لا تكتب رسول الله فلو نعلم انك رسول اله لم نقاتلك فقال النبي صلى الله عليه و سلم لعلى امحه فقال ما انا بالذي امحاه فمحاه النبي صلى الله عليه و سلم بيده قال و كان فيما اشترطوا ان يدخلوا مكة فيقيموا بها ثلاثا و لا يدخلها بسلاح الا جلبان السلاح قلت لابى اسحق و ما جلبان السلاح قال القراب و ما فيه حدثنا محمد بن المثنى و ابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن ابى اسحق قال سمعت البراء بن عازب يقول لما صالح رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل الحديبية كتب على كتابا بينهم قال فكتب محمد رسول الله ثم ذكر بنحو حديث معاذ انه لم يذكر في الحديث هذا ما كاتب عليه حدثنا اسحق بن إبراهيم الحنظلي و أحمد بن جناب المصيصي جميعا عن عيسى بن يونس ( و اللفظ لاسحق ) اخبرنا عيسى بن يونس اخبرنا زكرياء عن ابى اسحق عن البراء قال لما احصر النبي صلى الله عليه و سلم عند البيت صالحه أهل مكة على ان يدخلها فيقيم بها ثلاثا و لا يدخلها الا بجلبان السلاح السيف و قرابة و لا يخرج بأحد معه من أهلها و لا يمنع احدا يمكث بها ممن كان معه قال لعلى أكتب الشرط بيننا بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقال له المشركون لو نعلم انك رسول الله تابعناك و لكن أكتب محمد بن عبد الله فامر عليا ان يمحاها فقال على لا و الله لا امحاها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أرني مكانها فأراه مكانها فمحاها و كتب ابن عبد الله فأقام بها ثلاثة أيام فلما ان كان اليوم الثالث قالوا لعلى هذا آخر يوم من شرط صاحبك فأمره فليخرج فاخبره بذلك فقال نعم فخرج و قال ابن جناب في روايته مكان تابعناك بايعناك حدثنا أبو بكر بن ابى شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن